تحقيق: دارين شبير
أصبحت الرحلة بين القنوات التلفزيونية مهمة شاقة على الكثيرين في يومنا هذا، حيث انقلب حال الدراما ونخرها الابتذال من كل جانب . فلا نلبث أن نشعر بالأمان في مشاهدة إحدى القنوات، حتى تفاجئنا بمشهد يجبرنا على تغييرها فوراً، ويتكرر الأمر مع كثير من القنوات حتى بتنا لا نعرف ما التصرف الأنسب في هذه الحالة، وخصوصاً أمام ذلك الصغير الذي يشاركنا المشاهدة .
الأمر لم يعد مقتصراً على الفيديو كليب والبرامج، ولا حتى على الأفلام التي تعرض و”بدون رقابة”، بل فوجئنا في رمضان الماضي بمجموعة مشاهد وألفاظ مبتذلة في مسلسلات عربية عرضت في الشهر الفضيل .
ملابس فاضحة ومثيرة، وألفاظ خادشة وإيحاءات غير معقولة، من المسؤول عنها، صناع الدراما أم المسؤولون عن القنوات؟ وهل هي إفلاس في الدراما أم تجارة يستفيد منها المعلن؟ وما رد فعل الجمهور عليها؟
هذا ما نعرفه في هذا التحقيق الذي توجهنا به إلى بعض المشاهدين والمعنيين في الشأن التلفزيوني . يستنكر محمد قباني، مستشار مبيعات أول بشركة “ساني ويف” بدبي، نسبة الابتذال الكبيرة التي غزت الأعمال الدرامية التي ركزت على المرأة بصورة كبيرة وبطريقة فيها استخفاف وتقليل من قيمتها، وتوظيفها في ما ينتقص من قدرها، من خلال إقحامها بأعمال درامية ذات قصص اجتماعية غير هادفة . وتحدث قباني عن جرأة بعض الأعمال فقال: لاحظت جرأة غير معهودة وخصوصاً في الدراما المصرية، وللأسف فهذه الجرأة ليست محسوبة وستظهر تأثيراتها في المستقبل، ليتأصل ما يراه المشاهد في عقله، ويصبح بعد ذلك أمراً عادياً في حين أنه غير ذلك .

وتحدث محمد عن المشكلة الحقيقية في الأعمال الدرامية قائلاً: المشكلة تكمن في الإيحاءات التي يقدمها القائمون على العمل، واستخدام التصوير والتقنيات فيما يثير الغرائز .

أما عن أهمية المشاهدة فقال: المشاهدة ثقافة ولكن المسؤولين عن الأعمال الدرامية جردوها من قيمتها وتعاملوا مع التلفزيون كأداة للإبهار وجذب الأنظار وحصد نسب مشاهدة .

ذكر قباني أن مسلسلات كثيرة تقع تحت إطار مسلسلات أسرية في حين أنها تخدش الحياء، وأكد أنه حين تمر بعض هذه المشاهد أو الألفاظ بوجود الأطفال، يحرص على أن يواجه الأمر بقوة، فلا يرتبك ولا يغير القناة، بل يراقب ردود أفعال الصغير، ويحرص على التحدث معه في ذلك والاستماع لرأيه، وانتقاد الأمور الخاطئة أمامه، وتعليمه الأمور الحسنة . وأكد قباني أن الإيحاءات التي تعرضها بعض الأعمال الدرامية رغم تأثيرها الكبير في المشاهد، إلا أنها من الموضوعات المغيبة التي لا يناقشها أحد .

وذكر أن مسؤولي القنوات يستخدمون الابتذال كطريقة للحصول على نسب مشاهدة عالية .

وعما إذا كان الابتذال هو ما يبحث عنه الجمهور بالفعل أجاب: نستطيع توجيه الجمهور كما نريد، ولكن المشكلة تكمن في عدم وجود رقابة على شركات الإنتاج، لنرى أعمالاً تحتوي على تفاصيل كثيرة لا علاقة لها بمضمون القصة ولا تضيف إليها أي قيمة .

