سيدتي - ميسون عبد الرحيم

قد تضطرك الظروف إلى تغيير مكان السكن الخاص بعائلتك، وبالتالي تغيير مدرسة طفلك، وتتعدد الأسباب التي تضطرك لنقل الطفل من مدرسته التي قضى فيها عدة أعوام دراسية مثلاً، وهذه التجربة تعد من التجارب والمواقف الهامة والتي تؤثر في شخصية ونفسية الطفل.

يحتاج الطفل للمزيد من الوقت لكي يتأقلم مع نظام وزملاء المدرسة الجديدة، وتخطي فقدان الزملاء القدامى مثلا ومدى تعلقه بهم، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عارف عبد الله، حيث أشار إلى طرق ونصائح وأفكار لكي تساعدي طفلك على تجاوز وتقبل تجربة الانتقال من مدرسة لأخرى، وتقليل الآثار النفسية لهذه التجربة عليه كالآتي:

 

لماذا يحزن الطفل عند انتقاله من مدرسة إلى أخرى؟

تلميذ منطوٍ

    يشعر طفلك بالحزن عند الانتقال من مدرسة لأخرى بسبب فقدان الأصدقاء والزملاء القدامى، خاصة لو كانوا هم أول مجموعة قد استطاع تكوينها والتعرف عليها، أو أنها المجموعة التي رافقته في مرحلة الحضانة "الروضة" ولذلك فهو مثله مثل الكبار الذين يشعرون بالحنين حين يفارقون اصحابهم أو يبتعدون عن أحبتهم فالطفل يتعلق كثيراً بالزملاء وهذه المشكلة تعد أبرز مشاكل الأطفال في المدرسة الإبتدائية، والتي لا يستطيع الطفل تخطيها بسهولة.

    يعاني طفلك من الحزن والقلق أيضاً بسبب انتقاله لمدرسة جديدة خوفاً من ألا يحصل في المدرسة الجديدة على نفس مستوى الدرجات التي كان يحصل عليها في مدرسته السابقة، وحيث إن الطفل يكون قد اعتاد على مستوى زملائه الذين يدخل معهم في منافسة كل سنة، وفي حال انتقاله لمدرسة جديدة فسوف تكون هناك منافسة ولكن بمستوى مختلف فيشعر الطفل بالقلق أن يتدنى أو يتراجع مستواه الدراسي وينال التأنيب من والديه.

    يصاب الطفل بالقلق والتوتر، ويؤدي ذلك إلى الحزن وربما البكاء في حال انتقل الطفل من مدرسة لأخرى بعد أيام او فترة قصيرة من قضائها في مدرسته السابقة، ولذلك فهو يشعر بالقلق أن تكون قد فاتته بعض الدروس، ويصاب بالقلق أيضاً أن يتأخر في اللحاق بباقي التلاميذ.

    يشعر الطفل بالحنين إلى معلمته الأولى وخاصة إذا كان متعلقاً بها وفي حال كانت تخصه بمعاملة حسنة وتقدم له المكافآت، ويشعر الطفل بالفقد وبأنه لن يجد معلمة مثلها، وربما يشعر أن والديه قد حرماه من معلمته التي يتفوق بالدراسة من أجل رضاها، وخاصة أن الطفل في مرحلة مبكرة من عمره يكون حريصاً على الحصول على الثناء من الآخرين.

    تلاحظ الأم على طفلها تصرفات جديدة مثل قضم الأظافر أو عض أجزاء من جسمه بنفسه، وذلك للتعبير عن حالة القلق والصراع الذي يعيشه بسبب تغير المجتمع الذي اعتاد عليه وخوفه من المجتمع الجديد.

    لاحظي ان طفلك حين تقررين نقله من مدرسة لأخرى قد تظهر عليه علامات الحزن والوجوم والصمت وعدم التعبير؛ لأنه قد يكون مصدوماً، وفي نفس الوقت هو يقتنع بداخله أن هذه قرارات الكبار التي لا يمكنه أن يغيرها.

