وائل عصام

أنطاكيا – «القدس العربي» : تواصل قوات PYD الكردية عمليات تجنيدِ الأطفال في مناطق وجودها شمال سوريا وشرقها، عبرَ جهاز ما يسمّى «الشبيبة الثورية» التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، متجاهلة اتفاقية منعِ تجنيد الأطفال التي وقّعت عليها في وقتٍ سابق، وكانت آخر حوادث الخطف تلك التي حصلت في منبج بتاريخ 16 آب/أغسطس الجاري، والتي أدت لمحاولة انتحار ذوي طفل مخطوف بعد تهديدهما بحرق نفسهما.


ويروي تلك الحادثة الناشط محمد الخالد ويقول «قام رجل اسمهُ محمد زيدان وزوجته بمحاولة إحراق نفسيهما والانتحار أمام مبنى السراي في مدينة منبج، لكن بعض الأشخاص المتواجدين هناك منعوهما بعيد قيام محمد بسكب البنزين على نفسه، ودوافع هذا الفعل هو قيام عناصر تابعين للشبيبة الثورية التابعة لوحدات PYD (الوحدات الكردية) بخطف طفلهم الوحيد أحمد البالغ من العمر 15 عاماً واقتياده لمعسكرات التجنيد التابعة لحزب PYD». وذلك ضمن حوادث كثيرة نتيجة تعقيد الأزمات المعيشية والحروب التي تؤزّم المشهد الاجتماعي شمال شرقي سوريا.
وينتمي ذوو الطفل إلى قرية» أم عدسة الفارات» في ريف منبج وهم من عشيرة البوبنا، وكان والد الطفل قد أعلن عن فقدان ولده منذ خمسة أيام عبر صفحته الشخصية في فيسبوك، وبعد التحري والواسطات تبين أن ابنه قد تم خطفه عبر الشبيبة الثورية، وبينما كان ينتظر وعوداً من أحد مسؤولي الأسايش لإطلاق سراح ابنه ليفاجأ في النهاية بعدم إطلاقه وتعرضه للإهانة من قبل أحد قيادات PYD المدعو أبو جوان والذي قال له: مخاطباً والد الطفل « لو أحرقت نفسك لن نعيده».

منبج: رجل وزوجته يهددان بحرق نفسيهما بعد تجنيد ابنهما قسراً في «الوحدات»

كلمات كان وقعها قاسياً على مسامع الوالد، ليعمد لمحاولة حرق نفسه مع زوجته أمام مبنى السرايا الذي تتخـذهُ الأسايش كمقر لها في منبج. ولازالت الوحـدات الكـردية مستمرة بعمليات خطف الأطفال بهـدف تجنيدهم في مناطق سيـطرتها رغم المظاهرات الشعبية التي اندلعت ضـدها من قبـل أهالي منبج منذ شهـور، والذين طالبوا بإيقاف عملـيات التجنيد الإجباري، وبين كل فترة يخرج ذوو الأطفال المخطوفين في مناطق الحسكة والرقة ومنبج وعفرين وتل رفعت بمظاهرات مطالبين بالإفراج عن أطفالهم.
وآخرهم كانت الطفلة فاطمة نعسان وذلك في مخيم الشهباء في ريف حلب، وهي من نازحي مدينة عفرين وتبلغ من العمر 15 عاماً، حيث ناشد أهلها وذووها المنظمات الحقوقية لإطلاق سراحها حسبما أفاد به موقع الخابور. وتعيش مناطق سيطرة «قسد» شمال سوريا وشرقها عموماً فلتاناً امنياً متصاعداً وتزايد جرائم السرقة والقتل والمشاجرات العشائرية خصوصاً في محافظة الحسكة، في المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب، وتتزايد كذلك أعداد الإصابات بين المدنيين نتيجة إطلاق النار العشوائي. وفجر يوم الأحد استفاقت مدينة القامشلي على خبر صادم، إذ اندلع حريق مفتعل في أحد المنازل يودي بحياة طفل حديث الولادة وإصابة أفراد أسرته بحروق خطرة.
وقال الناشط زين العابدين العكيدي لـ«القدس العربي»: «قامت سيدة تبلغ من العمر أربعين عاماً، بحرق منزل زوجها السابق والذي طلقها قبل أيام بعد خلاف بينهما، وذلك اثناء نومه مع عائلته (زوجته الثانية) في قرية الدوسة الواقعة على طريق تل عودة في ريف القامشلي في محافظة الحسكة السورية».
وقد أدى الحريق لوفاة طفلة رضيعة تبلغ من العمر 40 يوماً أما الزوج فلازال في غرفة العناية المركزة في مشفى القامشلي، فيما تم نقل زوجته الثانية وطفليها إلى مدينة دمشق بسبب صعوبة وضعهم.
وفي السياق نفسه، وفي محافظة دير الزور حصلت حادثة مشابهه كذلك، عندما قامت سيدة بحرق زوجها مما أدى لوفاته، وقال الناشط خلف الخاطر لـ«القدس العربي» إن الشاب خالد وليد الهزاع قد توفي في مستشفى المجتهد في العاصمة دمشق متأثراً بجراحه التي أصيب بها جراء قيام زوجته بسكب مادة بالبنزين عليه وإضرام النار فيه أثناء توجهه إلى العمل في بلدة حطلة في ريف دير الزور الشرقي، إثر خلافات زوجية بينهما، حيث تم القبض على الزوجة لاحقاً من قبل قوات الامن التابعة للنظام السوري و تم ايداعها مع طفلها الرضيع في السجن».
وتولى أهل المتوفى رعاية باقي الأطفال وهما طفلان، والزوجة من محافظة درعا، والمتوفي من أبناء حي الجبيلة في دير الزور ويقطن في بلدة حطلة بحكم عمله هناك حداداً.
وباتت محافظة الحسكة السورية تحديداً تتصدر عناوين الأخبار بكثرة الحوادث التي تحصل فيها، ففي 2 آب/أغسطس قالت قوات الاسايش عبر موقعها الرسمي إن شخصاً قام بقتل شقيقته المدعوة (روكن محمود) بهدف سرقة مالها، حيث قام باصطحاب شقيقته المغدورة من مدينة الرقة في اتجاه الحسكة على طريق أبيض، بحجة مرض والدهم وقتلها وأطلق على نفسه طلقاً نارياً بقدمه ومن ثم ادعائه لدى قوات الأسايش (التابعة للإدارة الذاتية) أن عصابة مسلحة هي من نفذت الهجوم عليهما لسرقة المال، ليتبين لاحقاً أنه هو من قتلها والهدف السرقة.
وفي الحسكة كذلك وبالتحديد في حي العزيزية وفي مشاجرة بين عائلتين قتل فيها شاب اسمه مهند الصباحي بتاريخ 21 تموز/يوليو الماضي، قام اهالي الشاب المتوفي بإحراق منازل لعائلة «الرديني» ونسف أحدها بواسطة قنابل يدوية حسبما أفاد به ناشطون .

JoomShaper