سهير بشناق
يحتاجون لثقافة اصبحت غائبة عن حياتهم، حياة انحصرت حدودها في اطار المناهج الدراسية
التي تقدم معلومات لا يمكنها ان تكون كافية لطلاب اصبحت عقولهم مبرمجة على التلقين وحفظ المعلومات ليعيدوا تدوينها على ورقة الامتحان التي تعتبر الحد الفاصل بين نجاح الطالب او رسوبه .
التعليم من خلال التلقين اصبحت الوسيلة المتبعة في المدارس، فالطلاب يحفظون المعلومات في المنهاج وينقلونها الى اوراق الامتحانات وغالبية كبيرة منهم لا يملكون اية معلومة خارج اطار المنهاج ولا يبالون بما يدور حولهم من احداث سواء في المجتمع المحلي او في العالم ككل لانهم غير قادرين على التفكير وتحفيز عقولهم التي باتت اسيرة لمنهاج لا يمكنه ان يثريهم بمعلومات وثقافة جديدة .
ويعاني بعض الطلاب من ما يسمى بالامية بالرغم من وجودهم على مقاعد الدراسة او في الجامعات لانهم لم يقرأوا كتابا واحدا خلال سنوات دراستهم ولا يجدون متعة في ذلك بسبب عدم اعتيادهم على القراءة.ويعاني الطلاب ايضا من ضعف في اللغتين العربية والانجليزية فهم يتمكنون من القراءة ضمن اطار المنهاج لكنهم يجدون صعوبة كبيرة في قراءة اي شيء اخر او قراءة قصة في عصر التكنولوجيا التي تستحوذ على عقول الاطفال من خلال جذبهم الى الالعاب الالكترونية وعدم محاكاة عقولهم او ثقافتهم .
في المجتمعات الغربية يركزون على جانب القراءة لاطفالهم منذ لحظة الولادة لانهم يؤمنون باهميتها فينشأ الطفل وهو يقدر هذا السلوك ويصبح ركيزة اساسية بحياته لان الامهات والاباء يحرصون على تعزيزه بحياته بالرغم من التطور التكنولوجي الكبير الا ان للقراءة مكانة خاصة كونها مصدرا هاما للمعرفة والاكتشاف والتمكن من اللغات الاخرى .
ترى اخصائية تربية طفل منال عبد الهادي ان هناك غيابا ملحوظا في المطالعة الخارجية في مختلف الاعمار بحيث لم يعد هناك مكان للكتاب في حياة الصغار والكبار.
واضافت : ان المدارس لا تعمل على تعزيز هذا الجانب بحياة الطلاب ولا تحثهم على ذلك الا بالقدر البسيط بالرغم من تركيزها على اعطاء المعلومات في المنهاج والعمل على تمكين الطلاب بها
واشارت عبد الهادي الى اهمية المطالعة في حياة الانسان ومنذ الصغر لانها تساعده على اكتشاف عالم اخر وتمكنه من اللغة سواء العربية او الانجليزية اضافة الى تزويده بكم كبير من المعلومات لا يتوفر في اطار المنهاج التعليمية .
واكدت على اهمية دور الاسرة في هذا الجانب من خلال تعليم اطفالها حب المطالعة وهم في مرحلة الطفولة من خلال تعويد الطفل على سماع قصة ما قبل النوم من والديه او احدهما ثم يقوم هو في عمر اكبر بقراءة القصة التي يحب وتتشكل لديه الرغبة الحقيقية في اقتناء القصص .
لافتة الى ان هذا العصر هو عصر التكنولوجيا واغلب الاطفال يتم توجيههم الى استخدام التكنولوجيا المتمثلة بالحاسوب او الاجهزة المخصصة لالعاب وهذا الامر ينطبق ايضا على الطلاب فهم يلجأون الى استخدام االحاسوب للحصول على اية معلومة او المساعدة في البحوث المدرسية او الجامعية لكنهم لا يفكرون بالعودة الى المراجع المكتوبة او مطالعة مصادر اخرى تثري معلوماتهم .
وترى عبد الهادي ان هناك طلابا لا يمكنهم الاجابة عن اسئلة بسيطة تتعلق بجوانب معينة بالحياة سواء السياسية او الاقتصادية بالرغم من انها معلومات عامة نتوقع ان يلموا بها لافتة الى ان عقول الطلاب في هذا الوقت لم تعد عقولا معرفية او ترغب بالتغير او الاكتشاف انها اصبحت عقولا مبرمجة على استعياب المعلومات الواردة في المنهاج فقط وهذا الامر ليس مسؤولية الطالب فقط انما هي منظومة حياة بدات من الاسرة ثم المدرسة واخيرا الجامعة والتي جمعيها لا تولي القراءة والمطالعة الاهتمام الذي تستحق فيكبر الطفل وهو يعيش حياة مرتبطة بالالكترونيات والتكنولوجيا فقط .
مبينة ان هناك مدارس ينتهي العام الدراسي ولا تقدم قصة لطلابها ولا اية معلومات جديدة لافتة الى ان الاصل في الامور ان يتم تخصيص حصة اسبوعية للطلاب للذهاب الى المكتبة واستعارة قصص ثم قراءتها بالمنزل ويقوم الطالب بعد ذلك بتقديم عرض عن القصة وماهية الفكرة التي احتوتها واجراء نقاش بين الطلاب .
فالكتاب لم يعد له مكانا في حياتنا والتزود بالمعلومات العامة او قراءة التاريخ او التمكن من اللغات اصبحت جوانب مغيبة عن حياة ابنائنا والاعتماد اصبح تكنولوجيا بحتا ليتخرج الطالب من المدرسة وهو غير ملم بمعلومات عامة وقد يجهل امورا بسيطة ولا يتمكن من الاجابة عن اسئلة تبدو للآخرين من الاساسيات لاي انسان
فان اردنا لابنائنا ان يستخدموا عقولهم بالشكل الصحيح وان يخرجوا من اطار التلقين والمعلومات الجاهزة علينا ان نبادر بتعزيز اهمية المطالعة في حياتهم وان نشجعهم على اقتناء الكتب وقراءتها وليس غريبا ان نرى الاطفال يميلون للقراءة طالما شاهدوا امهاتهم واباءهم يقرأون .
لكن عجلة الحياة وكم المسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتق الامهات والاباء قد تحول بينهم وبين المطالعة التي ان غابت هي عن حياتهم عليهم ان يستثمروها في اطفالهم ان ارادوا لهم حياة افضل تقوم على اساس المعرفة والاكتشاف وقوة الشخصية المزودة بالمعرفة .
الشهادة الاكاديمية ليست نهاية الطريق في الوقت الذي هناك شباب وفتيات يتخرجون من الجامعات وهم في واقع الحال لا يختلفون عن طلاب لا يزالون في مراحل دراستهم الاولى
لانهم لا يمتلكون معلومات ولا يسعون نحو تطوير انفسهم فعالمهم يبدا وينتهي بين سطور المنهاج الاكاديمية فقط .