د. عبدالله العمادي
لو طرحت عليك السؤال أعلاه، فما يكون جوابك؟
سؤال أجده صعباً في تحديد واختيار إجابة واحدة فقط، فإن الإجابة بنعم أو لا، أعتبرها صحيحة، لأن الأمر نسبي أو بمعنى آخر، تعتمد حلاوة أو جمال هذه الحياة على الشخص ذاته وباعتبار حالات عديدة، منها حالته النفسية بشكل عام، ومنها حالته المادية والاجتماعية أو الصحية والمهنية وغيرها من أحوال، فالحياة ليست بهذه السهولة التي يمكن أن يُقال عنها جميلة أو غير جميلة.
الأمر يتكرر لو بالمثل قلت لك: هل تشعر بالسعادة في عملك؟ ربما تقول نعم أو تقول لا.. الأمر يختلف باختلاف الظروف، وقلما تجد إنساناً يسير عكس الواقع، بمعنى أن تسأل أحداً السؤال نفسه فيقول لك نعم أشعر بالسعادة، وواقعه الوظيفي مؤلم ومظلم. فهذا إما أن تصفه بالجنون أو عدم الواقعية.
المهم في موضوعنا اليوم هو الوصول الى حقيقة من حقائق الحياة المتنوعة، التي تحدثنا سابقاً عن بعضها، ونواصل اليوم في معرفة حقائق أخرى.. وحقيقة اليوم التي نريد التوقف عندها قليلاً، هي أن الأمور التي تراها أنت اليوم في الحياة، هي نفسها التي ربما رأيتها قبل عام مضى أو عامين أو أكثر.. ما تغيرت تلك الأمور، ولكن الذي تغير هو أنت أو ظروفك أو مزاجك أو نفسيتك.. كيف؟
المتغير في المعادلة الحياتية هو نحن.. فنحن نتغير وليست حقائق الحياة، فالعمل على سبيل المثال، تجد دوماً هناك رئيس ومرؤوس في أي منظومة عمل، وطالما أن هذا التفاوت موجود وذاك السلم الوظيفي مطبق، فلا بد أن تجد ظالماً ومظلوماً بصورة وأخرى، أو تجد هذا الأمر بمعان مختلفة.. فلا تتوقع من هذا المنطلق يوماً أن تكون في بيئة عمل مثالية، يكون العدل سائداً يملأ الأجواء.
هذا المثال يصلح لأن يكون نموذجاً للحياة.. إذ طالما البشر متفاوتون ومختلفون في الأفكار والأفهام والطباع والمستويات الاجتماعية وغيرها، فلن تجد أمراً دائماً خالداً.. الحياة متغيرة، فاليوم تسعد لأي سبب فتعتبر الحياة جميلة، وغداً تحزن فتعتبرها تعيسة، وتعود لك السعادة مرة أخرى وتتغير نظرتك، وهكذا في دورات متغيرة حتى يوم الدين.. فهل وضحت الحقيقة؟

JoomShaper