د. منال محمد أبو العزائم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعدُ:
فإن إدمان ألعاب الكمبيوتر من أكبر المشاكل التي تواجه العالم في هذا العصر، وقد انتشرت بين الشباب كما تنتشر النار في الهشيم، وصارت كالوباء العالمي الذي يصعُب التخلص منه، وأثَّرت في كل مجالات الحياة، لا سيما العلمية والعملية والأكاديمية حتى الصحية، فصار معظم الشباب اليومَ يمارس هذه الألعاب بشكل منتظم يوميًّا، ولا شكَّ أن المتأمل لحال هؤلاء الشباب يشعر بخطورة هذه الألعاب، وما تجرُّه عليهم من ضرر كبير.
وأكبر الضرر فيها هو ضياع الوقت؛ فمن يبدأ ممارسة هذه الألعاب يجد نفسه منجذبًا إليها بصورة كبيرة، حتى إن ممارستها تصير إدمانًا له تمامًا كإدمان المخدِّرات، وتجد المراهق يلعب مدة أربع أو خمس ساعات متواصلة دون توقُّف، فيكون ذلك على حساب دينه وتعليمه وصحته، فلا يتوقف للصلاة، ولا لمذاكرة دروسه، ولا حتى لراحته وأكله وشربه، فيتدنَّى تحصيله الأكاديمي بعدم حلِّ واجباته وتعهُّد دروسه، ويبدأ يتكاسل عن الذهاب للمسجد شيئًا فشيئًا، ثم ينتهي به الأمر إلى تأخير الصلاة والتكاسل عنها، وتركها بالكلية، فتضيع أجمل سني عمره أمام الشاشات ليلَ نهارَ، حتى يضعُفَ بصره، ويصير ظهره محدودبًا من كثرة الجلوس للعب.
هذا وإن هذه الألعاب مملوءة بالمناظر المخلَّة والرسائل السلبية التي تُرسَل لتُخزَّن في العقل الباطن؛ ومنها مناظر العنف والعُري، والظلم والفاحشة، وغيرها من المنكرات، وربما هذا هو السبب في زيادة معدل الجرائم والعنف بين المراهقين والشباب في العقود الأخيرة، وهذا هو الوقت الذي ظهرت وانتشرت فيه هذه الألعاب، وربما ظهور ضرب النار في المدارس من قِبلِ المراهقين ناتج عنها أيضًا، وانتشرت الفاحشة، وتمادت الفتيات والنساء في التعرِّي والخلاعة، وصِرْنَ يَلْهَثْنَ وراء الجنس بصورة بشعة، وظهرت ظاهرة المراهقات الحوامل، حتى تجد فتياتٍ مراهقات في سن الثالثة عشرة حواملَ من الزنا، ولا يَجِدْنَ من يعولهم ولا يعول أطفالهم، ولا شك أن لألعاب الكمبيوتر دورًا في الترويج للجنس السفاح بين المراهقين؛ وذلك من خلال الصور الفاضحة، وتبيين بطولة الفتاة التي تحظى بحبيب، أو بالأحرى التي تحظى بالنوم مع شابٍّ دون زواج، فتفرح وكأنها كسبت العالم بأن ذلك الشاب جامعها في الحرام، وكذلك تجد من مظاهر البطولة في كثير من الألعاب قتلَ أكبرِ عددٍ من المقاتلين ونحوه، وكأن سفك الدماء أصبح شيئًا جميلًا يتبختر به القاتل، وأصبح القتل أمرًا عاديًّا عند الناس؛ كبارهم وصغارهم، وظهرت ظاهرة هجوم المجرمين على المدارس، وقيامهم بقتل جماعي عشوائي دون سبب وجيه، سوى إدمان هذه الألعاب، وتأثيرها على عقولهم الباطنة.