وأنهى محمد حديثه بالقول: حين تكون رؤوس الأموال موظفة بيد الأشخاص الخطأ تضيع الأهداف، والجمهور العربي يكتفي بالصورة المعروضة أمامه ولا يبحث وراءها وهذه في حد ذاتها مشكلة كبيرة .

عبرت الدكتورة هدى السويدي، نائبة مدير مركز البحوث والإحصاء بوزارة الصحة واستشاري طب عائلة، عن عدم رضاها عن حال الدراما اليوم، فالمسلسلات ليست موجهة بشكل صحيح، كما أنها تنقل رسائل لا يتقبلها المشاهد والمجتمع العربي .

وتقول: المشكلة أن أعمالاً درامية كثيرة دخلت في دائرة العقيدة والحلال والحرام، كما احتوت على إيحاءات جريئة نرفضها ونخجل من متابعتها . وعن رد فعلها حين يمر أحد المشاهد المبتذلة أمام أطفالها الصغار تقول: يغمضون أعينهم تلقائياً أو أغير القناة، وقد تعودت أن أتحدث معهم حول ما يشاهدونه، وأبين لهم الصح من الخطأ، وأعلمهم أن ما يرونه لا يتناسب مع مبادئنا وعاداتنا وتقاليدنا وديننا .

وذكرت الدكتورة السويدي أن توعية الأبناء هي الخطوة الأهم في هذا الجانب، فالقنوات لن تغير خطتها، ووجهت رسالة لأصحاب القنوات قالت فيها: أتمنى لو تدققوا في اختياراتكم للأعمال الدرامية والبرامج، لأن التلفزيون يجمع العائلة بمن فيها الكبير والصغير .

ترى سارة أحمد المرزوقي، سنة أولى دراسات دولية بجامعة زايد بدبي، أن لكل أسرة أسلوبها في تربية أبنائها، وهذا ما يعتمد عليه تقبلهم لما يشاهدون، وتقول: تستطيع الأسرة أن تحذف القنوات التي تقدم ما لا يتناسب مع مبادئها، وتترك لأبنائها ما هو نافع ومفيد، فالخيارات اليوم كثيرة . وعن موقفها من الدراما المبتذلة تقول: أشعر بالضيق والإحراج حين تمر بعض المشاهد التي تحتوي على إيحاءات معينة، وأشعر بالحزن على الحال الذي وصلت إليه الدراما اليوم، وأتساءل عن مصير الأعمال الدرامية مستقبلاً إن كان هذا ما يعرض على الشاشات اليوم . وذكرت سارة أنها اتصلت بإحدى القنوات بعد مشاهدتها لإعلان محرج، وأعلنت غضبها وعبرت عن رأيها بصراحة، وترى أن هذا دور كل مشاهد عربي حريص على مجتمعه وأبنائه .

وذكرت سارة أن والديها يقومان بإغلاق التلفزيون فوراً حين يمر مشهد فيه بعض الابتذال، ويرفقون ذلك بنصائحهم حول ضرورة انتقاء الأعمال الجيدة والهادفة التي ترتقي بالإنسان، وأبدت أسفها على ما يعرض على قنواتنا المحلية التي أصبحت تحتوي هذه المشاهد، قائلة: ليت الأمر يقتصر على المحطات الغربية أو العربية، بل وصل إلى قنواتنا التي واكبت ما يحدث في القنوات الأخرى . وطالبت سارة القائمين على القنوات بمتابعة الأعمال بأكملها قبل عرضها، معلقة: من الخطأ الاكتفاء بمعرفة القصة أو المضمون، فالقضية أكبر من ذلك، وأتمنى من أصحاب القنوات أن يتخلوا عن المسلسل فوراً إن وجدوا به بعض المشاهد الجريئة أو المبتذلة، كما عليهم أن ينظروا إلى ما وراء هذا العمل، ويدرسوا إيجابيات وسلبيات عرضه . وألقت سارة باللوم على القنوات فهي المسؤولة من وجهة نظرها عن انحدار الأخلاق، ووجهت إلى المسؤولين عنها رسالة قالت فيها: إن كان الربح المادي هو ما ترغبون به من خلال عرض هذه الأعمال، فهناك أعمال هادفة لها جمهور كبير، وإن لم تحقق الربح الكبير الذي تطمحون إليه، فيكفي أنكم ربحتم احترام الآخرين .

