- يلجأ المعظم إلى البوح والشكوى من الظروف أو المواقف القاسية التي يمرون بها لأقرب الناس لهم، ويتعجبون كثيرا عندما لا يحصلون على قدر الاهتمام المطلوب بمشاكلهم من قبل المحيطين بهم، دون إدراك أن كل إنسان له طاقة قد تتحمل مشاكله ومشاكل غيره لكن لوقت قليل.
تقول اختصاصية الطب النفسي الدكتورة شيماء عرفة، وفق ما أوردت صحيفة "اليوم السابع"، يجب أن نضع أنفسنا كمعيار لقياس درجة تقبل وتحمل الآخرين لنا ولمشاكلنا قبل أن نبدأ شكوانا وإقحامهم فى حياتنا الشخصية بكل ما تحمله من مشاكل وأسرار، فنسأل أنفسنا هل لدينا الطاقة التي تتحمل استيعاب مشاكل الآخرين، أو بمعنى آخر هل لدينا القدرة على سماع ومناقشة الهموم والمواقف التي قد يتعرض لها البعض من حولنا.وتتابع يجب أن ندرك تماما أن كل فرد على وجه الأرض يحمل مشاكل وهموما خاصة به، وأن قدرته النفسية لا تتحمل أن يُحمل نفسه مشاكل الآخرين بنفس قدر الاهتمام بمشاكله، ولا يعني ذلك أن ننطوي على حالنا إنما نختار الأوقات والأشخاص المناسبة للبوح بمشاكلنا دون أن نثقل عليهم.
وتضيف الوسطية في هذه الأحيان هي الحل الأمثل، فمن الممكن أن نشرك الآخرين بنسب بسيطة فيما يدور برأسنا وخاصة إذا كان له علاقة بالشخص المستمع حتى يعير لنا انتباهه، دون أن نشعر بإهمال أو لا مبالاة.
ومن هنا يمكن توزيع شكوانا على من يهمه الأمر، لأننا إذا لم نختر الشخص الذي نشاركه أحزاننا سنفقد المحيطين بنا وسنجدهم يملون الجلوس معنا ويحاولون قدر المستطاع الابتعاد عن أي مكان نتواجد به.