اسراء عبدالله
لا بد لنا من وقفة تأمل لواقع جامعاتنا.
ترى هل ابتسم ابتسامة فخر واعجاب عندما أرى كورال احدى الجامعات دون ذكر أسماء "قالبا لمحششة".. الدخان متصاعد وضحك ومسخرة من قبل شباب وصبايا بعمر الزهور.
"هل انا بحلم أم في علم".
هذا المكان الراقي الذي يجب أن تخرج منه الأصوات العذبة وأنغام موسيقية "بترد الروح" يتحول الى "كازينو" للم شلل الضياع.
وانه لشيء مؤسف أن تتحول بعض جامعاتنا العصماء التي لها قدسيتها الى ملتقى "للحبيبة" ولطالما كانت مكانا مخصصا لطلاب العلم والعلاقات الاجتماعية البناءة لا "ديفيليهات" لعروض الأزياء و"منتجعات" لقعدات الأنس.
وأود أن أقول لبعض أهالينا الذين لا يعرفون واقع جامعاتنا أن الجامعة هي مكان فيه العديد من المجتمعات الانسانية التي تتفاوت في قناعاتها وقيمها ومعتقداتها ويجب عدم التعميم على كل الفئات ، فهناك تلك الفئة الدؤوبة الطموحة التي تسعى لتحقيق أعلى المراتب العلمية والعملية والتي تكون علاقات اجتماعية ناجحة مبنية على الزمالة والصداقة والتعاون من أجل رفع راية هذا الوطن عاليا والتي تستفيد من كل المرافق التي توفرها الجامعات من أجل النهوض بشباب الوطن ونمائه وهي فئة الأغلبية.
ياه.. فعلا وحشتني أيام الجامعة.. أيام المحاضرات والصحبات واللمة الحلوة وسندويش الفلافل.
أيام المسرح والمرسم والدراسة وأزمة الباصات.
في كل مكان كان لي ذكرى جميلة أبكي عليها حتى الآن.
تعد الجامعة أسرتنا الثانية: فهي التي احتضنتنا وهيأت لنا الظروف كي نصبح ابناء صالحين ، فلماذا نقوم بهذا التغيير المفاجىء مجرد "ما ندخل الجامعة".
لا أقصد التغيير الايجابي الذي لابد منه في حياتنا.
بل ذاك الذي يأخذنا الى عتبات التيه والضياع فهناك الكثير من الطلاب يظنون أن الجامعة هي مكان "للصياعة" والدراسة "عالرف".
والله حرام أن يصبح فلذات أكبادنا الذين ربيناهم "برموش عينينا" بهذا المستوى من الضياع نتيجة عدم توفر التوعية الكاملة لمنعهم من الانجراف نحو رفقاء السوء.
كما يؤلمني حال صبايانا أمهات المستقبل اللواتي يعتقدن أن الجامعة هي مكان كي "تستعرض مواهبها أمام الشباب" و"تطبقلها" كم واحد للمصلحة الشخصية في ضوء ضياع الصداقة البريئة المبنية على الاحترام المتبادل. وطبعا "المخفي أعظم".
ولا زلت أتساءل أين كانت كل هذه "البلاوي المصبرة" قبل أن نلتحق بالجامعات ايام التوجيهي؟.
والا ما كنا فاضيين "نحك روسنا أيامها".
لماذا يأخذنا تفكيرنا دائما أن الجامعة لا يليق بها الا مثل هذه السلوكات ، فنبدأ بتغيير مفاجيء لانفسنا كي يتناسب حسب اعتقادنا الخاطىء مع بيئة "الاختلاط في الجامعة".
ترى أين ذهب المنطق والوعي وأسس التفكير الايجابي السليم كي نفكر بهذه الطريقة.
ليست المشكلة "بالاختلاط" بل انا اعتبره ميزة اجتماعية لها نتائج ايجابية.
ولو نظرنا لها من ناحية دينية نجد أن الاسلام أباح الاختلاط في طلب العلم ، كما أن هذا التفاعل الايجابي العلمي بين عقل المرأة وعقل الرجل هو عبارة عن ثمرة لها فوائدها في المجتمع لكن المشكلة تكمن فينا نحن سواء داخل الجامعات أو خارجها ونحن من أرقى المجتمعات.
ما أجمل ذاك الشعور حين كنت أقبل يد الوالد والوالدة وأطلب منهما الدعاء قبل الخروج الى الجامعة ، كي أنطلق الى ميدان الحياة وأكون عنصرا فعالا في المجتمع ، فأزرع الابتسامة على شفتي كل مظلوم.
هذا ما تعلمته من جامعتي الغالية.. والذي رباني عليه والداي الحبيبان ، ولطالما رفعت شعاري "انا هاشمية وافتخر.. وقريبا رح ارفع راسي فيكي" ، فأجمل تحياتي لجامعتي الحبيبة.