محمد السيد
نقلت وسائل إعلامية عن دعوة دراسة لوزارة الداخلية البريطانية إلى شن حملة شاملة على صور العري والجنس والعنف في التلفاز وفي المجلات ولوحات الإعلانات بهدف معالجة الشبق المبكر عند الأطفال.. ونبهت هذه الدراسة التي أجرتها الدكتورة النفسانية ليندا بابادوبولوس إلى أن إباحية المجتمع قد وضعت البنات والأولاد تحت ضغط غير مسبوق للتكيف مع الصور النمطية بين الجنسين في عمر مبكر. وكانت الفتيات تتعرضن لضغط الظهور بطريقة تجعلها متاحة جنسيا بينما كان يجبر الفتيان على الظهور مفتولي العضلات ويفكرون في النساء وكأنهن مجرد كائنات جنسية.
وسلطت الدكتورة بابادوبولوس الضوء على ما يعرف بطريقة "مفعول القطرة قطرة"، حيث يصير الشيء الذي لا يمكن تصوره في السابق مقبولا على نطاق واسع في المجتمع الحديث.  وقالت إن الأطفال والشباب اليوم لا يتعرضون فقط لكميات متزايدة من الصور الجنسية المفرطة بل حُبب إليهم بالخداع فكرة أنهم ينبغي أن يظهروا بمظهر مثير وشهواني، وعلى هذا النحو فإنهم يواجهون ضغوطا لم يضطر أطفال الزمن الماضي لمواجهتها.

إسرائيل على الخط

وفي سابقة هي الأولى من نوعها، وتعكس تآكل الطابع العلماني لإسرائيل ، اجبرت مجموعات دينية يهودية شركات الإعلان في إسرائيل على عدم تضمين إعلاناتها صور نساء يعرضن مفاتنهن. وحسب الإتفاق الذي توصل إليه اتحاد المعلنين في إسرائيل مع جماعات دينية أرثوذكسية وقومية يلتزم الإتحاد بعدم تضمين اليافطات الإعلانية التي تقوم شركات الإعلان بتثبيتها على المفترقات والساحات العامة صور تظهر فيها نساء يرتدين اعلى من الركبة والمرفقين، أو كشف الأجزاء العلوية من الجسم.

- وأذعن إتحاد المعلنين في إسرائيل لإملاءات جماعات الضغط الدينية بعد أن هددت هذه الجماعات بشن حملة مقاطعة شاملة ضد هذه الشركات، والعمل على تدشين شركات اعلان منافسة، الأمر الذي أفزع اتحاد المعلنين. ووافق اتحاد المعلنين على تطبيق هذا الاتفاق بشكل رجعي، بحيث قامت شركات الإعلان بإزالة كل اليافطات والإعلانات التي تظهر فيها مفاتن النساء وعرض صور أكثر " احتشاماً ".

- من ناحيتها اوقفت الصحف الإسرائيلية العلمانية نشر الإعلانات الجنسية، سيما حول ما ينتج من أفلاح اباحية أو اعلانات للتعارف بين الجنسين لأجل العلاقة الجنسية، والتي كانت تعرض في الملاحق، سيما في الملاحق التي تصدرها الصحف يوم الجمعة. واقدمت صحيفة " معاريف " على أزالة رابط من على موقعها على شبكة الانترنت الرابط، كان يتطرق لقضايا اباحية وكان يتم تحديثه بشكل يومي. وتأتي هذه الجهود في ظل توفر المزيد من الدلائل على تورط المزيد من كبار الحاخامات اليهود في فضائج جنسية.

موسكو تتحرك

وفي تصريح قوي، قال رئيس بلدية موسكو ان مدينته منعت نشطاء مثليين من اقامة استعراض لانها أنظف اخلاقيا من الغرب الذي اصبح في حالة من "الفجور المجنون"، حيث حاول بعض النشطاء المثليون تنظيم مظاهرتهم تعبيرا عن الاحتجاج على كراهية المثليين والتمييز في عطلة نهاية الاسبوع رغم الحظر لكن الشرطة اعتقلتهم والمسيحيون المتشددون اساءوا معاملتهم والنازيون الجدد هاجموهم.

