أبواب - رزان المجالي - يعد عقار المورفين الاقوى في تسكين الالم ، ولكن الباحثون وجدوا شيئا يفوق هذا التأثير وهو الصداقة ، فالعلاقات الاجتماعية الناجحة تحمل تأثيرا جيدا على صحة الانسان خاصة في فترات مرضه.
فقد اوضحت دراسة اجريت في امريكا ان الاشخاص الذين يملكون دائرة أصدقاء واسعة يمكنهم مقاومة مسببات الألم أكثر من غيرهم، لأن العلاقات الاجتماعية الجيدة عمومًا والصداقة على وجه التحديد تحفز من إنتاج هرمون الإندروفين والذي يوجد بالجهاز العصبي عند الإنسان والحيوان، يساعد هو ومجموعة كبيرة من الأوبيويدات على تسكين الآلام وإعطاء الشعور بالراحة والاسترخاء والتحسن.
وقد اكتشف الباحثون خلال دراستهم ان هناك علاقة تبادلية بين مقاومة الجسم للآلام وعلاقات الصداقة الجيدة، حيث أثبتت أن هرمون الإندروفين يعمل على تحسين تأثير
العلاقات الاجتماعية أيضًا إذ ينتج عن العلاقات الاجتماعية الجيدة مشاعر إيجابية عندما يصل الإندروفين إلى مستقبلات الأوبيويدات في المخ.
وأرادت الباحثون من خلال دراستهم هذه إثبات أن الإندروفين ليس فقط يعتبر مسكن طبيعي للآلام بل إنه أيضًا يزيد من الشعور بالمتعة التي تولدها العلاقات الاجتماعية الجيدة، والتي لا غنى عنها لأي إنسان.
وتوصل العلماء لهذه النتائج عن طريق إجراء تجربة على 101 متطوعًا تتراوح أعمارهم ما بين 18-34 عامًا طُلب منهم إسناد ظهورهم إلى الحائط وثني ركبتهم في وضع مؤلم، وخلال ذلك طرحت على المشاركين بعض الأسئلة حول علاقاتهم بأصدقائهم وعدد مرات لقائهم بهم، تبين بعد التجربة أن الأشخاص الذين تجمعهم بأصدقائهم علاقات طيبة شعروا بالألم بنسبة أقل من غيرهم ما ساعدهم على البقاء لفترة أطول على هذا الوضع المؤلم.
وحدد الباحثون مدى مقاومة الألم بحسب عدد الأصدقاء لدى الشخصن وأوضحوا أن كل زيادة في عدد الأصدقاء تتراوح ما بين 7-12 صديق تؤدي إلى زيادة فترة تحمل الألم لمدة تتراوح ما بين دقيقة إلى 4 دقائق، إلا أنه من غير الواضح إلى الآن من أين تبدأ الدائرة، إي ما إذا كان وفرة هرمون الإندروفين يعزز الاستمتاع بعلاقة الصداقة أم أن كثرة عدد الأصدقاء هو ما يؤدي إلى زيادة إنتاج هرمون الإندروفين، فلم تتمكن الباحثة من تمييز السبب من النتيجة.
وكشفت النتائج أيضًا أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بشكل منتظم يتعزز لديهم إفراز الموصلات الكيميائية «إندروفين»، وبالتالى ستنخفض حدة شعورهم بالآلام كما هو الحال مع الأشخاص الذين يمتلكون أصدقاء كثيرين، وأضاف الباحثون أن الرياضة قد تستخدم كبديل للعلاقات الاجتماعية الموسعة إذا كان الغرض هو الرغبة فى الشعور بالسعادة وتسكين الآلام.