احمد نبيل احمد
في كل بيت وفي كل بلد عربي تجد ان هناك كثافه عدديه لقنوات فضائيه تفوق اي دوله في العالم .فقد وصل عدد القنوات الفضائيه في الوطن العربي عبر أقمار صناعيه عربيه الى اكثر من سبعمائه قناة منها حوالي 300 قناة مُسخره للاغاني واخريات للمسلسلات والافلام  الهابطه . اليس هذا عددا رهيبا وكافيا لتدمير ثقافه الشعب العربي وخصوصا الشباب منهم ؟ لايخفى على احد ما  تعمله هذه القنوات من نشر صور وفيديوهات  لا اخلاقيه  في صيغه اعلانات وضيعه وكليبات رخيصه, او في صيغه  فكريه . بالتالي فأننا نعيش موجه من الحياة النمطيه ذات الثقافة الاستهلاكيه. فهذه القنوات تستغل هذه الموجه لكي تدندن وتعزف على وتر الجنس و الانحراف بوضوح وتضرب بالقيم الدينيه والاخلاقيه عرض الحائط وتضيع ماتبقى من قوتنا وقيمنا  واخلاقنا وتدمر اهم قيمه عظيمه في ديننا ومجتمعنا وهي قيمه الاسرة, وكذلك تسحق المسؤوليه الاجتماعيه للانسان من خلال المداخل الطبيعيه للنفس البشريه الا وهي الجنس والماده ( المال ). بالاضافه الى ذلك  تقوم هذه القنوات الفضائيه  على توسيع الفجوه بين الاجيال فكريا. إن هذه القنوات الهابطه  ايضا تُذوًب  وتُنزًل  وتُدنس  قيمه المرأه عبر إظهارها وكانها سلعه تجاريه لا تساوي حتى الريال الذي تحمله في جيبك  ,فتارتا تظهر بعض النساء شبه عاريات  وتاره اخرى  يتعرين  ويتجردن من ملابسهن في مقاطع
(( الكليبات )) التي يتابعها الشباب بصوره اعتياديه دوريه.
ويجدر بالذكر تلك البرامج المسابقاتيه الغنائيه التي تروج الافكار الغربيه اللاخلاقيه والمعاكسه لديننا وثوابتنا. وتنشر الفساد لعقول شبابنا بكل سهوله واعتياديه . مثل (( ستار اكاديمي )) وغيرها من البرامج  التي تشيعُ فيها اجواء من الاباحيه والانحلال.
اضافة ايضا لانتشار فضائيات عربيه تنصيريه تقوم اهدافها على نشر الديانه النصرانيه ودعوه غير النصارى الي دينهم .وهي بذلك تسلط اهدافها على الوطن العربي لزعزعه أركان دينه وإبعاد امته عن قيم الدين الاسلامي .وهذه القنوات  مدعومه اساسا من الكيان الصهيوني .
قالت أوساط فنية عالمية إن سلطات الاحتلال الصهيوني  تستعدّ لإطلاق أولى قنواتها الإباحية الخاصة للوطن العربي. و أضافت أن الجديد في الموضوع هو أن القناة  التي يُقال إنها تابعة للباقة  الاباحيه المعروفة  (( بلاي بوي )) ستكون عربيّة إدارتةَ و مضموناً و موجّهة للعرب.
و ذكرت المصادر أن تل أبيب نشرت إعلانات في الجرائد المحلية تعلن فيها عن طلبها لفتياتٍ عربيّات و (إسرائيليات) للعمل في القناة الجديدة كمقدّمات برامج.
و بحسب هذه المصادر فإن تل أبيب ستلجأ إلى الحيلة لبث هذه القناة عبر الأقمار الصناعيه العربيه ((نايل سات وعرب سات)) ببث هذه القناة بطريقه غير رسميه داخل اطار القنوات العربيه.  الى جانب القنوات التي تنشر  السحر والشعوذه  الى عقول المشاهد العربي .