وقال لاذاعة موسكو وفقا لما ذكرته وكالات الانباء المحلية "اسلوبنا في الحياة واخلاقنا وتقاليدنا ... اخلاقنا انظف على كل الاصعدة. وامام الغرب شيء ليتعلمه منا وينبغي ألا ينساق في هذا الفجور المجنون".

أصوات عربية

حقيقة لا يوجد أصوات مسؤولة ورسمية عالية في العالم العربي تواجه تيار الإباحية الجارف سوى أصوات قليلة ، يأتي في مقدمتها الفريق "ضاحي خلفان" قائد شرطة دبي، والملقب "بقاهر إسرائيل"، والذي شارك الداعية الشهير "عمرو خالد" في حملة أقليمية ضد التدخين والمخدرات برغم الخلافات القائمة بين "عمرو خالد" والدولة المصرية، إلا أن قائد شرطة دبي كان يهمه المصلحة العامة فصرح بشكل مباشر بأن القنوات الغنائية الإباحية في العالم العربي تضر أكثر مما تنقع ويجب مواجهتها بقوة والتعامل معها بحزم من الأجهزة المعنية في العالم العربي.

ومنذ أسبوعين حرض "الفريق خلفان" بعض قادة الأجهزة المعنية في الإمارات العربية، لمواجهة بعض المقاطع المسيئة للعرب والمسلمين عبر موقع "اليوتيوب الشهير"، مما جعل السلطات الإماراتية تحجب هذه المقاطع مباشرة، ويظهر من تحركات هذا الرجل وتلاميذه بالإمارات بأنه يقف بالمرصاد لتيار الإباحية، والذي بدأه باعتقال بعض "الشباب" المروجين للشذوذ والإباحية في شوارع الإمارات عندما قرروا عمل مظاهرة أو تجمع صغير منذ عدة سنوات والقيام بنصيحتهم بهدوء بدلاً من تعذيبهم في السجون والمعتقلات.

وهناك بعض الأصوات الأخرى التي تواجه الرذيلة في العالم العربي وبعض الحملات الإلكترونية التي استهلها موقع حماسنا منذ 7 سنوات عبر الإنترنت.

لفت الإنتباه

حاول موقع حماسنا لفت انتباه الإعلام الغربي من خلال مراسلة بعض الكتاب الأوروبيين والصحفيين المعروفين، لإثارة مسألة التهجم على الفطرة البشرية من خلال "إباحة حرية العروض الإباحية التي تضر بالمجتمعات الإنسانية كافة بما فيها كافة الأديان والمعتقدات" ،  وقد تحدثت صحف إيطالية عديدة عن هذه الدعوة وبعض الحملات التي دشنها الموقع وبوجهات نظر مختلفة سخر بعض الصحفيين من "محاربتنا للعري" ووصف على أنه إرهاب للمرأة العربية ومحاولة لفرض قواعد وأساليب غريبة للحياة وكذلك تطبيق بعض العادات والتقاليد المتخلفة على المرأة من خلال الضغط الإعلامي الإلكتروني ومحاولة إثارة الرأي العام العربي من خلال "إهداء ملابس لمطربات وإقامة قائمة سوداء وأخرى بيضاء تضم نجوم الفن" وهذه بلا شك وجهة نظر غير دقيقة في مصداقيتها .. وقد وصلنا إلى نتيجة "مفادها" أن المجتمع الغربي يحتاج إلى بعض الإقناع والضغوط الإعلامية، والتي تبتعد عن المواعظ والكلمات وتهتم بالصورة والفيديو والأفلام القصيرة لتوضيح الرؤى والاهتمام بالقيم المشتركة مع المجتمع الغربي.

مصدر المقال: www.hamasna.org

JoomShaper