حسام قدورة - سيريانيوز
أقامت الهيئة السورية لشؤون الأسرة الخميس ورشة عمل لإشهار بحثي (واقع المسنين واحتياجاتهم وآليات الارتقاء بأوضاعهم) و ( أوضاع المسنين واحتياجاتهم في دور الرعاية الاجتماعية) في قاعة رضا سعيد بدمشق.
وتأتي ورشة العمل في إطار توجهات الهيئة لبناء تصور علمي شامل يحيط بجميع الأوضاع والمتغيرات المتعلقة المتعلقة بأفراد الأسرة ومنهم كبار السن بهدف دراستها من منظور تنموي وإنساني والاستفادة من النتائج في رسم سياسات وبرامج عمل مستقبلية من شأنها الارتقاء بواقع المسنين وتوسيع آفاق رعايتهم.
وقالت رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة إنصاف حمد أن " الدراسة تمت على مرحلتين الأولى دراسة نظرية وميدانية شاملة لواقع المسنين واحتياجاتهم وآليات الارتقاء بأوضاعهم ورصدت أوضاع 3000 مسن ومسنة من الريف والحضر من جميع المحافظات السورية، والثانية خصصت للإحاطة بأوضاع المسنين واحتياجاتهم في دور الرعاية الاجتماعية بسوريا". وأضافت الحمد أن " الدراستان هدفتا لتحقيق غايات معرفية وعملية وسياسات تخطيطية ورؤى مستقبلية تسهم في توفير قاعدة بيانات علمية تتسم بالمصداقية والموثوقية ، وتغطي ثغرة في مجال البحوث والدراسات حول قضايا كبار السن"، مشيرة إلى أن "الدراسات الديموغرافية في سوريا تنامت بشكل ملحوظ نتيجة الجهود التي بذلتها الحكومة السورية وارتفاع مستويات الوعي الصحي والاجتماعي". 
وذكرت الدراسة بما يخص أوضاع المسنين في المجتمع وتوزعهم حسب فئات العمر و الجنس أن شريحة المسنين توزعت على ثلاث أقسام حيث شكلت الفئة العمرية بين 60 – 69 و التي تدعى بالشيخوخة الشابة أكبر شريحة بين الفئات العمرية الأخرى بلغت نسبتها 54.4% تليها نسبة المسنين في فئات العمر بين 70 – 79 و هي التي تدعى الشيخوخة الكهلة بنسبة 31.4%، تليها الشريحة العمرية في عمر 80 فما فوق و الطاعنة في السن بنسبة 14.2%.
كما أفادت الدراسة أن نسبة الأمية في العينة المدروسة بلغت 59.2% توزعت إلى 18.1% لدى المسنين و 41.1% لدى المسنات, وهذا يعني أن نسبة الأمية بين المسنين في العينة المدروسة هي 36.2% أما نسبة الأميات بين المسنات في العينة المدروسة فقد بلغت 82.2%.
وفيما يتعلق بسن التقاعد أبدت نسبة 65% من العينة المدروسة موافقتها على أن يكون سن التقاعد هو ستين عاماً و رفضت نسبة 16% من العينة المدروسة هذا الرأي, و تقدمت نسبة 19% من العينة بآراء أخرى تفيد بتحديد سن التقاعد إلى سن متقدم.
وتبين من رصد آراء العينة المدروسة حول الجهة التي يجب أن تقدم الرعاية الصحية أن نسبة 35.37% من الحالات المدروسة قد أكدت أن الأبناء هم من يجب عليهم تقديم الرعاية الصحية, و توزعت تلك النسبة حسب الجنس إلى 60% لدى الوالدات مقابل 40% لدى الآباء, و تبين أن نسبة 21.03% من الآراء أفادت بأن الشريك هو الذي تقع عليه مهمة الرعاية الصحية, و توزعت تلك النسبة حسب الجنس إلى 19% لدى المسنات مقابل 81% لدى المسنين أما الاعتماد على البنات فقد شكل في رأي العينة المدروسة نسبة 6.7% وتوزعت هذه النسبة حسب الجنس إلى 18% لدى الآباء مقابل 82% لدى الأمهات.
كما بلغت نسبة من رأى أن وجود دور لرعاية المسنين هو أمر ضروري 67%, و وافقت نسبة 5% على ضرورة وجودها لتغطية الرعاية في بعض الحالات الخاصة، في حين عبرت نسبة 28% عن رأيها بعدم ضرورة وجود دور لرعاية المسنين في جميع الأحوال.
وأيدت نسبة 12.83% من المسنين و نسبة 14% من المسنات أن وجود الدور ضروري في حال عدم وجود معيل  للمسن أو المسنة و أعادت نسبة 29% من المسنين و 3.33% من المسنات هذه الضرورة لاحتمال انشغال أفراد الأسرة و عدم قدرتهم على الرعاية لكبار السن، كما أعادت نسبة 5.1% من المسنين و 4.1% من المسنات ذلك إلى فقر الأسرة و هناك نسبة 12.1% من المسنين و 11.2% من المسنات أعادت ضرورة وجود الدور إلى أكثر من سبب يدعوا إلى ذلك.
وحول أوضاع المسنين واحتياجاتهم في دور الرعاية الاجتماعية للمسنين المرخصة رسمياً في سورية أفادت الدراسة أن دور المسنين تحوي طبيب مقيم واحد لكل 146 مسن، وطبيب زائر واحد في الاختصاصات الطبية المختلفة لكل 15 مسن،  وممرّض واحد لكل 18 مسن،  وأخصائي اجتماعي واحد لكل 146 مسن، ومراقب ليلي واحد لكل 12 مسن.
وأفادت الدراسة أن يوجد في سورية 19 دارا لرعاية المسنين، منها 12 دارا تتقاضى أجورا لقاء الإقامة فيها من المسنين القادرين على دفعها فقط،  و4 دور اختارت أن تكون الإقامة فيها مجانية واتجهت الدور الثلاثة المتبقية لتقديم خدماتها حصراً  للمسنين الذين يستطيعون دفع تكاليفها، كما كشفت الدراسة أن 89.5% من مجموع الدور المبحوثة لا تقدم أي برنامج تعليمي لنزلائها من المسنين، و 73.7% منها لا تنظم أي برنامج تثقيفي، و 84.2% ليس لديها برنامجا مهنياً، و 73.7% لديها برامج ترويحية.
وفيما يخص المسنين المقيمين في دور الرعاية الاجتماعية وأوضاعهم واحتياجاتهم بينت الدراسة أن  حوالي ثلثي المسنين إناثاً، وأن حوالي نصف عدد المبحوثين المشمولين بالدراسة هم من فئة شباب المسنين الذين  تتراوح أعمارهم بين 60-74 سنة، وثلثهم ينتمي إلى فئـة كهول المسنين الذين تقع أعمارهم بين75-84 سنة،  و 20.1% فقط هم من فئة المسنين الهرمين الذين تبلغ أعمارهم 85 سنة فأكثر.

JoomShaper