وتكمُن خطورة هذه الألعاب في سهولة إدمانها، على الرغم من كل ما تحتويه من فسق وفجور؛ وذلك لأنها مسلية بالطبع، والمشكلة أنها ليست تسلية بريئة؛ كالرياضة، وكرة القدم، وممارسة الهوايات النافعة، بل تتخللها خطوات الشيطان، ودعوته للفجور خطوة بخطوة؛ ولذا تجد الصغار سرعان ما يقعون فريسةً لإدمان كل ما بها من ألوان وإثارة، فيصيرون بين يوم وليلة مدمنين كمدمني الكحول والمخدِّرات، والأخطر في الأمر هو عدم شعور الناس والأهل بخطورتها؛ ولذا تجد كثيرًا من الآباء والأمهات غير مدركين لشرِّها، ولا يعتبرونها شيئًا سيئًا، بل حتى إن بعضهم تجده يشجع الطفل عليها؛ ظنًّا منه أنها ستُنمِّي ذكاءه وقدراته البطولية، وهي بالفعل ستنمي قدراته، ولكن ليس البطولية، بل الإجرامية؛ حيث يجلس الطفل ساعاتٍ يحاول قتل الخصم، ويتعرض للمشاهد الفاضحة، ويمضي في طريقه للعب متجاهلًا تلك الأمور، وكأنها أشياء بريئة، فيصير عنده الخير والشر سِيَّينِ، ويصير القتل والوحشية والإباحية أمورًا طبيعية لديه، وتمضي الأيام وترسل لمخِّه هذه الرسائلُ، وتتكرر يوميًّا حتى تصير أخلاقًا مغروسة فيه منذ الصغر، فيكبر ويخرج للدنيا مجرمًا ومغتصبًا كامل التدريب، وجاهزًا للقيام بالأعمال الإجرامية، ومتعطشًا لها؛ وذلك لأنه تربَّى على أنها أعمال بطولية ونجاح، ويكون هذا برعاية الوالدين الذين اشترَوا له الجوَّال والبليستيشن والكمبيوتر، وهذا بالطبع لجهل منهم بما يدور في هذه الألعاب من شرور، أو استهانة منهم بمدى خطورتها، فتتم بذلك المهزلة الخبيثة التي خططت لها الماسونية وأعوانها لتدمير الجيل الجديد.
وقد لُوحِظَ أن تلك الألعاب تعزِل الطفل عن محيطه اجتماعيًّا، فتجد الطفل منطوِيًا على نفسه، وبعيدًا عمن حوله، وليس له أصدقاء ولا اجتماعيات، وكل من يتعامل معهم هم مجرد أسماء في الشاشة، تقوم بما يقوم به من اللعب؛ ولذا تجده يتصرف بغرابة وشيءٍ من عدم الأدب والخبرة مع الضيوف والأغراب، وكأنه مريض بالتوحد، أو متلازمة الإسبرجر؛ فلا يعرف التصرف بما يليق وما يتماشى مع عادات الناس وتقاليد المجتمع، وأحيانًا كثيرة يكون جافَّ المعاملة، ولا يعرف كيف يتظارف مع الناس ويجاملهم؛ ولذا فإن به خللًا اجتماعيًّا وثقافيًّا وأدبيًّا، وأما مع أهله وأسرته، فيكون تعامله عادة به من عدم الأدب والتكبُّر ما به، وبعضهم يتصرف بأنانية وافتراء، ويظلم إخوانه في البيت، ولا يحترم حتى والديه، فيصير طفلًا بلا أدب، ولا ينفع فيه نصح، ولا يستطيع والداه إصلاحه وتصحيح الوضع.
وهذا غير المضار الصحية التي تصيب المدمنين؛ حيث انتهى معظمهم بلُبْسِ النظارات لضعف نظرهم من جرَّاء التعرُّض للشاشات لأوقات طويلة؛ مما يتسبَّب فيما يعرف "بمتلازمة رؤية الكمبيوتر (CVS)؛ التي تصيب من 40-90% ممن يعملون على الكمبيوتر"[1]؛ وذلك لتعرُّض العين للأشعة الزرقاء لمدد طويلة، وأثبتت الدراسات "أن التعرض للضوء الأزرق لأحيانٍ طويلة يمكن أن يتسبب في التدمير التدريجي للخلايا الشبكية في العين، مما قد ينتج عنه الضمور البقعي المرتبط بالتقدم في العمر، الذي يعد واحدًا من الأسباب الرئيسية للعمى"[2]، هذا غير الأضرار الأخرى التي قد تحدث؛ مثل: "إعتام عدسة العين، والأورام الخبيثة في العين، وجفاف الأعين، وتشوش الرؤيا، وإدماع العين، وآلام في الرأس والرقبة والكتف"[3].
