عمان-الدستور-خالد سامح

« تعددت التطبيقات(الذكية) والنتيجة واحده»!!
وهي برأي الكثير من المختصين بالشأن الاجتماعي تتمثل بتلاشي العلاقات الواقعية بين الناس بما تحمل من حميمية وقيم انسانية حميدة، ومزيد من برود العواطف والمشاعر الانسانية نتيجة اهمال التواصل الفيزيائي المباشر بين الناس لصالح «التطبيقات الذكية» التي تزخر بها الموبايلات والأجهزة المحمولة المختلفة.
في السابق كانت الطريقة المثلى للهروب من اي شخص تجمعنا به الصدفة في مكان ما هي ترك ذلك المكان ومغادرته فورا، لاسيما مع اولئك الأشخاص الذين نختلف معهم باستمرار أو يستفزنا حضورهم لأسباب شخصية أو اجتماعية، أما الآن فقد بات الأمر أسهل بكثير اذا يكفي أن تتجاهل ذلك الشخص ( أو تتصنع تجاهله) بالانشغال بتطبيقات موبايلك المختلفة والتي من شأنها أن تشغلك ايضا عن أمور وواجبات اجتماعية عديده ومنها زيارة الأصدقاء والتواصل مع الأهل والأقارب وربما تدفعك لإهمال طعامك وشرابك وأدويتك وكل مايتعلق بحقوق جسدك، كذلك فإن التعلق بتلك التطبيقات يدفع الطلبة لإهمال دروسهم وواجباتهم، كما يتسبب

سنويا بكم هائل من حوادث الطرق نتيجة انشغال السائق عن الطريق وانهماكه في أجواء تطبيقات موبايله سواء المختص منها بالدردشة أو الألعاب الالكترونية أو حتى مواقع الأخبار والتسلية وغيرها.
باتت «التطبيقات المحمولة» حاليا سوقا مفتوحا ومتاحا للجميع، ويسهل تصميمها لاسيما بالنسبة للشركات التجارية والمؤسسات الخاصة والعامة، وقد أظهرت دراسة أمريكية مؤخرا أن 75 % من الأمريكيين تدهورت علاقاتهم الاجتماعية مع عائلاتهم وأقاربهم واصدقائهم نتيجة انشغالهم الدائم بتطبيقات الموبايل.

سلوكيات مرفوضة
ويرى الكثيرون أن ماخلصت اليه الدراسة الأمريكية ينطبق الى حد كبير على مجتمعاتنا العربية ومنها مجتمعنا الأردني، حيث يقول أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور مجدالدين خمش : « في الحقيقة باتت عادة مزعجة، ففي جلسات الفرح والعزائم والعزاء واجتماعات العمل ينشغل الكثيرون بالموبايل وتطبيقاته والتراسل مع من هم من غير حضور الجلسة عبر الواتساب والتانغو والفيسبوك وباقي وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الألعاب المختلفة وغيرها، وقد باتت هذه العادة تنم عن قليل من الذوق والاهتمام ووسيلة للتهرب من الآخرين،وهذا يؤثر سلبا على العلاقات الاجتماعية».
ويرى د. خمش أن ذلك السلوك يكون في بعض الأحيان حيله دفاعية ويتهرب من خلاله الشخص عن التعليق على أي موضوع فيتشاغل بالموبايل وتطبيقاته، والغريب أن تدخل على مجلس معين فتجد أن الجميع دون استثناء مشغولين بالموبايل»
ويرفض الدكتور مجد الدين خمش الكثير من تلك السلوكيات التي أفرزتها الثقافة الالكترونية الجديدة كما يقول، ويضيف» علينا أن نطور ثقافة الموبايل لدينا ونحدد له وقته وأن نحافظ على حميمية التواصل الاجتماعي الواقعي».
أما بخصوص استخدام الموبايل أثناء القيادة فيثمن د. خمش تجريم القانون لذلك السلوك وانعكاساته الخطيرة وتسببه بعشرات الحوادث المرورية المرعبة سنويا.
ماهي «التطبيقات المحمولة»؟
التطبيق المحمول أو التطبيق النقال (بالإنجليزية: Mobile app)، هو برنامج كمبيوتر مصمم ليعمل على الهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر اللوحي وغيرها من الأجهزة النقالة.
هي الموجة الجديدة في استخدام الهواتف النقالة، فلم تعد الهواتف النقالة مجرد أجهزة للاتصالات الهاتفية الصوتية فقط، بل تتعداها إلى تبادل رسائل الوسائط المتعددة كالصور و الفيديو و استخدام البريد الالكتروني و الانترنت. و نظرا للإمكانيات الهائلة في الهواتف الذكية أصبح بالإمكان استغلال هذه الإمكانيات من قبل تطبيقات متعددة تفيد المستخدم؛ بعض هذه الإمكانيات:
] الكاميرا Camera : فيستطيع التطبيق نقل صور من الألبوم أو التقاط صور حية و نقلها.
] نظام التحديد الجغرافي Geographic Positioning System: فهذه الامكانية التي تتميز بها الهواتف الذكية بالإمكان الاستفادة منها لتحديد موقعك أو موقع المؤسسة التي ترغب بالذهاب لها.
] إمكانية عمل الاتصال الهاتفي Telephone Calls: بضغطة زر من داخل التطبيق يمكنك الاتصال بأرقام معينة دون أن تكون مخزنة بجهازك.
] العالم من حولنا Around Us: يمكن تحديد موقع المستخدم و الأماكن المهمة القريبة منه و رسمها على الخريطة.
] الرسائل النصية المجانية Push Notifications: و هذه الميزة تمكن أصحاب الأعمال من إرسال رسائل لكل من قام بتحميل التطبيق و بالمجان و لأي عدد من الرسائل
] الرسائل المحددة جغرافياGeo Fencing Notifications: بالمكان ربط النطاق الجغرافي للرسائل التي يرسلها التطبيق فيمكن للتطبيق إرسال رسائل لكل من لا يبعد أكثر من 20 كيلومتر على سبيل المثال.
كما يشمل عالم التطبيقات آلاف التطبيقات للألعاب المختلفة الخاص بعضها بالأطفال، عدى عن تطبيقات خاصة بالقنوات الفضائية والصحف والمجلات والشركات التجارية والمطاعم ومؤسسات المجتمع المدني ومواقع الترجمة وأخبار الفنانين ونجوم السينما والدراما وغيرها الكثير من التطبيقات.
ويتم تحميل هذه التطبيقات عن متجر أبل ستور آب ستور (App Store) بالنسبة للبرامج التي تخص هواتف الآيفون و لوحات الآيباد، أما بالنسبة للبرامج المكتوبة بنظام التشغيل أندرويد و الذي يعمل على بقية الأجهزة الأخرى كجهاز سامسونغ و سوني فيتم تحميل التطبيقات من جوجل بلاي(Google Play). تكون التطبيقات مجانية في الغالب لتشجيع المستخدم لتحميلها من المتجر، لكن بعض التطبيقات لا يتم تحميلها الا بعد دفع مبلغ معين للمتجر.

JoomShaper