سيدتي - خيرية هنداوي
استجابة لمشكلة تتردد على لسان كثير من الأمهات بمناسبة العودة للمدارس؛ وهي: "طفلي ليس له صديق، مضت أيام على دخول الدراسة ومازال طفلي يخجل من الاقتراب من زملائه وصحبتهم! ماذا أفعل؟" وللإجابة على الشكوى بحثت "سيدتي وطفلك" عن الجواب، فوجدته في دراسة نفسية تربوية أكدت؛ أن قبول الطفل لنفسه أولى خطوات التغلب على الخجل.
بجانب تحفيز طفلك على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، ودعمه في بناء علاقات إيجابية مع الأصدقاء ، كما أن إحساس الطفل بالثقة بنفسه يعد أيضاً خطوة مهمة للتغلب على الخجل، والأهم بعد ذلك هو: قبول الطفل لذاته بما هي عليه بمعنى أن يعرف نقاط قوته ويعتز بها، ومواطن ضعفه فيتلاشاها ويحاول السيطرة عليها أو التخلص منها بشكل تدريجي، الدراسة أشرفت عليها الدكتورة سعاد القاضي استشاري الطب النفسي، والتي خصّت بها"سيدتي وطفلك " إلى التفاصيل.
مواصفات الطفل الخجول
يحمر وجهه وأذناه في الكثير من المواقف الاجتماعية، ويشعر بهروب الكلام منه.
يشعر بالإغماء ويبدأ التأتأة أو التهتهة أوالتلعثم، ويصمت في المواقف التي تتطلب الكلام، وربما يكلم نفسه فيما بعد.
يلوم نفسه دائماً على عدم الكلام، ولا يرحب بالاشتراك في الألعاب الجماعية، يتهرب بأي حجة.
يخاف من النقد أو جرح الكبرياء، لا يطلب من أستاذه إعادة الشرح، ولا يجيب عن الأسئلة التي يعرف إجابتها.
يخاف المشاركة في أي لعبة، ولكنه لا يستطيع منع نفسه من متابعتها والجلوس لمشاهدة تفاصيلها.
أسباب خجل الطفل
الأسباب بطبيعة الحال من داخل الأسرة، ومن أسلوب التربية الذي يطبق على كلمات الطفل وتصرفاته، لهذا يعد التدليل الزائد، أو الحماية الزائدة، أحد أسباب الخجل.
بعض الآباء يرحبون ويبالغون بوجود صفة الحياء بالطفل، ولا يفرقون بينها وبين الخجل المذموم، بجانب كثرة النقد والتعليق على تصرفات الإبن وكلماته، ما يضطره إلى اختيار وتفضيل الصمت، كطوق نجاة.
ولا ننس أن هناك أنماطاً من الأسر تفضل عزل الإبن عن الاختلاط بالناس ومجاراتهم اجتماعياً؛ خوفاً عليه أو من الحسد أو إزعاج أحد.
ومرات يكون السبب، وجود مشاكل جسدية أو عقلية لدى الإبن، ظهرت بسبب نقص في تغذية الحامل أو إصابتها بالإرهاق الجسماني.
ما يترك أثره على الجهاز العصبي، فيسبب له مشاكل جسدية ونفسية أيضاً، وهو إحساس بالنقص يُترجم في شكل انزواء وخجل.
تابع: ما وراء الطفل الخجول
طفل منطوٍ بسبب خجله
الوراثة: قد يرث الطفل سمات الشخصية من خلال أحد الوالدين المصاب بالخجل.
الخوف من الإخفاق: الضغط على الطفل ودفعه بقوة للنجاح وتخويفه الدائم من عدم تلبية توقعات الوالدين، قد يجعله خجولاً.
قلة التفاعل الاجتماعي: تتطور المهارات الاجتماعية في سن مبكرة، ويميل الأطفال الذين نشأوا في عزلة عن أقرانهم إلى الشعور بالخجل.
المهارات الاجتماعية المفقودة: مما قد يؤثر على تفاعلهم مع أشخاص غير مألوفين.
الخجل من السمات الشخصية: إذ يصبح الأطفال الحساسون خجولين، وكذلك الذين يتعرضون للترهيب بسهولة من قبل الآخرين.