والجلوس على الكمبيوتر لأوقات طويلة يسبِّب آلام الرقبة، ويتقوس الظهر حتى يصير محدودبًا؛ فيتغير شكل المراهق حتى يصير كأنه عجوز ومجهد وأكبر من سنِّه، وهذا يسبب إجهادًا له وعدم تركيز؛ فلا يستطيع بعدها حلَّ واجباته المنزلية، ولا الذهاب للمسجد، بل تجد كثيرًا من مدمني الألعاب لا يقومون حتى للصلاة، ولا يتذكرون القرآن، ولا يعلمون عن دينهم إلا القليل، وليس ذلك بمستغرب؛ إذ كيف لهم أن يتعلموا بينما يقضون معظم أوقاتهم في اللعب واللهو على شاشات الكمبيوتر، وتعلم القرآن والعلوم الشرعية يتطلب مجهودًا ووقتًا طويلًا؟ فيخرج جيل لا يعرف من دينه إلا القليل، ولا همَّ له سوى اللعب.
وكذلك يتدنَّى المستوى الأكاديمي لمدمني الألعاب؛ حيث يصرفون أوقاتهم هدرًا في اللعب، ويقل التركيز لديهم بصورة كبيرة، ويكونون مجهدين بعد الجلوس على الكمبيوتر لساعات طويلة؛ مما يجعلهم مجهدين جسديًّا وفكريًّا من كل تلك الألعاب، ويفقدون الاهتمام بدروسهم، بل بأي شيء في الحياة، سوى ألعابهم والفوز فيها، والاستزادة منها، ويرسبون في الامتحانات الواحد تلو الآخر، والسنة بعد السنة، وحتى إن نجحوا فيكون عادة نتيجة الغش واستعمال الذكاء الاصطناعي، والبحث في قوقل والجب بي تي ونحوه، فينتج من ذلك جيل جاهل لا يكاد يعرف أساسيات الحياة، وينتهون بتدني تحصيلهم، ومعظمهم لا يستطيع دخول الجامعات، والحصول على درجات علمية، فتقل بذلك فرصهم في العمل والوظائف، وينتهي كثير منهم إلى البطالة والتشرد.
هذا غير غلاء الأجهزة التي تناسب اللعب؛ حيث تتطلب عادة حاسوبًا بسرعة عالية، وكرت جرافيكس قويًّا، ووحدة المعالجة المركزية متقدمة وسريعة، أو أجهزة موبايل سريعة ومكلفة، وهذا فيه إسراف وضياع للمال فيما لا ينفع؛ حيث يكفي الطالبَ لأداء دروسه كراسٌ وقلمٌ، أو جهاز بسيط ذو سرعة متوسطة، وغير مكلِّف مثل تلك الأجهزة لأداء دروسه، فتُنفق المئات بل الألوف من الدولارات في الألعاب، بينما المسلمون يتضورون جوعًا، وتنزل على رؤوسهم الغارات، ولا يحركون لهم ساكنًا، أو ينفقون قرشًا لإنقاذهم.
كل هذا بالإضافة إلى ارتكاب المعاصي، وجمع الكثير من الذنوب يوميًّا؛ نتيجة للغفلة والتلهي عن الصلاة، والنظر للحرام، واستماع الموسيقى التي تصاحب تلك الألعاب، وهذا غير ما يخزن في عقول اللاعبين من مشاهد مخلَّة، والتعود على رؤية الحرام، والتشجيع عليه؛ مثل: السرقة والنهب، والقتل والفاحشة، وغيرها، فتبعد المدمن عن الله شيئًا فشيئًا، وتغرقه في الغفلة؛ فيتغطى قلبه بسواد المعاصي والذنوب التي يجنيها يوميًّا، كما أنها تعيشه في حلم بعيد عن الواقع، وغير مشابه له، حلم مملوء باللهو والألوان، والموسيقى والسعادة الوهمية، فتخدعه ويظن أنه مَلَكَ الدنيا بأسرها، بينما هو في قمة الضياع ليس الديني فحسب، بل الدنيوي أيضًا؛ حيث تجده متأخرًا عن أقرانه في الدراسة، وقليل التركيز والفَهم، ومتدنيًا في تحصيله الدراسي.
