عمان- يركز بعض الأهل والمعلمون ممن يرعون الأطفال من ذوي الإعاقة على الأمور التي لا يمكن لهؤلاء الأطفال فعلها. كما يركزون على المساعدة والدعم الإضافيين اللذين يحتاجانهما للتعامل مع أطفالهم. لكن ماذا لو ركزنا على نقاط قوتهم بدلًا من ذلك؟ قد يساعدنا هذا على خلق مجتمع منتج يشعر الجميع فيه بأنهم أفراد مقدّرون.
دعونا نتخيل مدى الثقة بالنفس التي يكتسبها الأطفال عندما يقدّمون يد المساعدة للآخرين، لكن ماذا عن الأطفال من ذوي الاعاقة، كمؤسسة لمبادرة بهجة*، دعوني أخبركم عن تجربتي.


يمكن للأهل تنشئة الأطفال من ذوي الاعاقة مثل غيرهم؛ حيث يستطيع الأهل سؤالهم عما حدث في يومهم وما الذي نجحوا أو لم يوفقوا في فعله. حتى لو أجابوا بكلمات قليلة أو بالإشارات، هذا الأمر يساعدهم على رؤية تأثير أفعالهم على المجتمع حولهم والتفكير بما يمكنهم فعله للتأثير والمساهمة في تغيير العالم. قد يختار الأطفال مجالات تهمهم يستطيعون التعلم والمساهمة فيها على أفضل نحو.
أشكال المساهمة
التطوع قد يشمل رعاية الحيوانات الأليفة، أو تنظيف الملعب أو تغليف الهدايا أو بيع بعض الأغراض لهدف معين أو المساعدة في تحضير وجبة لأشخاص محتاجين.
يشعر الأطفال المصابون بالتوحد بالراحة عند وجودهم حول الأحصنة، مما يُعزز من قدرتهم على التفهم والتعاطف، وبالتالي ينمي مهاراتهم الاجتماعية وتواصلهم.
ضمن أنشطة مبادرة بهجة، يبيع الأطفال من ذوي الاعاقة، أحيانًا بعض المنتجات لدفع تكلفة مشاركة أصدقائهم الأقل حظًا بالأنشطة. وفي الحفلات، ويشجع الأهل هؤلاء الأطفال على تقديم هدية للأصدقاء المحتاجين. كما أن بعضهم يوزعون الابتسامات مع البسكويت والحلوى في حفلات عيد الميلاد مما ينمي فيهم روح المبادرة!
شراء حقيبة أو سوار يد صنعه أطفالنا من ذوي الاعاقة يعني الكثير لنا لأننا نعلم الوقت والجهد الذي تطلبه صنعها. وهذا بدوره ينمي فينا روح التقدير لهذه التفاصيل الصغيرة مع شعورنا بالحب والاحترام لقدراتهم الفريدة.
في البداية، قد يصعب على بعض الأطفال استيعاب مفهوم المساعدة، لكنهم مع الوقت ودون أي ضغوط خارجية، يكتشفون أنهم يقومون بشيء جيد وأن إسعادهم للآخرين سيجلب لهم بهجة وسعادة كبيرة.
مستقبل مشرق للجميع
عندما نتحدث عن مشاركة ومساهمة الأطفال والبالغين من ذوي الاعاقة، فنحن نستشرف مستقبلا أفضل وأكثر عدالة لنا جميعًا. من المهم الاعتراف بدورهم ومساهمتهم في المجتمع لتحقيق استقلاليتهم وتوفير فرص العمل لهم مما يضمن لهم مستقبلا مشرقا بالتأكيد.
التطوع هو خطوة جيدة لبناء مهاراتهم العملية. علاوةً على ذلك، فإنه يتيح لهم الفرصة لصقل مهاراتهم الاجتماعية من خلال التواصل مع جماعات وأشخاص لا يعرفونهم. بالطبع، قد يبدو هذا الأمر مخيفًا نوعًا ما، إلا أنها بداية ممتازة لتدريبهم على بعض المهارات المرتبطة بالتعرف الى الآخرين، مثل مصافحة الأيدي والمحافظة على تواصل بصري معهم أثناء الحديث والتعريف بأنفسهم، مما قد يجعلهم يدركون أنهم ليسوا وحيدين. الجميع قادر على المساعدة بطريقة أو بأخرى؛ فالتطوع يسمح لأفراد المجتمع الآخرين بالنظر للأشخاص ذوي الاعاقة كأفراد لهم دور في المجتمع.
دعونا نعطي الأشخاص ذوي الاعاقة فرصة ليظهروا أكثر في المجتمع ومساعدتهم على تكوين علاقات خارج جلسات العلاج لديهم ومراجاعاتهم الطبية. فجميع هذه الفرص تقدم للأطفال تجارب تعليمية عملية لاكتساب المهارات التي يمكنهم استخدامها في فرص عمل لهم مدفوعة الأجر يومًا ما.
كتبت: لمى جمجوم

JoomShaper