العلاقات الأسرية: إذا كان أحد الوالدين مفرطاً في الحماية، فقد يطور الطفل خصائص الخجل.
عدم الحصول على الرعاية الكافية : فإذا لم يحصل الطفل على الرعاية المستمرة والعطاء من أحد الوالدين، فقد يصاب بالقلق ويتطور إلى سلوك خجول.
انتقادات قاسية: الطفل الذي يتعرض للنقد القاسي والدائم يصبح بمرور الوقت خجولاً.
سلوك مكتسب: في معظم الحالات، يكون الخجل من أول السلوكيات التي يتعلمها الطفل من خلال تقليد أحد الوالدين، ما يترتب عليه؛ انخفاض فرص تطوير المهارات الاجتماعية أو ممارستها.
تأثير الخجل على حياة الطفل
حياة البعض تتأثر بشدة بسبب خجلهم الدائم والمستمر ؛ نظراً لعدم تطوير مهاراتهم ، وهذا أمر طبيعي يشعر به معظم الأطفال من وقت لآخر.
عدم القدرة على تكوين صداقات: ومعها تنخفض القدرة على المشاركة في الأنشطة الممتعة التي تتطلب التفاعل مع الآخرين، مثل الرياضة أو الرقص أو الدراما أو الموسيقى.
زيادة الشعور بالوحدة وعدم الأهمية وتقليل الثقة بالنفس، وانخفاض القدرة على إنجاز الكثير من المهام بسبب الخوف من أحكام المحيطين.
حياة الطفل تسودها مستويات عالية من القلق، وجود آثار جسدية مثل الاحمرار والتلعثم والرعشة، التعرض للتنمر والإيذاء من الأطفال الآخرين.
10 حلول سريعة لعلاج الطفل الخجول
تحاوري مع ابنك للوصول إلى مشاعره السلبية نحو ذاته، والتي تمنعه من الإقدام والثقة في النفس ومن الحديث إلى الآخرين.
أكثري الحديث مع الإبن في مواضيع مختلفة واجعليه أكثر تفاعلاً، وكوني منتبهة وأظهري ذلك بتعبيرات وجهك وهزّ رأسك.
تجنبي مقارنة ابنك بالآخرين واحترمي شخصيته وطابعه الخاص، وإياك والسخرية منه أو توبيخه إذا أخطأ في الكلام.
لا تتركي ابنك بمفرده لفترات طويلة واجعليه يختلط معك، وشجعيه على الصداقة وتابعيه، واسأليه دائماً عن أخباره مع أصدقائه.
ادفعي ابنك للمشاركة في الأنشطة المدرسية الرياضية والاجتماعية، وكافئيه إن أنجز شيئاً، وتواصلي مع معلمته لمساعدتك في ذلك.
لا تشعري ابنك بالنقص بسبب وجود إعاقة دائمة، أو وجود بعض التشوهات كطول الأنف، أو السمنة، أو انتشار البثور في وجهه.
أوكلي لطفلك بعض المهام في حدود قدراته والتي تتوقعين نجاحه فيها، وشجعيه على حسن أدائها، ولتكن هذه المهام اجتماعية.
تواصلي مع المدرسة، وتعاوني مع معلم الطفل ليشجع الإبن على الكلام والجرأة المحمودة، والسؤال إن غمض عليه شيء، ثم الإجابة عليه، واطلبي منه تحذيرك حالة تنمر الأطفال به، لعلاج المشكلة معاً.
اعدلي بين أبنائك في المعاملة؛ فلا تفضلي الأخ المتفوق البارع اجتماعياً، واصحبي ابنك الخجول معك في مجالسك.
لا تأمري طفلك الخجول بالحديث أو الرد ولكن استدرجيه، وراجعي الطبيب المختص للتأكد من عدم وجود مشكلة نفسية أو جسدية.
