أحمد جمعة
أشارت آخر الإحصائيات إلي أن معدل قراءة الفرد العربي هي الأقل علي مستوي العالم وأن شباب الجامعات يدخلون العملية التعليمية ويتخرجون منها دون أن يقوموا باستعارة كتاب واحد وكان من نتيجة ذلك التأخر الرهيب في المستوي العلمي للطلاب والدارسين العرب
وضعف مستواهم العلمي وانخفاض مساهمتهم في متابعة المشاكل والأزمات العالمية مقارنة بإسرائيل التي تقدم بحوثا علمية ضعف الأبحاث العلمية التي يقدمها العالم العربي أجمع بجامعاته ومؤسساته البحثية والعلمية.
العلماء أكدوا أن القراءة والعلم هي أولي الأوامر التي جاء بها الإسلام للأمة والتي إذا أخذنا بتلك الأوامر يمكننا أن نستعيد مكانتنا بين الأمم والشعوب وطالبوا باصلاح النظام التعليمي وإعداد الإنسان بشكل صحيح. يقول الدكتور فودة محمد علي الأستاذ بالأزهر ان القراءة هي مفتاح المعرفة وطريق الرقي وما من أمة تقرأ إلا وملكت زمام القيادة وكانت في موضع الريادة وخير شاهد علي ذلك ما نراه في الغرب من تقدم علمي فاق الحدود متوازياً مع نهضة علمية تعتمد علي البحث مقارنة بالتراجع الرهيب للأمة الإسلامية التي نزل كتابها علي النبي صلي الله عليه وسلم مبتدئاً بالأمر "اقرأ".
أضاف أن القراءة نافذة تطلع القاريء علي ما عند الآخرين بكل سهولة ويسر فالقراءة تعدت كونها حاجة الي اعتبارها ضرورة في هذا العصر الحديث فالقراءة تحتل أهمية كبري للإنسان وهي وسيلته للتعلم واكتساب المهارات بصفة عامة كما أنها من وسائل الاستمتاع والترفيه ومن ناحية أخري تعتبر القراءة من أهم المهارات المكتسبة التي تحقق النجاح والمتعة لكل فرد خلال حياته وذلك انطلاقا من أن القراءة هي الجزء المكمل لحياتنا الشخصية والعلمية وهي مفتاح لأبواب العلوم والمعارف المتنوعة.
أ كد د.فودة أن الإنسان القاريء تصعب هزيمته فالقراءة من الوسائل المهمة لاكتساب العلوم المختلفة والاستفادة من منجزات المتقدمين والمتأخرين وخبراتهم وهي أمر حيوي يصعب الاستغناء عنه لمن يريد التعلم وهي حاجة ملحة لاتقل أهمية عن الطعام والشراب ولا يتقدم الأفراد  فضلا عن الأمم والحضارات  بدون القراءة التي تحيي العقول وتقيم الفكر.
أوضح أن القدرة علي القراءة نعمة من أهم النعم التي انعم الله بها علي الإنسان وهي كغيرها من النعم التي منحها الله للإنسان فالقراءة هي وسيلة الإنسان لتحصيل العلم الشرعي من خلال تلاوة كتاب الله وسيرة النبي صلي الله عليه وسلم وكتب الأئمة والرواة والمؤرخين.
قال إن من فوائد القراءة تنمية الثقة بالنفس التي تجعل الإنسان أكثر كفاءة في انجاز عمله وتجعل قراراته أكثر فاعلية وتزيد من فرص النجاح والترقية وتجعله أكثر ثباتا في مواجهة الأزمات والضغوط وترفع من مستوي ذكاء الإنسان بداية من أولي مراحل حياته الي مماته.
أضاف أن الإنسان حينما يقرأ.. تعمل القراءة في اللغة والأدب والفقة والعقيدة علي توسيع مداركه واثراء عقليته ويستطيع استثمار الوقت الذي هو محاسب عليه ومسئول عنه فيما افناه وفيما أبلاه.
طالب الدكتور فودة الشباب بالقراءة والبحث خاصة طلاب الجامعات اثناء فترة الدراسة الجامعية لانها الفرصة الذهبية للشباب في استثمار وقتهم في القراءة لان الوقت لديهم كثير والكتب متاحة في المكتبات الجامعية والمكتبات الالكترونية علي شبكة المعلومات العالمية والتي تتيح مصادر متعددة للكتب المتنوعة والتي يمكن اللجوء اليها في حالة عدم توافر الكتب المطبوعة المرتفعة الثمن.
