علاء علي عبد

عمان- عندما يمر المرء بأزمة صعبة وقوية، سواء أكانت أزمة صحية أو مهنية أو عاطفية فإنه يدرك مدى صعوبة إعادة لملمة نفسه واستعادة توازنه مرة أخرى.
في الوقت الذي يشعر المرء فيه بالعجز يصبح من الصعب إيجاد قدر من الإرادة التي تساعده على الوقوف على قدميه من جديد. لكن، ومن حسن الحظ فإن الفرصة تبقى مواتية للتغلب على الصعوبات التي تواجهه بصرف النظر عن مدى حجمها.
عند التعرض لأزمة حياتية معينة فيجب على المرء أن يعي حقيقة أن هناك الكثير من الطرق التي توصله لبر الأمان واستعادة توازنه من جديد لكن هذه الطرق تحتاج لأن يؤمن المرء بنفسه وأن يتخذ الخطوات اللازمة ليصل لبداية طريق استعادة توازنه:


- واجه وتقبل أزمتك: بصرف النظر عن مدى صعوبة الأزمة الشخصية التي تعرضت لها، فإنه يجب عليك أن تصل لمرحلة من التقبل لها لتستطيع مواصلة حياتك قدر الإمكان. وتقبل أزمتك يحتاج منك مواجهتها، لذا لا تغلق ذكرياتك المتعلقة بالأزمة مهما كانت تلك الذكريات صعبة وقاسية. ففي الوقت الذي يسعى العقل لإبعادك عن الذكريات القاسية من خلال محاولة صرف الانتباه عنها، إلا أن الأفضل أن تواجه أزمتك لتتمكن من تقبلها.
لا تجبر نفسك على كتم مشاعرك الخاصة بتلك الأزمة كحاجتك للبكاء مثلا، فكتم مثل هذا الأمر لن يؤدي سوى لتقوية أزمتك أكثر وزيادة صعوبة تجاوزها لاحقا. لو وجدت نفسك بحاجة لمساعدة من اختصاصي نفسي فلا تتردد بطلبها فالمهم أن تصل لمرحلة من القبول للنتائج المترتبة على أزمتك مهما كانت قاسية.
- اطلب مساعدة من حولك: المساعدة لا تقتصر على الاختصاصيين النفسيين، فهناك مصدر آخر للمساعدة قد يفوق غيره من المساعدات وهو المساعدة ممن هم حولك من أهل وأصدقاء أو من أشخاص مروا بما تمر به الآن. وجد الباحثون أن الدعم العاطفي الذي يتلقاه المرء ممن هم حوله يسهم إلى حد كبير بالسيطرة على الأثر النفسي للأزمة التي يتعرض لها. عندما تقسو ظروف الحياة يشعر المرء بأن علاقاته قد تعمقت مع من هم حوله وقد يتفاجأ بمدى الحب الذي يكنونه له. وهذا العمق بالعلاقات يحمي المرء من الشعور السلبي تجاه نفسه مما يزيد فرص تجاوزه لأزمته إلى حد بعيد.
- اكتشف آفاقا جديدة: عند تعرض المرء لأزمة حياتية معينة فإنه يكون أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما الاستسلام واليأس وتقبل دور الضحية الأبدي، أو منح نفسه فترة يسمح لنفسه فيها بالتعبير عن مشاعره وعدم كبتها ومن ثم يبدأ بالنظر حوله واستيعاب الأمر، ففي بعض الأزمات تتكشف للمرء آفاق جديدة يمكن أن تحول المحنة إلى منحة. طبعا هذا لا ينطبق على كل أنواع الأزمات، ولكن بعضها بالفعل قد يفتح آفاقا جديدة لم يكن المرء مدركا لوجودها.
- تعود على الصبر: أزمات الحياة في كثير من الأحيان تحتاج لوقت طويل قبل أن يتمكن المرء من تجاوزها، وغالبا ما يكون هذا الوقت أطول من توقع المرء نفسه، لكن هذا لا يجب أن يفقده الأمل. لذا عليه أن يركز على الهدف النهائي مهما طال به الوقت للوصول له، فضلا عن هذا فعليه أن يتحدث عن أزمته مع من يثق بهم ويدرك بأنهم سيسمعونه، فهذا أيضا من شأنه التخفيف عنه وجعله أكثر قدرة على الصبر نظرا للراحة التي يشعرها بعدما يتحدث عن أزمته مما يشعره بأنه يتقدم بالفعل نحو الخروج من أزمته.

JoomShaper