خضر عبد المعطى خضر*
لقد أكرم الله العاملين للإسلام من حركات ومؤسسات وقادة ورموز ودعاة مثالا طيبا وقدوة صالحة أرادها الله تعالى لتكون في قلب أوروبا وفي السويد تحديدا حيث الرابطة الإسلامية في السويد والتي عملت منذ أكثر من ثلاثين عاما على الحفاظ على هوية المسلمين في الغرب وتوطين أجيالهم في بلاد أوروبا بما تعنى كلمة المواطنة عند المسلمين والتي تجعل من المواطن صالحا مصلحا يحرص على وطنه كحرصه على عقيدته والدفاع عنه والنصح لأهله واجب وأمانة وتوجيه دفة سفينته إلى بر الأمان لكل راكب في هذه السفينة من أبناء المجتمع على اختلاف معتقداتهم طبعا ملتزمة في ذلك الإتباع المنضبط للمنهج الإسلامي الوسطي المعتدل الواقعي الشمولي العالمي الذي هو قارورة دواء لكل داء في كل الأزمان والأرجاء (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
إن تطور العمل المؤسسي الإسلامي الأوروبي في هذه الرابطة والذي عايشت جزءا كبيرا منه -من خلال دعوات كريمة منهم للمشاركة في مناشطهم المتنوعة- جعلني أقرر وباحترام شديد أن هذه المؤسسة تعطى للعاملين في أوروبا بل والعالم الإسلامي جملة من الدروس المهمة والجديرة بالنظر والبحث والاقتداء منها:
إفراز قيادات شبابية
ولنبدأ من آخر أخبار الرابطة حيث تم اختيار رئيس الرابطة الجديد من شباب الجيل الثاني حيث لم يتجاوز عمره الخامسة والعشرين وهو من شباب السويد المسلمين الواعدين يعيش هو ووالديه في السويد وجده في ألمانيا، يحمل الجنسية السويدية والعقيدة الإسلامية والهم الإنساني منذ نعومة أظفاره والتي ما تخلت عن نعومتها بعد هذه التجربة الرائدة وغير المسبوقة في أنظمة العصر الحالي ومؤسساته أو الآونة الأخيرة على ساحة العمل الإسلامي المؤسسي جديرة بالاهتمام والنظر.
فلم نسمع عن انتخابات حرة أفرزت شابا أو عن كبار وزعماء سلموا قيادتهم أو رمزية القيادة ومقعدها لشاب من شبابهم فضلا عن تمسكهم بكراسيهم لأسباب مختلفة فقد تكون عند بعض القادة خوفا على مصالح العمل نفسه لقلة ثقتهم في غيرهم على الإطلاق وهي عند رؤساء وزعماء الدول خوفا على الكراسي وحرصا على المطامع التي لا تنتهي إلا بالموت الطبيعي أو الاغتيال أو الثورة الشعبية التي بدأت تدب في شعوب المنطقة بعد طول الكبت والظلم وملل الوجه الواحد الكئيب.
ويظل الرئيس قابعا لسنوات وصلت إلى قرابة الأربعين عاما أحيانا و فوق ذلك يسند بقية مناصب الدولة للأقرب إلى سنه وعقليته من المتواطئين معه على سلب الغير حريته وتعطيل طاقاته وحبس إمكانياته والقضاء على طموحات شبابهم.
الظروف الصحية قبل أن يتصدر الشباب
إن إفساح المجال للتجارب الشبابية مطلب ملح في العصر الحديث ولست معه على إطلاقه إلا إذا توفرت له الظرف الصحية الضامنة لنجاح التجربة فأنا أحترم هذه المبادرة وأشجعها وأشجع العمل على تكرارها لما في شبابنا من حيوية فكر ونضارة تصور وإدراك لواقع المرحلة وحاجاتها، وابن القيم رحمه الله يقول:"إن من صحيح الشريعة أن نعرف الواجب والواقع ونزاوج بينهما".
