حسام محمد

NOVEMBER 18, 2014

 

ريف حماة ـ «القدس العربي» باتت ثماني قرى في سهل الغاب بريف حماة في سوريا مهددة بكارثة إنسانية بعد أن تشكلت فيها مستنقعات كبيرة مترافقة بانسدادات كثيرة لقنوات الري، إثر هطول أمطار غزيرة على قرى «الحويجة والحويز والحواش»، ما تسبب بانجرافات في التربة، مع انعدام وجود مصاريف صحية احتياطية تستطيع ان تستوعب الكميات الكبيرة من المياه الهاطلة، مع غياب المؤسسات التابعة للدولة. وأفاد «بكار الحميدي» مدير إحدى المؤسسات الإغاثية في سهل الغاب في حديث خاص لـ «القدس العربي» ان سكان ثماني قرى مجاورة لبعضها كانوا موجودين بأمان في منازلهم قبل أن يتفاجأوا، بهطول كميات مطرية هائلة وانجرافات في التربة بعد السيول الكبيرة التي تشكلت جراء الأمطار، مما يهدد حياة ما يزيد عن 1000 طفل بالأمراض والأوبئة والتلوث البيئي.

وبين أن لا يوجد سوى قناة تصريف مياه واحدة في المنطقة والتي تهدمت نتيجة هذه السيول، فتغير مجرى المياه باتجاه المنازل الآهلة بعشرات العائلات، لتنغمر أغلبية المنازل بهذه السيول المحملة بكميات كبيرة من الطين، كما تضررت أيضا المحاصيل الزراعية في الحقول، وبعض مزارع التبغ أو المناطق المخصصة لتجفيفه. كما أشار الحميدي إلى خسارات كبيرة لحقت منتوجات «فول الصويا، البندورة، وصولاً إلى حقول التبغ»، حيث تحولت المزارع إلى مستنقعات طينية، ولم تقتصر نتائج السيول على المنازل والمزارع وإنما غطت شوارع السهل بالكامل ببحر من الطين والمستنقعات والوحول.

وأضاف ان هاجس الأمراض والأوبئة الصحية بات يشكل خوفاً متزايداً لدى الأهالي بسبب المستنقعات غير الصحية التي تعد مركزاً لعدد كبير من الحشرات الضارة مسببة انتشار أمراض معدية وخاصة للأطفال أصحاب السنوات الأولى من العمر.

بدورها، أكدت المنسقة والمشرفة العامة لوكالة حماة الإخبارية «هدير العاصي» في حديث خاص ان خدمات الدولة مقطوعة في المنطقة منذ سنوات عديدة حتى قبل اندلاع الثورة السورية، فلا توجد تسهيلات من قبل نظام الأسد قبل الثورة أو بعدها، حيث ان بلديات النظام لم تقدم أي نوع من المبيدات الحشرية، أو أي خدمات زراعية، كذلك الأمر ينطبق على المعارضة السورية إذ لم تقدم أي نوع من المساعدة رغم تقديمنا طلبا للائتلاف قبل عام بسبب مرض «اللشمانيا» بسبب تشكل المستنقعات في السنة الفائتة، ولكن من دون نتيجة. مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية غمرت بمياه السيول، بغياب الآليات المخصصة التي من الممكن أن تساعد أهالي الغاب في انقاذ ما تبقى من المحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى بساطة الأدوات المحلية التي تقف عاجزة عن فعل أي شيء بالمقارنة بين حجم المشكلة والأدوات المتوفرة لدى أبناء السهل الغربي بحماة.

ويشكل غياب الخدمات الزراعية من قبل الجهات المسؤولة خطرا على أبناء سهل الغاب الغربي، وستتفاقم المشكلة لتصل إلى درجة المأساة الإنسانية كما يصف أهل المنطقة، رغم انها أمطار خير إلا انها تتحول إلى كوارث طبيعية على سهل الغاب ومن فيه، وتبقى معاناة المدنيين في ظل تقصير طرفي النزاع في سوريا حول المشكلة الحقيقية والإجراءات اللازمة لمواجهة مثل هذه الكوارث البيئية والبشرية على حد سواء.

 

حسام محمد

JoomShaper