يقول الدكتور احمد حجي عميد كلية التربية الاسبق بجامعة حلوان ان هناك أزمة كبيرة في القراءة في مصر والعالم العربي والسبب هو النظام التعليمي الذي يبدأ بالمدرسة التي لاتعود الطالب القراءة وارتياد المكتبة والسبب الرئيسي في ذلك هو نظام الحفظ الذي يسود التعليم ثم نظام الامتحانات الذي يربط ما في الامتحان بالمقرر الدراسي دون أن يربط هذا المحتوي بالقضايا المعاصرة.
أضاف أن طرق التدريس من الأسباب الخطيرة في ابتعاد الطلاب عن الكتب أيضا لانها تقصر ما يتم دراسته علي ما في الكتب الدراسية فالكتاب المدرسي يجب أن يكون دافعا للقراءة ومحفزا لها وللمعرفة في مراحل التعليم قبل الجامعي.
تساءل الدكتور حجي عن السبب في عدم ذهاب التلاميذ الي المكتبات في الإجازات لأنه إذا تم استغلال المدرسة صيفا في الأنشطة والمهارات وأن تكون تلك الطريقة جزءا أساسيا من النظام التعليمي فيتم فتح المدارس خلال الاجازة للاستفادة من المكتبة في القراءة والاستفادة من الملاعب في الرياضة.
أوضح أن نظام التعليم في الجامعة هو نموذج مكرر من النظام التعليمي لأنه قائم علي الكتاب الدراسي الجامعي بنظام المقررات فالتدريس في الغرب يتم من خلال فريق عمل يقدم محتوي يدفع الطالب للقراءة في المكتبة بالتوازي مع المقررات الدراسية وتقديم مراجع متعددة للطلاب يمكنهم من الرجوع اليها في دراستهم.
أكد أن المذكرات الحالية التي يقدمها أعضاء هيئات التدريس بالجامعات عمل معيب ومن الضروري إلغاء هذا النظام بالاضافة الي الملخصات التي تباع بجوار أسوار الجامعات والتي تقدم كبسولات دراسية مركزة للمواد الدراسية التي يشتريها الطلاب ويعتمدون عليها في الاجابة عن أسئلة الامتحانات التي غالبا لايخرج عنها الامتحان.. بل إن المصيبة الأكبر هي أن بعض المكتبات للأسف الشديد تضع لافتات تعلن فيها أنها علي استعداد بعمل الأبحاث العلمية في أي مجال في أقل من ساعة.. وهذه مصيبة كبري لان هذه الأبحاث غالبا ما تكون مسروقة أو مفبركة أو تكون مشوهة علميا وعندما يقدمها الطلاب للأستاذ لا يتم مناقشته فيها وبذلك أصبحت أقرب للواجب المدرسي.
أكد الدكتور حجي أن مكتبات الكليات في كل جامعات مصر فقيرة جداً في الكتب ولا يتم تزويد المكتبات بالجديد في الكتب والأبحاث التي يتم تأليفها ونشرها وهذا شيء خطير وغالبا لا يجد الطلاب ما يريدون من الأبحاث والمراجع الحديثة إلا في مكتبات الجامعات الخاصة أو المكتبات الالكترونية التي تقدم الكتب المتخصصة بالمقابل المادي ولابد من تحديث مكتبات الجامعات لتواكب العلوم الحديثة في العالم من حولنا حتي لاتتصف قراءاتنا بالتقليدية والقدم.
يقول الدكتور صابر عبدالدايم عميد كلية اللغة العربية بالزقازيق ان مشكلة عدم القراءة لدي طلاب الجامعات هي مشكلة متعددة الجوانب أولها يكمن في التربية الأسرية فالقراءة والاطلاع هي مهارات مكتسبة فلا يمكن أن نناقش قضية ابتعاد الطالب الجامعي عن المكتبة وهو لم ير كتابا خارج المقررات الدراسية طوال حياته ومن هنا تبدأ المشكلة فعندما يري الابن والديه يقرآن الكتب والصحف والمجلات تنمو لديه مهارة حب الاستطلاع وتبدأ أولي مراحل بناء شخصية الفرد وتخصصه سواء كان في الأدب أو العلوم المتخصصة أيا كان نوعها.
أضاف اننا إذا نجحنا في وضع البذرة الأولي لتنشئة الإنسان وبناء شخصيته فالخطوات التالية تكون ميسرة ولا تخرج عن توفير الكتاب والوقت والمكان وهذه المراحل من السهل توفيرها تباعاً.
حذر د.صابر من المصادر المجهولة والتي لها أوجه سلبية علي الشباب ومنها شبكة الإنترنت التي تقدم معلومات غير موثقة ومجهولة المصدر ويمكن أن تستغلها بعض الجهات لترويج معلومات موجهة بشكل سلبي يشكل خطورة علي الشباب.
طالب بعقد الندوات والمسابقات في القراءة الأدبية والعلمية ورصد الجوائز الثمينة لها لتجعل الشباب يقبل علي القراءة والاطلاع والبحث.

JoomShaper