====================
لأسباب نفسيّة واقتصاديّة: ثلاث حالات انتحار شمال سوريا
هبة محمد
دمشق – «القدس العربي» : وثقت منظمات حقوقية وإنسانية ثلاث حالات انتحار منفصلة، لشاب وفتى وسيدة خلال 48 ساعة الأخيرة في مناطق مختلفة من شمال وشمال غرب سوريا، بزيادة مرتفعة بمعدل حالات الانتحار، نتيجة ضغوط نفسية واقتصادية واجتماعية، حيث يحتاج نحو 17 مليون سوري إلى مساعدات مثل الغذاء والماء والرعاية الطبية، بعد الحرب التي وصفت بأنها “أكثر الحروب وحشية في هذا القرن” وأدت إلى مقتل أكثر من 300 ألف مدني في سوريا في السنوات العشر الماضية.
الناشط الميداني عبد الكريم العمر من ريف إدلب، قال في اتصال مع “القدس العربي” “إن مخيمات أطمة في ريف إدلب الشمالي سجلت انتحار الفتى ع . ال، البالغ 15 عاماً من نازحي بلدة عطشان في ريف حماه الشرقي، والذي أقدم على شنق نفسه باستخدام حبل داخل منزل أسرته نتيجة خلافات عائلية، كما شهدت مدينة عفرين خلال اليومين الأخيرين انتحار سيدة تنحدر من قرية قبر فضة بريف محافظة حلب، إثر تناولها حبوب الغاز السامة بعد خلاف مع زوجها. وانتحار الشاب ج . ا من بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي، حيث أقدم على الانتحار شنقاً في منزل يسكنه في المدينة”. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن سبب الانتحار غالباً يعود للضغوط النفسية والأوضاع المعيشية المتردية التي يعانيها الأهالي في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد منذ اندلاع الثورة السورية، حيث “برزت إلى العلن حالات الانتحار كأحد المظاهر المنتشرة بشكل واسع، وتعتبر هذه الحالات مقلقة فهي توضح حجم المعاناة الإنسانية والاجتماعية في البلاد”.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان 55 حالة انتحار، بينهم 9 أطفال و10 سيدات، جلهم أطفال وسيدات، في عموم مناطق سورية منذ بداية العام الجاري.
وحول الأسباب والدوافع للانتحار، قال الناشط الحقوقي والمحامي عبد الناصر حوشان، لـ “القدس العربي”، إن الأسباب تختلف من بلد لآخر ومن مجتمع لمجتمع لآخر، ولكن غالباً ما تكون الأسباب وراء الانتحار إما اقتصادية كالفقر والحاجة وضيق الحال والبطالة. وإما نفسية قد تكون نتيجة مرض عقلي أو صدمة عاطفية أو إدمان على المخدرات. وأضاف: “للأسف، كل الظروف الاقتصادية والنفسية متوفرة في مناطقنا المحررة (الخارجية عن سيطرة النظام السوري) مع نقص حاد في التوعية المجتمعية، وخاصة في القضايا الحساسة كقضية المخدرات، والانتحار، وانتشار السلاح بشكل عشوائي، بالإضافة إلى ضعف في التوعية الدينية، وبيان خطر الانتحار في الآخرة”.
وحسب مدير منظمة “منسقو سوريا”، محمد حلاج، فإن عموم المناطق السورية تشهد تزايداً ملحوظاً في حالات الانتحار مقارنة بالأعوام السابقة نتيجة العوامل المختلفة التي يمر بها السكان في مختلف المناطق.
وبلغت عدد حالات الانتحار في عموم المناطق السورية 191 حالة (104 حالات انتحار و87 محاولة انتحار) موزعة على مناطق سيطرة النظام السوري، بمعدل 45 حالة انتحار و37 محاولة انتحار، يليها مناطق قسد، التي سجلت 22 حالة انتحار، و29 محاولة انتحار، ثم مناطق المعارضة شمال غرب سوريا، بمعدل 37 حالة انتحار، و21 محاولة.