سألنا عصام الخامري، مذيع ومعد برامج في “دبي ريسينغ”، عما إذا كانت الأعمال الدرامية المعروضة تعبر عن سياسة القناة أم لا، فأجاب: لا أعتقد، فأكثر المسلسلات يتم إنتاجها خارجياً لتشتريها القنوات، ويتبع كثير من المسؤولين في تلك القنوات مبدأ “خالف تعرف” رغبة في تحقيق شهرة وانتشار كبيرين . ويضيف: الإعلام كما عهدناه وسيلة للترويج، وأتعجب من أصحاب القنوات الذين يبررون عرضهم للدراما المبتذلة بأنهم يعرضونها لمحاربتها، لأنهم بذلك يروجون لها، والدليل على ذلك تقليد الناس في بعض المجتمعات لظواهر انتشرت في مجتمعات أخرى بعد عرضها من خلال عمل درامي . وأكد عصام أن هذا الأمر ينقلب على المجتمع بشكل سلبي، والإيجابية الوحيدة تذهب إلى جيب أصحاب العمل وعارضيه .

وعن المسؤول عن ذلك يقول الخامري: مدير البرامج، فهو المسؤول عن اختيارات الأعمال، ويتلقى تقريراً من الرقابة في المؤسسة الإعلامية التي يعمل بها، حيث لا يتم عرض أي عمل إلا بعد مروره على الرقابة التي تقدم تقريراً كاملاً وشاملاً عن محتوى العمل، ليتولى مدير البرامج مسؤوليته بعد ذلك، فإما أن يقنع مدير القناة بعرضه وإما أن يتجنب ذلك . ويستنكر الخامري تصريحات بعض مسؤولي القنوات الذين يرددون عبارة: لم نتوقع نجاح الدورة البرامجية الماضية، ما يعني أن اختياراتهم كانت عشوائية، ولم يكن هناك خطة معينة أو استبيانات أو تواصل مع الجمهور حول ما يرغب في مشاهدته . وذكر أن قنوات كثيرة تركز على الجانب المادي من وراء عرضها للأعمال المبتذلة . وعما إذا كان الجمهور يقبل على هذه النوعية من الأعمال يجيب: جمهورنا في السابق كان يتابع ويصاب بالصدمة ويصمت، أما الآن فقد أصبح واعياً بما فيه الكفاية، وقادراً على الانتقاد، ورفض ما لا يليق به وبمجتمعه ولا يتفق مع دينه .

