ليس هناك فرصة أفضل من الابتعاث للتخلي عن عاداتنا السلبية، حيث إن هذه المرحلة تعد فرصة لحياة جديدة، وتجربة مختلفة، تكسر الروتين والتقليدية، وإذا ما استثمرت بشكل ناجع فإن ثمارها ستنعكس على حياة الفرد المستقبلية، بل وتتجاوز ذلك إلى أبنائه، وكافة المحيطين به.
هنالك الكثير من المبتعثين ممن تخلصوا من عادات سقيمة على رأسها التدخين، وعدم الانضباط، وعدم احترام الوقت، والعشوائية، وسوء التخطيط، والسهر دون جدوى أو منفعة، ليس لأن تلك الدول مليئة بالإيجابيات، ولكن لكونها نقطة تحول تتطلب الكثير من الاعتماد على النفس، والاندماج بالحضارات، والثقافات المتعددة.على النقيض، هناك من اكتسب سلوكيات خاطئة، وآخرون لم يتغير لديهم الحال كثيراً، وما زالوا يعيشون حياة الفوضى والعشوائية، وإذا تعلموا شيئاً جديداً فغالباً ما يكون سلبياً أو غير نافع على أقل تقدير، وهذا الأمر يعود لاختيار الشخص نفسه، وكيف يحب أن يرى نفسه، وماذا يريد أن يكون في المستقبل.
الدافع الأساسي للتغيير الإيجابي يجب أن ينطلق من الفرد نفسه، ويجب أن يكون حافزه عالياً، ورغبته في التغيير نحو الأفضل كبيرة، يخالطها العزيمة، والإصرار، وقوة الإرادة، وهذا يتطلب مرحلة تأسيسية يضع فيها الطالب نفسه خلال التحضير للسفر، والدراسة في الخارج، ولا بأس في أن يضع عدداً من الأهداف التي يأمل في تحقيقها، ويعود إلى وطنه بعد التخرج وقد اكتسبها، وأحدث علامة فارقة في مسيرته الحياتية.
هناك من يمتلك الرغبة فعلاً، ولكنه يصطدم بعدد من العقبات، والعثرات التي تجعله يستسلم أمامها إذا كان ضعيف الإرادة، ولم يدرك أنها أمر طبيعي، بدونه لا يمكن له تحقيق الإنجازات، خاصة وأن تغيير السلوك هو أحد أصعب مراحل التغيير، ومن ثم فليس أمراً هيناً كسر عدد من العادات والمكتسبات غير الجيدة التي تلازم الفرد ردحاً من الزمن، أو منذ نشأته، وتغييرها بين يوم وليلة.
أخيراً، لنجعل من الابتعاث فرصة استثمارية في الذات، نطور فيها من أنفسنا، وننمي مهاراتنا وقدراتنا، كما نتخلص من العادات السلبية لدينا، ونمارس حياتنا بشكل أفضل، وأكثر سلاسة ومرونة.