وأما عن الإباحية في ألعاب الحاسوب والبليستشن (PlayStation)، فحدِّث ولا حرج، فقد احتوت ألعاب كثيرة على مناظر إباحية، ومشاهد تعرٍّ بدون سبب؛ ومثال ذلك: ألعاب الـ(GTA 5)، وهناك الكثير من ألعاب البليستيشن تتجاوز المعقول في الإباحية؛ مثل: لعبة (Michigan)، ولعبة (Playboy: The Mansion)، ولعبة (Leisure Suit Larry)"[4]، وغيرهم، ونرى ذلك بوضوح في ألعاب المراهقين، وهم الفئة الأكثر استهدافًا ليتم إفسادهم وتدميرهم، وإيقاد نيران الشهوة فيهم، قبل أن يصِلوا إلى سنِّ البلوغ، فينتج جيل من الزُّناة والزانيات وأطفال الزنا، يسكنون الشوارع ولا عمل لهم، ولا تعليم ولا مستقبل، بل ضياع وفقر وجهل مُركَّب، وذلك بعد أن يكونوا قد قضَوا أهم سني حياتهم في اللعب، بدلًا من العلم والتحصيل، وحفظ القرآن وإعمار المساجد، فيخسروا بذلك دينهم ودنياهم، وتخسر الفتيات شرفهن، ويصِرْنَ أمهاتٍ قبل أن يخرجن من سن الطفولة، وتضيع الأسر وينتهي أمر المسلمين في وسط كل هذه الأجواء، فتُسرق أراضيهم، وتُنهَب أموالهم، وتُغتصَب بناتهم، وتُنزل عليهم ثياب الذل والخسران، ومن المؤسف أن هذه الألعاب مصنوعة لفئة المراهقين، وعلى الرغم من ذلك تجد شباب المسلمين في العشرينيات والثلاثينيات مدمنين إياها، ويصرفون فيها أوقاتهم الثمينة، وهذا كله مخطط له مسبَّقًا من قِبَلِ أعداء الإسلام والإنسانية، وقد نجحوا بالفعل في تحقيقه، وبهذا استطاعوا إضعاف المسلمين، واحتلال بلادهم، وسرقة أموالهم وثرواتهم؛ من بترول وذهب، وخامات طبيعية، وأراضٍ خصبة، ونرى هذا عند التأمل في حال أكثر بلاد المسلمين اليوم.
وهناك أضرار أخرى، والحديث كثير في هذا الموضوع، ولعل أخطرها هو الإدمان الذي يصعب علاجه؛ حيث تجد الطفل أو المراهق منذ يبدأ اللعب يتأثر ويحاول أهله منعه، أو إيقافه عن اللعب، ولكن دون جدوى؛ حيث تسوء أخلاق الطفل، ولا يسمع لأمٍّ ولا أب، ولا يهتم بدروسه ولا صلاته، ولا أصحابه ولا نفسه وصحته، ولا الدنيا برمتها، وهذا هو الذي يريده مَن صنع هذه الألعاب حتى يدمر الناس عامة، والمسلمين خاصة، وأكبر دليل على أن الأمر مخطَّط له هو أن وجود العشرات، بل المئات من هذه الألعاب مبذول فيها جهدٌ كبير، وذات جودة عالية، ومع ذلك معظمها مجانية، فما الذي سيكسبه المطوِّر أو الشركة من إنتاج مثل هذه الألعاب؟ إن هذا في حد ذاته مريب، ويزيد من شك الإنسان فيها، وفي صحة ما يُقال بأن هذه الألعاب مدبَّرة للناس لإضعافهم وتسهيل السيطرة عليهم.
