مريم نصر

عمان – يشكل أحمد الذي يعمل بوظيفة مدير موظفين في إحدى الشركات الكبرى، ازعاجا لمعظم الموظفين فهو ينشغل عن أداء مهامه الوظيفية بالإملاء على زملائه ما يفعلونه، ما جعل وجوده بين زملائه عاملا يبعث على التوتر والاحباط.

توجد في أغلب المؤسسات شخصية مثيرة للازعاج تشبه أحمد، تعمل على نشر السلبية في أجواء العمل، فهنالك الفتاة التي تتذمر باستمرار من العمل، ومن كل شيء، وشاب يتحدث دائما عن أمجاده الماضية، وتجد من يضيع وقت العمل بالمزاح الثقيل أو بالاسئلة المزعجة.

وتحتضن بيئة العمل غالبا شخصيات متعددة بأمزجة مختلفة، نضطر للتعامل معها يوميا، ما يولد شعورا بالاحباط،  بيد ان المرء يستطيع التعامل مع مثل هذه الشخصيات والأمزجة

من خلال فهم طبيعتها ودوافع سلوكها، وهو أمر يساعد في تجنب الاصطدام بهم.

وتتنوع السلوكيات التي من شأنها التأثير سلبا على بيئة العمل واعاقة سيره ما يؤدي الى تدني الانتاجية وفيما يلي انواع من هذه السلوكيات الشائعة التي يمارسها الموظفون في العمل، الموظف الذي يجب أن يفوز بكل شيء بكل الطرق، الموظف الذي لا يتقبل ان يكون تحت السلطة وتحت القانون، الموظف الذي لا ينهي واجباته، الموظف الذي يدخل المزاح في كل الظروف، الموظف الذي يبالغ في مشاعره حيال الظروف، الموظف الذي يخاف من أخذ خطوات نحو الأمام، الموظف الذي لا يقبل وأن يكون إلا في المقدمة، الموظف الذي يقوم بعمله وعمل غيره، الموظف الذي يقول لمديره ما يحب ان يسمعه، الموظف الذي يتهرب من المسؤوليات، الموظف الذي لا يواجه المشكلات بصورة مباشرة، الموظف الذي يشعل النزاعات بطرق خفية، الموظف الذي يتنمر على الآخرين، الموظف الذي لا يفصل بين الأمور الشخصية وأمور العمل، والموظف الذي يسقط أهواءه ورغباته على طبيعة العمل.

والجيد أن هناك طرقا كثيرة للتعامل مع هذه الانماط من الموظفين، لكنها ليست وصفة سحرية وتحتاج إلى عمل دؤوب ومثابرة ولكن بمجرد اتقانها يبدأ المرء بتلمس الفروق في اجواء العمل ما ينعكس بتحقيق نتائج ايجابية.

الاعتراف بوجود مشكلة هي أولى الخطوات الحل لمجابهة السلوكيات السلبية، ولا بد من الاستماع الى الموظف الذي يقوم بمثل هذه السلوكيات لفهم جذورها ومحاولة حلها ان أمكن.

ويجب على  المرء أن يتحلى بالذكاء عند تحديد السلوكيات السلبية التي يرغب في تعديلها، فهناك سلوكيات لها اثر مباشر في تعكير صفو العمل والتأثير على الانتاجية، والتي يجب البدء بمعالجتها أولا.

ولا يجب على المرء أن يسمح لنفسه التأثر بمثل هذه السلوكيات، فمن المهم أن يجد طريقة لكي لا ينخرط نفسيا بوجود سلوكيات لا تعجبه من قبل زملائه في العمل. 

ويدخل هذا في اطار ما يسمى بالذكاء العاطفي الذي يجعل المرء مدركا لما يجري في بيئة العمل وقادرا على التعامل مع فريق العمل دون ان يتأثر بتلك السلبيات على الاطلاق.

ويشير خبراء الإدارة أن تعديل السلوكيات السلبية في العمل هي من المهام التي تتطلب تغيرا جذريا احيانا في بيئة العمل، ما يتطلب إعادة هيكلة للمؤسسة، أو وضع أطر واضحة لاتخاذ القرارات،  ما  يسهل على  صناع القرار تحديد السلوك المقبول، ومن المهم أيضا على المدراء توصيف الوظائف بشكل مفصل، والاهتمام ببرامج تنمية المواهب ووضع خطط لتطوير الانتاجية.

وعلى الموظفين على اختلاف مناصبهم ادراك أن العمل ضمن الفريق يحتاج قدرا عاليا من المهارات للتعامل مع الآخرين، لذا على المدراء ايجاد أرضية مشتركة للتفاهم بين الموظفين وتشجيع السلوك البناء وتعزيز مبدأ الإدارة الذاتية والحرص على نشر العدالة بين الموظفين على اختلاف مناصبهم ومواقعهم.

JoomShaper