وتحدث حوالي 75% من حالات الانتحار في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث معدلات الفقر مرتفعة، وتشير الأدلة إلى وجود علاقة بين المتغيرات الاقتصادية والسلوك الانتحاري، كل هذا يمكن تفهمه بسبب حجم المشاكل التي يعاني منها الفقراء والآلام الناجمة عنها. أغلب الأسباب التي دعت إلى تزايد هذه الأرقام وفق منظمة “منسقو استجابة سوريا” هي الآثار الاقتصادية، والنفسية، والاجتماعية، والبطالة، والفقر، وازدياد حالات العنف الأسري، والاستخدام السيئ للتكنولوجيا، وانتشار المخدرات، والتفكك الأسري، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وفي مناطق سيطرة النظام السوري، سجلت حالات الانتحار خلال العام الجاري ارتفاعاً ملحوظاً مقارنة بحالات الانتحار في الفترة نفسها من العام الماضي، والأعوام السابقة، وجاءت محافظتا حمص وريف دمشق في مقدمة المحافظات من حيث عدد المنتحرين.
رئيس الهيئة العامّة للطب الشرعي “زاهر حجو” أكد تسجيل 194 حالة انتحار في سوريا، منذ بداية عام 2024، مشيراً إلى أن العدد الأكبر منها للذكور.
وقال إن 159 حالة انتحار للذكور و35 إناثاً، مشيراً إلى أن محافظة القنيطرة هي الوحيدة التي لم تسجل أي حالة انتحــار، فيما كل من حمص وريف دمشق احتلتا الصدارة بعدد حالات الانتحار.
وأشار إلى أنه تم تسجيل 27 حالة في العاصمة دمشق، 23 منها لذكور و4 إناث، بينما بريف دمشق 35 حالة، 27 لذكور و8 لإناث، وفي درعا سُجلت 4 حالات انتحار، 3 لذكور و1 لإناث، والسويداء 15 حالة لذكور، وحمص 37، 33 لذكور و4 لإناث.
أمّا حماة 8 حالات، 7 لذكور و1 لإناث، وفي حلب 21 حالة، 12 لذكور و9 لإناث، والحسكة 7 حالات، 4 لذكور و3 لإناث، بينما بالساحل السوري، ذكر الطبيب أنه في اللاذقية تم تسجيل 20 حالة انتحار، 19 منها لذكور و3 لإناث.
وسجلت 20 حالة في طرطوس، 16 لذكور و4 لإناث وعن الطرق الأكثر شيوعاً للانتحار، ذكر أن 85% من الحالات شنق، و5% طلق ناري، و10% سقوط من علوٍ شاهق، وتتزايد الحالات تحت وطأة الظروف الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة.
المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، تحدث الشهر الفائت عن “الكارثة الاقتصادية” التي لا يزال السوريون يواجهونها، مستشهداً بما ذكره برنامج الأغذية العالمي بأن الحد الأدنى للأجور في سوريا لا يغطي سوى 11٪ من الاحتياجات الأساسية للأسرة. معرباً عن القلق إزاء الوضع بالنسبة للاجئين والنازحين في جميع أنحاء سوريا والمنطقة.
وقالت القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، جويس مسويا، في إحاطة عبر الفيديو أمام مجلس الأمن نهاية الشهر الفائت، إن “شعب سوريا لا يزال يواجه أزمة إنسانية عميقة”. وأكدت مسويا أن “النزوح مستمر بمستويات عالية بشكل مذهل”، فيما نزح داخل سوريا حوالي 7.2 ملايين شخص أو ما يقرب من ثلث السكان.
ونبهت إلى أن النساء والفتيات يتأثرن بشكل خاص، حيث أفادت أسر تعولها نساء في شمال سوريا بعدم قدرتها على تلبية احتياجاتها الأساسية بمعدل ضعف معدل الأسر التي يعولها الرجال، كما يعيش العديد من النازحين في خيام أو مستوطنات غير رسمية مكتظة، وأجبروا على الانتقال عدة مرات.
وحذرت المسؤولة الأممية من أن غالبية النازحين في جميع أنحاء سوريا الذي يعتمدون على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، “هم من بين الأكثر تضرراً من النقص المقلق في التمويل الإنساني”.
وأعربت عن القلق بشأن التحديات المستمرة التي تواجه تنفيذ المهام الإنسانية المخطط لها عبر خطوط النزاع. وأكدت المسؤولة الأممية أن “مفتاح الحل المستدام هو نهاية قاطعة للصراع، وخاصة في ضوء المخاوف بشأن انعدام الأمن في المنطقة الأوسع”.