    راقبي شهية طفلك للطعام فسوف تجدين أنه أصبح ضعيف الشهية أو فاقداً لها بشكل تام؛ بسبب حزنه على ترك مدرسته، وفي بعض الأحيان قد يجلس إلى مائدة الطعام لفترة طويلة دون أن يمسها، ولا يمكنك علاج فقدان الشهية عند الأطفال في هذه الحالة ما لم تحلي مشكلة تعلقه بمدرستهم القديمة، وقد تكون هذه المشكلة تواجه طفلين أو أكثر من أطفالك.

    اكتشفي ظهور عادة التبول اللاإرادي الليلي عند طفلك، وهي عادة لم تكن موجودة من قبل ولكنه يعمد إليها كتعبير للرفض وعدم قدرته على التغيير، وكذلك لكي يعلن من خلالها رفضه التام للمدرسة فقد تضطر الأم لعدم إرساله للمدرسة لضيق الوقت عند محاولتها تغيير ملابسه ودخوله الحمام للاستحمام.

    لاحظي أن طفلك قد يصبح عدوانياً ويميل إلى الشجار أو ضرب إخوته الآخرين؛ بسبب قرار نقله من مدرسته التي يحبها إلى مدرسة أخرى.

    قومي في الأيام الأولى لطفلك في المدرسة الجديدة بتوصيله إلى باب المدرسة ويفضل توصيله إلى داخل المدرسة أو حتى الفصل من أجل كسر حاجز الرهبة لديه والشعور بالغربة بسبب انتقاله لمدرسة جديدة لا يعرف فيها أحداً من زملائه وأصدقائه وحتى معلميه السابقين.

    اطلبي من الأب أن يصحب الطفل أو الطفلة إلى المدرسة، فالأبناء يتعلقون بالآباء أكثر حين يخرجون معهم، وكذلك فهم يرون أن الخروج من البيت يكون خاصاً بالآباء، ويجدون خروجهم تقرباً من الأب، فمن الممكن ان يصحب الأب طفله في طريقه إلى المدرسة صباحاً لكي يعوده على المدرسة الجديدة.

    احصلي على جدول دروس الفصل الجديد، وكذلك لائحة بأهم قوانين المدرسة الجديدة، وناقشيها مع طفلك وعلقي الجدول في مكان بارز أمام عيني طفلك، وراجعي معه الكتب والكراسات قبل رصها في الحقيبة؛ لأنه قد يخطئ ولا يضع مستلزمات الجدول الجديد ويتعرض للعقاب.

    احرصي على شراء مستلزمات مدرسية مميزة لطفلك في العام الجديد، مثل قرطاسية على شكل ألعاب كرتون مميز، ويمكن شراء ملصقات تعبر عن شكل المدرسة الجديدة أو معالمها المميزة؛ لكي تحببي طفلك بالمدرسة ومرافقها، وتقارني بينها وبين المدرسة القديمة، مع التأكيد على أن المدرسة هي مكان للعلم مهما كانت صورته.

    ابحثي عن جار أو قريب يتعلم في نفس المدرسة الجديدة، وحاولي أن تربطي طفلك به بحيث يذهبان سوياً ويقضيان وقت الفسحة بين الدروس معاً، وبالتالي تساعدين على كسر رهبة الطفل من المدرسة الجديدة ويبدأ في تكوين صداقات وعلاقات جديدة.

    حاولي أن تتحدثي مع طفلك عن الظروف التي تسببت بنقله من مدرسة لأخرى، وأن الظروف قد تضطر الإنسان للتخلي عن أشياء يحبها من أجل مصلحة الجميع، مثل انتقالكم من مكان السكن من أجل عمل الأب الجديد، والذي سينال عليه ترقية أو راتباً أكثر وهكذا.

    قدمي هدية لمعلمة الصف الجديد تكون من اختيار طفلك واصطحبيه عند شرائها، وحاولي أن تتحدثي مع المعلمة الجديدة عن طباع وعادات طفلك؛ لكي تستطيع التعامل معه، ولكي لا يشعر بعدم التأقلم معها، وتابعي معها واجباته المدرسية بحيث لا تكون مكثفة ومرهقة في الأيام الأولى لانتقاله للمدرسة الجديدة.

JoomShaper