ونحن كمسلمين علينا مواجهة هذا الخطر الذي يحدق بأبنائنا وبناتنا ومن ثَمَّ شعوبنا؛ من أثر هذه الألعاب، والبحث في السُّبُلِ الممكنة، وأولى الخطوات وأهمها هي توعية الآباء والأمهات بمدى خطورة هذه الألعاب، وما تفعله بأبنائهم، ونشر مقالات ودروس وكروت دعوية ونصائح في مواقع التواصل، وبرامج الإذاعة والتلفاز، وقنوات اليوتيوب عن هذا الموضوع، وربما إيصاله للناس بطرق سهلة؛ كالمنشورات المطبوعة التي تجد رواجًا ونتيجة أكبر، لا سيما في القرى والأحياء المتفرقة، ويمكن للمبرمجين عمل ألعاب تعليمية مسلية للأطفال وخالية من أي منكرات؛ لتكون بديلًا للأطفال والمراهقين، فيستفيدوا منها في التعليم والمتعة، وتقضية أوقات الفراغ، وتصرفهم عن الألعاب السيئة التي تأتيهم من الخارج، وينبغي تحديد أوقات لعبهم بوقت محدود، وعدم إعطاء الأطفال جوَّالاتٍ، أو تأخير هذا الأمر قدر المستطاع، وإن أُعطيَ المراهقين والطلبة جوالات لحاجة التواصل بهم، فيمكن الاكتفاء بالهواتف العادية، وتجنب الهواتف الذكية والسريعة التي يمكن استعمالها في هذه الألعاب، فكل الهواتف البسيطة تكفي لاستقبال المكالمات والرسائل النصية، وكذلك شغل الأطفال والمراهقين والشباب بالرياضة والألعاب البريئة؛ مثل: كرة القدم، والكرة الطائرة، والتنس، والكاراتيه، والجمباز، والسباحة، والفروسية، وغيرها، وتشجيع النشء على ممارسة الهوايات النافعة التي تجلب لهم السرور والفائدة، ويمكن شغل الفتيات بتعلم شيء من الفنون المباحة؛ كرسم المناظر الطبيعية، والرسم على الزجاج، والنحت وغيره، كما يمكن تعلم فنون الطبخ والخياطة، والتطريز والتريكو، وعمل الحلويات، والأشغال اليدوية، والتدبير المنزلي، وغيرها من الهوايات التي تفيد البنت في مستقبلها، وتُسليها وتشغل وقت فراغها، وهذا بالطبع إلى جانب إشراكهم في دُورِ تحفيظ القرآن والسنة، وتعلم العلوم الشرعية في المعاهد والمساجد، ودُورِ القرآن وغيرها، وكذلك على الأهل التقرب من أبنائهم والتحدث إليهم، وأخُصُّ بذلك الأم أكثر؛ حيث لديها الوقت لتجلس مع أبنائها وبناتها، وتتحدث إليهم بتودد، وتتقرب إليهم؛ حتى لا يشعروا بالملل والوحدة، وكذلك الأب يكون قريبًا من أبنائه وبناته، وأكرر: بناته؛ لأن البنت تحتاج محبة والدها والتعلق به، وكثير من الفتيات يدخلن في علاقات مع الشباب لبُعد آبائهم عنهم، وكل ما كانت تحتاجه الواحدة منهن هو الإحساس بالحب والحنان والاهتمام من والدها لانشغاله، وإن لم تجده من أسرتها، بحثت عنه في الخارج، فينبغي للأب التقرب من بناته حتى يحافظ عليهن، ويحميهن من غش الشباب، ومن الانغماس في تلك الألعاب، وضياع الأوقات، ولا يعني ذلك إهمال الأبناء، فكلهم يحتاج هذا الاهتمام والرعاية من والديهما.
وختامًا أسأل الله تعالى أن يحفظ المسلمين، ويحفظ أبناءهم وبناتهم من شرور هذه الألعاب، ويحميهم من كل ما يُكاد لهم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
[1] What Is Computer Vision Syndrome? Medically Reviewed by Whitney Seltman, OD on February 13, 2024, (summarized from it).
[2] الضوء الأزرق له جانب مظلم، د. أسامة الجليدي، استشاري طب وجراحة العيون، أخصائي جراحة إعتام عدسة العين والقرنية وتصحيح البصر، موقع مستشفيات مورفيلدز.
[3] أهم أضرار الضوء الأزرق وطرق الوقاية منها، نظارات إكسباند، 30 يناير 2023م.
[4] الإباحية في الألعاب، (Sino pc and ps4)، (True Gaming)، 24 /1 /2015م، بتصرف