من ناحية اخرى من الغريب  ان  نعلم ان هناك اكثر من 500 قناه اباحيه يملكها رجال اعمال عرب في اوروبا يلقون كل الترحيب والتسهيلات من السلطات الاوروبيه لبث هذه  القنوات الى الوطن العربي .فوالله ان هذه القنوات لا تبث  الا سموم الى المشاهد العربي المسكين الذي اصبح البعض منهم اليوم يعتقد ان هذه هي احدى مفاهيم الحريه الاعلاميه, وشئ اصبح خارج عن السيطره حتى عن الحكومات لرقابة ما تبثه تلك القنوات في ظل الحريه الاعلاميه .إن الذي يساعد على نجاح هذه القنوات هو الوسط الاعلامي العربي اللارقيب.الذي لا يهتم بما تبثه هذه القنوات من برامج الا من الناحيه الماديه و التجاريه.
قد يقول البعض من الناس ان انتشار هذه الفضائيات هي حريه اعلاميه في ظل العولمه التي تسود العالم والتي اقول برأيي انها حريه بلا سقف ولا حدود انسانيه ولاحدود اخلاقيه, وينطبق على هؤلاء قول الله عزوجل.
((إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في اللذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة)).  .اخرون يرون انه يجب احترام قيم المشاهد العربي واحترام دينه ومعتقداته .     ولكن المؤسف ان الاغلبيه من فئه الشباب اصبح فاقد للهويه الاسلاميه والعربيه وإمعه في تركيب الرأي والشخصيه الذاتيه لنفسه .فهو ليس له اعتقاد ولا فكر. لان واقعنا المر  يثبت ان  اغلب شبابنا وبناتنا اصبحوا مُفرغين من الفكر السليم والالتزام الديني  والهويه الاسلاميه . وايضا بسبب فهمهم   للحريه بشكل مغلوط .وهذا هو ما يجعلهم صيدا سهلا لمثل هذه القنوات اللاخلاقيه والهابطه والتي توجههم بدورها الى الهلاك بتيسير سبل الانحراف  . فهذه القنوات تستقطب الشباب لمشاهدتها وذلك  عن طريق وضعها البرمجي المُسيس في وقت الذروه والوقت المناسب والمتاح لمشاهدتها من قبل الشباب بشكل اكثر كثافه .
فأين ياترى  دور الحكومات من حيث إقرار قوانين وشرائع اعلاميه تحكم وتسير وتراقب المواد والبرامج  الاعلاميه في جميع القنوات من اجل الحفاظ على قيم وثوابت مجتمعاتنا من العبث الاخلاقي ؟
علماً أن البلاد العربيه هي الوحيده في العالم التي يخلو كيانه الاعلامي من التشريعات المنظمه وتعيش في فوضى اعلاميه شديده .
أم ان بعض الدول العربيه لا تجتهد الا في منع و سن قوانين عجيبه  ضد القنوات الدينيه التي تحاول ان تعالج ما افسدته تلك الاباحيات في مجتمعنا ولو قليلاً .
كما ان للحكومات دور ونصيب في المسؤوليه فإن النصيب الاكبر يقع على عاتق الاسرة وولي الامر من الأب والأم.
فأين دورهم في  الرقابه على مايدخل البيت من سموم تلعب وتعبث وتستبيح بأفكار وعقول وأخلاق ابنائهم ؟
وأين هي المسؤوليه الاجتماعيه للاعلام ؟
اليس علينا كمسلمين وعرب مراجعه ثوابتنا والتمسك بها خوفا من الانحطاط الاخلاقي على امتنا وشبابنا وبناتا والانحطاط الإعلامي العربي .
اليس علينا  العمل على تنظيم الاعلام وتوظيفه التوظيف السليم الذي يخدم  ديننا ومجتمعنا واوطاننا.    
فلا نتسائل تعجباً يوما ما اذا ما اصبحنا مجتمعا  اباحيا لاأخلاقي  يستمد ثقافته من القنوات والبرامج والافلام والاغاني والكليبات  الهابطه اللاخلاقيه بدلا من القرآن والسنة و الاخلاق.

JoomShaper