ديمة محبوبة

عمان – المشاعر بكل تفاصيلها ليست حكرا على الكبار فقط، فحتى الأطفال يعيشون كل إحساس ينتابهم بعمق، وقد تكون أسبابها مشابهة لما يمر به الكبار، لكنهم يتعاملون معها بقبول أكبر، بعيدا عن تعقيدات التجارب المتراكمة.

الحديث اليوم عن الفشل، هذه التجربة القاسية التي لا تفرق بين صغير وكبير، إذ تختلف طبيعتها وحجمها بين الأطفال، لكنها تحمل في طياتها مشاعر عميقة قد تفوق أحيانا ما يواجهه أو ما يشعر به الكبار.

الأطفال يتمتعون بحساسية عالية تجاه إخفاقات يختبرونها، سواء كانت دراسية، اجتماعية، أو رياضية، وفي العلاقات أيضا، إذ تشكل هذه اللحظات نقاط تحول مهمة في فهمهم لذواتهم وللعالم من حولهم.

 وعلى الرغم من أن بعض التجارب قد تبدو بسيطة في نظر الكبار، إلا أنها تترك أثرا عميقا في قلوب الأطفال وعقولهم.

مشاعر إحباط تصيب الصغار

عمر، (10 أعوام)، يعيش تحديا يوميا مع مادة الرياضيات، إذ يجد صعوبة في فهمها، ما يجعله يشعر بالإحباط. يتحدث بحزن عن تجربته، مؤكدا أن والدته كثيرا ما تؤنبه على عدم استيعابه، معتبرة أن المسائل بسيطة ويمكن حلها بسهولة. وأحيانا، تسأله بحدة: "أين يكون عقلك عندما تشرح لك المعلمة الدرس؟".

من وجهة نظر الأم، تقول: "كان عمر يصاب بإحباط شديد كلما فشل في حل مسألة رياضية، وبدلا من دعمه، كنت ألومه وأستغرب من مشاعره، وأؤنبه على عدم فهمه. لم أكن أدرك وقتها مدى الألم الذي يعيشه، ولا كيف بدأ يرى نفسه فاشلا مع كل مسألة يصعب إيجاد الحل لها".

 

 

هذا الإحباط لم يكن مجرد شعور عادي، بل تطور ما جعله يعتقد أنه غير ذكي بما يكفي، مما أثر بشكل كبير على ثقته بنفسه. ومع ازدياد المشكلة، استدعتها المرشدة النفسية لمناقشة حالته، حيث أصبح مجرد دخول معلمة الرياضيات إلى الصف كفيلا بجعله يبكي ويرغب بالانسحاب من الحصة.

من هنا، تغيرت نظرة الأم وتصرفاتها تجاه ابنها، كما تقول، إذ بدأت ترى الأمور من زاويته وتدرك مدى قسوة هذه التجربة التي يختبرها. سعت لمساعدته بشتى الطرق، فعملت مع المرشدة النفسية ومعلمة المادة، واستعانت بمعلم خصوصي، وخصصت وقتا يوميا لدعمه وتشجيعه.

اليوم، وبعد أن أصبح قادرا على حل المسائل الرياضية بشكل جيد وفهم كيفية التفكير فيها، استعادت ثقته بنفسه تدريجيا. ورغم أنه ما يزال يشعر ببعض الخوف عندما يواجه مسألة صعبة، إلا أن والدته تحرص دائما على تشجيعه وتذكيره بمدى تحسنه، مؤكدة له أن الجميع بجانبه ويدعمونه في رحلته التعليمية.

شعور الفشل ودور الأهل

الطفلة علياء، (9 أعوام)، تخوض معركة مختلفة تماما. فبعد انتقالها إلى مدرسة جديدة، وجدت نفسها وحيدة، غير قادرة على أن تندمج مع أقرانها. تقول الأم: "كانت علياء تعود إلى المنزل منهارة، تشعر بأنها غير مقبولة من زميلاتها في الصف. كلما حاولت التقرب من إحداهن، قوبلت بالرفض أو التجاهل، مما جعلها تعيش تجربة فيها الكثير من القسوة"، أمام ما تعيشه الابنة، قرر والداها التدخل، فبدأ بتنظيم لقاءات بسيطة مع زميلاتها خارج المدرسة.