عبرت بيان بسام، سنة ثانية هندسة مدنية بأمريكية الشارقة، عن استيائها من حال الدراما اليوم، حيث قالت: طرأ تغير كبير على الدراما، و أصبحت تطرح موضوعات جريئة وتدخل في تفاصيل كثيرة ودقيقة وخصوصاً بالمشاهد والتصوير والإيحاءات الجريئة، إلى جانب تسليط الضوء على علاقات إنسانية غير مقبولة في مجتمعاتنا العربية والتعامل معها على أنها شيء عادي، ما يدخل في زاوية الحلال والحرام ويزيد الأمور تعقيداً . وأكدت بيان أن اختيارات الأعمال الدرامية تعود لأصحاب القنوات، وذكرت أن تعقيدات الحياة زادت تعقيدات الموضوعات والقضايا التي يتم طرحها في العمل الدرامي، وأن الواقع الفعلي الذي يعيشه الإنسان يعكس صورته على الدراما من خلال ما يقدم . وعلقت قائلة: الموضوعات التي كانت تناقشها الدراما في وقت سابق كانت قشوراً بالنسبة لما نراه اليوم . وعن رد فعلها على ما يعرض على الشاشات اليوم تقول: أشعر بالإحراج، ويزيد إحراجي وجود أعمار صغيرة تتابع نفس العمل الذي يقولون عنه إنه أسري اجتماعي، في حين أنه غير مناسب للأعمار الصغيرة . وأكدت بيان أن الأطفال يعتادون المشاهد المبتذلة لكثرة ما يرونها، ما يجعلها عادية بالنسبة إليهم، وذكرت أن الحل الأفضل للتعامل مع هذه الأعمال هو عدم متابعتها . ووجهت رسالة لأصحاب القنوات قالت فيها: أعيدوا النظر في اختياراتكم الفنية وضعوا جميع الأعمار في اعتباركم حين تقدمون الأعمال، ولا يكفي ذكر عبارة “للكبار فقط” .

أكد طلعت موسى، منتج برامج أول في تلفزيون “إم بي سي” أن اختيارات الأعمال الدرامية مسؤولية مديري البرامج أو مراقبي البرامج، أو لجنة اختيار البرامج أو المسلسلات في بعض التلفزيونات، وقال: في كل محطة هناك لجنة اختيار مسلسلات، إضافة إلى لجان تنتج أعمالاً وتعرضها بعد ذلك على القنوات التلفزيونية، ويتحكم في مدى اختيار المسلسل وشرائه، مدى قدرته على جلب الإعلانات، ويعتمد ذلك على نوع القصة والأبطال، فالقصة الاجتماعية التي تتضمن مشكلات وظواهر سائدة بالمجتمع وقضايا رأي عام نشرت في الصحف، تكون جاذبة أكثر، وتزيد فرص بيع المسلسل، لأن فيها إسقاطات على الواقع، وهو ما يبحث عنه المشاهد الذي يحب أن يرى نفسه وهمومه ومشكلاته وواقعه وقضاياه من خلال المسلسل . وعن سبب جرعة الابتذال الكبيرة التي حاصرت الدراما، قال: حال الدراما اليوم هو انعكاس للواقع، والعمل الدرامي الناجح هو الذي يترجم الحقيقة التي يعيشها الإنسان، ونسبة نجاح المسلسل تعتمد على مدى قربه من الواقع .

وعن الألفاظ الخادشة للحياء التي ضجت بها المسلسلات وعما إذا كان هذا هو الواقع الفعلي اليوم يقول: من غير المعقول أن يعرض عمل في أحد حواري مصر أو سوريا أو غيرهما دون أن نسمع بعض الألفاظ المنتشرة هنا أو هناك، فمن يزور تلك الحواري لا بد أن يسمع بعض الألفاظ فيها، فلماذا يستنكرها حين يراها على الشاشة؟ وهذا ما يبحث عنه المشاهد، فهو لا يريد صورة مثالية تخلو من الاحتكاك بالمجتمع، ومن الروح العفوية الناتجة عن ذلك الاحتكاك .

