عمان – هل تقلقون حيال العديد من الأمور، وهل هذا القلق يعني أنكم مصابون باضطراب القلق؟ نتحدث هنا إلى الخبراء عن هذا المرض النفسي الشائع.
هل تشعرون بالقلق والتوتر أو العصبية باستمرار؟
هل يؤثر قلقكم على العمل، أو الدراسة، أو المسؤوليات العائلية؟
هل لديكم مخاوف تعلمون أنها غير عقلانية، ولا تستطيعون التخلص منها؟
هل تؤمنون أن أمورًا سيئة ستحصل لكم إذا لم يتم أمر ما على أفضل ما يرام؟
هل تتجنبون الأنشطة والمواقف اليومية لأنها تسبب لكم القلق؟
هل تمرون بنوبات هلع مفاجئة، وغير متوقعة؟
هل تظنون أن الخطر والمصائب تحيط بكم من كل جانب؟
إذا وجدتم أنه يصعب عليكم التحكم بالقلق في أغلب الأيام لمدة ستة أشهر، ولديكم ثلاثة، أو أكثر من الأعراض المذكورة سابقًا، فربما كنتم تعانون اضطراب القلق، وهنا تقترح اختصاصية علم النفس السريري، جوزي سالم بيكارتز، استبدال كلمة اضطراب بكلمة إصابة، لأن القلق رد فعل طبيعي للضغوطات، والتحديات المستمرة في حياة الإنسان.
اضطرابات القلق الشائعة
اضطراب القلق العام: الأشخاص القلقون يشعرون بالقلق طوال الوقت تقريبًا، ولا يعرفون لماذا؟
اضطراب الهلع: نوبات هلع متكررة وغير متوقعة، إضافة إلى خوف من التعرض لنوبات أخرى، وقد يكون مرتبطًا بأجورافوبيا، وهو الخوف من الوجود في مكان يصعب الهرب منه، أو العثور على المساعدة عند التعرض لنوبة هلع، والأشخاص المصابون بهذا الاضطراب عادة ما ينعزلون في منازلهم ويخافون الخروج منها.
اضطراب الوسواس القهري: يميزه وجود أفكار وتصرفات غير مرغوب بها، ويبدو من المستحيل إيقافها، أو التحكم بها.
الرهاب: خوف غير منطقي، ومبالغ فيه من شيء، أو نشاط، أو موقف، وهو في الحقيقة يمثل خطرًا بسيطًا، أو لا يشكل أي خطر.
اضطراب القلق الاجتماعي: خوفا من أن يرى الشخص بصورة سلبية من الآخرين، ويتم إحراجه أمام الناس.
اضطراب ما بعد الصدمة: اضطراب قلق حاد يحصل بعد التعرض لصدمة، أو تهديد للحياة، وهذا الاضطراب وثيق الصلة بالأردن نظرًا لأنه يستضيف على أرضه الكثير من اللاجئين الفارين من الدول المجاورة له بسبب النزاعات المسلحة الدائرة هناك.
ما مسببات اضطرابات القلق؟
حسب شركة WebMD، فإن السبب المباشر لهذه الاضطرابات غير معروف، ولكنها كغيرها من الأمراض العقلية، ليست نتيجة لضعف شخصي، أو عيب في الشخصية، أو سوء التنشئة، إلا أن هناك أدلة تشير إلى أن العوامل البيولوجية، وتاريخ العائلة، وتجارب الحياة، خصوصًا تلك التي تسبب الضغوطات، تؤدي دورًا في تحديد سبب إصابة بعضهم، وعدم إصابة آخرين في الظرف نفسه، ومما يثير الدهشة أن النساء أكثر عرضة بمرتين للإصابة باضطرابات القلق من الرجال.
هل يتصرف جميع المصابون باضطرابات القلق بالطريقة نفسها؟
تقول سالم بيكارتز: إن القلق قد يظهر بطريقة خارجية أو داخلية، والطريقة الخارجية تعني أن الأشخاص يكونون عصبيين ومتقلبين، ويبحثون عن القرب من الآخرين، أما الداخلية ففيها ينطوي الأشخاص على أنفسهم، وتقل استجابتهم للبيئة المحيطة بهم بشكل متزايد، وعادة تتطور لديهم تحديات في النوم والأكل، والتركيز، والذاكرة، وصنع القرارات. والأشخاص الذين يبدون العلامات الداخلية، يشتكون عادة من الأمراض الجسدية، ولكن حين يجرون الفحوصات الطبية، لا يجد الأطباء ما يشير إلى القلق.
ما الذي يمكنكم فعله إذا اعتقدتم أن أحدًا مصابًا بأضطراب القلق؟
أهم ما عليكم فعله هو تصديقهم، فمن السهل علينا أن نصف الأشخاص الذين يشتكون باستمرار أنهم كسولين، أو موسوسين، ولكن إذا استمعنا لهم جيدًا فسوف نجد الفرق.
تقترح سالم بيكارتز أن نتواصل مع الاستشاريين، أو اختصاصي علم النفس السريري، أو الأطباء النفسيين، من أجل أخذ نصائح الخبراء، أو من أجل العلاج، ويمكنكم البقاء إلى جانبهم لتقديم الدعم، ولكن لا تنسوا أن الأدوية والعلاجات المتخصصة قد تكون ضرورية، وذلك يتجاوز قدرة الأسرة والأصدقاء.
هل هو قلق طبيعي أم اضطراب قلق؟
يكون القلق أمرًا طبيعيًا لجميع الأشخاص الذين يواجهون مواقف مثل مقابلة عمل، أو امتحان صعب، أو حتى الزواج، فجميعنا نشعر بالقلق في لحظة ما، وربما كل يوم، فالضغوطات جزء من حياتنا اليومية، ولكن بجميع الأحوال إذا كان أحد الأشخاص المقربين منكم لا يستطيع التعامل مع القلق ويقلق من أمور أنتم تعلمون أنها ليست بالأهمية التي يظنها، ربما سيكون حينها الوقت المناسب لطلب المساعدة، فكونوا أصدقاء جيدين بمساعدتهم للحصول على العلاج، مما سيقلل من الأعراض ويساعدهم على استعادة السيطرة على حياتهم.