مع مرور الوقت، نجحت علياء في تكوين صداقات جديدة واستعادت ثقتها بنفسها، حيث أدركت أنها قادرة على بناء علاقات جديدة تندمج بها، وأنها ليست فاشلة او ضعيفة كما كانت تعتقد.

أما عماد، الطفل الذي يعشق كرة القدم منذ صغره، فقد اعتاد اللعب بالكرة باستمرار، مما دفع والده إلى تسجيله في فريق تدريب في محافظته في إربد. لكن المشكلة الحقيقية التي يواجهها والده ليست في مهاراته الرياضية، بل في رد فعله تجاه الخسارة، إذ يشعر بالعجز والفشل، وينهار بالبكاء كلما خسر أي مباراة.

يقول والد عماد: "ابني موهوب في كرة القدم، لكنه لا يتقبل أن يخسر أبدا. حاولت أن أوضح له أن الحياة فيها ربح وخسارة، وأن الفشل اليوم قد يكون دافعا له لكي يحسن من أدائه وتطوير تفكيره، ليس فقط في كرة القدم، بل في كل محطات الحياة.

وبينما يحاول الأب توجيه ابنه، يتذكر نفسه عندما كان طفلا، فقد كان يكره الخسارة ويغضب بشدة عندما لا يفوز في اللعب مع أصدقائه. ويرى اليوم أن ابنه يشبهه، وهذا ما يجعله يدرك أهمية التحلي بالصبر والتعاون معه، لمساعدته على التعلم من تجاربه والاستفادة منها. فهو يعي أن الفشل في شيء يحبه أمر صعب لطفل صغير، لكن مرور عماد بمواقف عديدة سيعلمه مع الوقت أن هذه المشاعر يمكن تجاوزها بأساليب مختلفة، وأن الخسارة ليست نهاية الطريق، بل فرصة جديدة للتطور.

 التجارب حجر أساس في نمو الطفل

اختصاصي علم الاجتماع الدكتور حسين خزاعي يبين أن الفشل تجربة طبيعية وضرورية في حياة الطفل، رائيا أن هذه التجارب، مهما كانت صغيرة في نظر الكبار، إلا أنها تشكل حجر الأساس لنمو الطفل النفسي والاجتماعي.

ويضيف أن المجتمع يعزز لدى الأطفال أحيانا مشاعر الخوف من الفشل عن طريق التركيز المفرط على الإنجاز والنجاح السريع، مبينا أن الحل يكمن في تغيير النظرة المجتمعية للفشل، وجعله جزءا مقبولا من عملية التعلم والنمو.

 ويشير خزاعي إلى أن البيئة الداعمة داخل الأسرة والمدرسة تلعب دورا كبيرا في تخفيف أثر هذه التجارب.

 أدوات تمكن الطفل من بناء الشخصية

 يرى اختصاصي علم النفس الدكتور موسى مطارنة أن الأطفال يفتقرون أحيانا إلى الأدوات النفسية اللازمة للتعامل مع الإحباط، فالطفل الذي يمر بتجربة فاشلة يحتاج إلى دعم نفسي قوي ليتمكن من تقبل الفشل كجزء طبيعي من الحياة.

ويضيف أن دور الأهل لا يقتصر على تقديم الدعم المعنوي فقط، بل يجب أن يتضمن توجيه الطفل لفهم أن الجهد المبذول هو الأهم وليس النتيجة النهائية، مشيرا إلى أهمية مساعدة الطفل على التعبير عن مشاعره بشكل صحي، بدلا من كبتها أو الشعور بالخجل منها.

ويلفت إلى أن التربية السليمة تقتضي إعداد الطفل لمواجهة الفشل منذ سن مبكرة، فالأطفال الذين ينشأون في بيئة تشجع على التجربة والمحاولة من دون خوف من الخطأ، يصبحون أكثر مرونة في مواجهة تحديات الحياة.