تحدث الدكتور ممدوح المشمشي، أستاذ مساعد بكلية الاتصال جامعة الشارقة، عن الابتذال في الدراما كشخص متخصص في الإذاعة والتلفزيون، حيث رصد الأمر بعيون مختلفة، وقال: حين نعلم أبناءنا ثقافة المشاهدة، فإننا نتحدث هنا عن المنظومة الأخلاقية والقيمية، وبما أن التلفزيون هو الذي يرافق الأسرة ليل نهار وكباراً وصغاراً، فهو من أخطر الأجهزة الموجودة في البيت، وخطورته تكمن في تأثيره على المنظومة القيمية والأخلاقية لجميع الأعمار وخصوصاً الأطفال والشباب، وهذه المنظومة همنا الأكبر، ولكن من يستطيع الحفاظ عليها؟ وأضاف: القنوات المحلية المسؤولة من قبل الحكومات هي الجهة التي نستطيع محاسبتها، أما التلفزيونات الخاصة فهي سبب هذه الفوضى في الإنتاج الدرامي وعالم “الفيديو كليب” وبعض برامج “التوك شو”، وبما أن الإقبال على التلفزيونات الخاصة أكبر فقد أصبحت هدفاً للمعلن الذي أصبح له يد فيما يقدم على الشاشات، وهو لا يفقه في أمر الدراما شيئاً، ليلعب على وتر الجمال أو الدلع أو الجنس، وعلى ما يؤثر في المشاهد ليستخدم المرأة في أجزاء معينة ويسلط على الرجل في أجزاء أخرى، ويختار ما يؤثر في المشاهد بشكل مباشر من عنف أو جنس، وهي في الأغلب دراما بسيطة لا تحمل مضامين عالية .

وأكد الدكتور المشمشي أن عبارة “الجمهور عاوز كدة” سادت في السابق، ولكنها تغيرت اليوم لتصبح “المعلن عاوز كده” مشتركاً معه المنتج وصانع هذه الأعمال، وهؤلاء من تقع عليهم مسؤولية الحال الذي أصبحت عليه الدراما اليوم .

وتحدث عن الجمهور فقال: الجمهور الحالي أصبح مستهلكاً أكثر منه مفكراً، ولكننا لا نلقي عليه المسؤولية كاملة، لأن كمّاً ضخماً من المسلسلات يقدم له، فلا يستطيع التعامل معها بسهولة، كما أن كثيراً منها يسيء إلى المضامين العربية والذوق العربي، وليت الأمر يقتصر على الدراما، بل وصل إلى بعض البرامج التي أصبح يصاغ بها الحوار تبعاً لمقدمها الذي لا يمتلك ثقافة وخبرة تؤهله تقديم البرنامج، فيقع في أخطاء كثيرة ويتدنى مستواه .

وأضاف المشمشي: جمهورنا في السابق كان يبحث عن البسيط والسهل، ولكنه حالياً بدأ يبحث عن برامج ذات قيمة . وعن كيفية اختيار القناة للمسلسل يقول: يتم ذلك حسب توجهات كل قناة، ولكني أرى أنه يجب على أي قناة أن تشاهد العمل الدرامي من الحلقة الأولى وحتى الأخيرة، وأن يكون هناك متخصصون يتابعون ويكتبون تقاريرهم التي تغطي جميع الجوانب الهندسية والتقنية والمضامين والصورة والإيحاءات وغيرها، وأكد الدكتور المشمشي أن أكثر ما يثير الجدل في الدراما هو الحديث عن الدين والسياسة والجنس، وأن أعمالاً كثيرة في يومنا هذا لم تخل من ذلك .

وتحدث عن أحد المسلسلات التي عرضت في رمضان الماضي فقال: كان فيه حرفية من ناحية الإغراء ومحاولة استثارة الجماهير من خلال اللبس والكلام، ولكن جمهور اليوم أصبحت لديه حصانة من كثرة ما عرض عليه من نوعية هذا العمل .

وذكر أن هذا المسلسل حصد نسبة مشاهدة كبيرة رغم وقوعه في أخطاء كثيرة من حيث البناء الدرامي .
وأنهى الدكتور ممدوح المشمشي حديثه بقوله: نحن في مشكلة في ظل عدم الحفاظ على المنظومة القيمية والأخلاقية، وفي ظل تحكم المعلن والمنتج بالمضمون الموجه للناس، والدراما تسير في الاتجاه الخاطئ طالما أن الحكومات رفعت يدها عمّا يعرض على الشاشات، وطالما تولى الجزارون ورجال الأعمال مسؤولية الإعلام والفن والدراما.

JoomShaper