وأخيرا يؤكد مطارنة أن الفشل ليس مجرد عثرة في طريق الطفل، بل هو فرصة ذهبية لتعليمه الصبر، والاجتهاد، والمرونة النفسية، وأن دور الأهل والمجتمع هنا لا يقتصر على التخفيف من وقع الفشل، بل يتعدى ذلك إلى تحويل هذه التجارب إلى محطات تعلم وبناء شخصية.

=====================

هل صعود الدرج مفيد كالمشي 10 آلاف خطوة؟

  يمكن أن يكون النشاط البدني مثل صعود الدرج تمرينا قويا لإنقاص الوزن وتعزيز اللياقة البدنية.

إذ تشير دراسة حديثة إلى أن صعود 5 طوابق من السلالم يوميا، يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 20 %. بحسب ما نشر موقع "العربية نت".

حيث يعد هذا النشاط فعالا ولا يتطلب أي معدات إضافية، كما أنه مفيد لصحة القلب والأوعية الدموية وقوة العضلات، وفق ما نقلت صحيفة Times of India عن دورية Atherosclerosis الطبية.

- النشاط البدني:  إن أحد أهم الأسس للحفاظ على صحة الجسم وتحقيق أهداف إنقاص الوزن هو النشاط البدني.

يعتمد معظم الأشخاص على المشي 10 آلاف خطوة كل يوم، والالتزام بهذا الجدول للبقاء نشيطين وتعزيز لياقتهم البدنية.

لكن البعض يجدون أن تحقيق هدفهم من الخطوات يتطلب جهداً أكبر ويستغرق وقتاً أطول. وكي يتم وضع الأمور في نصابها الصحيح، فإن صعود السلالم ونزولها يعد تمرينا سهلا وقويا بشكل ملحوظ لإنقاص الوزن وتعزيز اللياقة البدنية.

- بديل للمشي: رجحت دراسة حديثة شملت 4,500,000 شخص بالغ بديلا للمشي. وتزعم أن صعود الدرج يعد بالكفاءة نفسها في وقت أقل، إذ إن صعود 5 طوابق من السلالم يوميا يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 20 %.

وحسب الدراسة التي أجراها الباحث لو تشي، أستاذ في كلية الصحة العامة والطب الاستوائي بجامعة تولين، فإن "الاندفاعات القصيرة من صعود السلالم عالية الكثافة هي طريقة فعالة، من حيث الوقت لتحسين اللياقة القلبية التنفسية والدهون".

كما توضح نتائج الدراسة الفوائد المحتملة لصعود الدرج يوميا، خاصة لأولئك غير القادرين على تحقيق التوصيات الحالية بشأن النشاط البدني اليومي.

- فوائد صعود الدرج: يمكن لأي شخص تقريبا المشاركة في هذا النشاط لأنه لا يتطلب سوى مجموعة من السلالم من دون أي معدات إضافية. كما أن إدراج هذا التمرين في الروتين اليومي يمكن أن يساعد على عيش حياة أكثر صحة ونشاطا.

 

 

وبالنسبة لشخص لا يتدرب كل يوم، فإن صعود ونزول السلالم يعد تمرينا رائعا. هي أكثر صعوبة وكثافة من المشي منفردا، إضافة إلى كونها مفيدة وتعزز الحالة الجسدية للشخص المستقر.

- تشغيل مجموعات عضلية: يعمل صعود السلالم على تشغيل عدد من المجموعات العضلية، مثل عضلات الساقين والفخذين والأرداف. كما أنه تمرين للقلب والأوعية الدموية، إذ يرفع معدل ضربات القلب، مما يشجع على حرق السعرات الحرارية ويعزز القدرة على التحمل.

إن الانقباضات المركزية، التي تشمل الشد وتقصير العضلات، تتم في الطريق إلى الأعلى، في حين أن الانقباضات اللامركزية، والتي تتطلب جهدا معاكسا، تتم في الطريق إلى الأسفل.

ويتعرض الجسم نتيجة لذلك لمختلف المتطلبات الفسيولوجية المهمة، لتحسين لياقته البدنية والصحية.

JoomShaper