ولكن الشباب في حاجة إلى حسن إعداد ليرتقوا إلى مستوى المهمة التي تنتظرهم والتي سيتحملونها ويجب تربيتهم على خصائص إضافية لخصائص الشباب المعتادة، فتبقى خصائصهم المعروفة المطلوبة ونضيف عليها بعضا من صفات المسئولية ولوازمها، كالحكمة وعدم التسرع واحترام المشورة والانتقال من الصبر على المرحلة إلى الصبر على بعد الغايات والتربية على غلبة النفس والبعد عن المطامع الفردية والحرص على سلم الأولويات وتحرى المصالح المعتبرة والموازنة بين الأضرار المحتملة وسد الذرائع قبل جلب المنافع، والتدريب على شم رائحة الفتنة ووأدها في مهدها والاستعانة بالله على تفاديها والنجاة من شرورها.
وهذه المعاني تحتاج إلى تربية طويلة للشاب والجدير بالذكر أن الرابطة الإسلامية في السويد تؤكد على تعمدها تربية شبابها ومنهم رئيسها الحالي وأمثاله على هذه المعاني - وأمثاله كثر ولا يقلون عنه شيئا وكلهم يصلح لهذه المهمة بفضل الله تعالى- فالسابقون في العمل يعدون الشباب إعدادا متعمدا واعيا لهذه المهمة وذكرني هذا بالصحابي الشاب الصغير الذي انتدبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لمهمة شاقة وهى توصيل رسالته إلى مسيلمة الكذاب وفيها: من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب.
إنه حبيب بن زيد بن الخطاب الذي ضرب أروع الأمثلة في الحوار والثبات على المبدأ والاستعلاء على التعذيب والإغراء واحتفظ بهويته ورفض الاعتراف بنبوة مسيلمة المزعومة كذبا حتى قطعه مسيلمة بسيفه شطرين.
ولما وصل خبره لأمه نسيبة بنت كعب رضي الله عنها قالت: والله ما أعددته إلا لهذا ووالله لقد بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفه لا تكاد تظهر في كف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأذكر قول ابن سيرين طيب الله ثراه حينما أرادوا أن يولوا أحد تلامذته ولاية فقالوا له: أين نرسله؟ فقال: أرسلوه حيث شئتم لتجدنه أقربكم لله وأملككم لنفسه.
إنها التربية وحسن الإعداد والاهتمام بالأشبال والزهراوات الذين سرعان ما تجرى بهم الأيام لتسلمنا فتيانا وفتيات وينشأ ناشئ الفتيان فينا.. على ما كان عوده أبوه
سددوا وقاربوا
نعم لا أنصح المؤسسات في أوروبا بتكرار هذه الظاهرة والمسارعة بالاقتداء بها لمجرد مواكبة الغير أو صحة الخطوة من حيث دلالتها و ضرورتها، وخاصة عند المؤسسات التي ينقصها الكثير من مقومات نجاح هذه الفكرة فاستمرار المسير بعد هذه الخطوة أهم من الخطوة نفسها ومن يتعجل لمجرد المعنى الرمزي فلن يحصد إلا الفراغ والخواء أو الانحراف بالمؤسسة وأفكارها ومبادئها أو على الأقل إهمالها والاستهتار بقيمتها وأصولها.
فإذا صدر الحدث بغير إعداد كانت العواقب وخيمة وإذا صدر وسط خلافات وأطماع وتطلع الكثيرين من الأكبر سنا لمكانته واستكثار البعض هذه المكانة على الشاب فلن تنجح تجربته، فإن لم يكن له أعمام وأخوال وإخوة كبار وأخوات يساندونه وينتظمون معه في منظومة متناغمة عنوانها (سددوا وقاربوا)، (المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى) فلن يتقدم ولن ينجح وإنما سيقاوم هذه المشاكل والمعضلات وهو على غير قدرة للتصدي لآفات الماضي وأطماع محبي الرياسة والمستهينين بالفتن بل العاشقين لجوها وعفن رائحتها.
وإن لم يكن له من أساتذته ومشايخه العون والمتابعة والتوجيه وحسن النصح والتشاور فلن يتابع الترقي وإن تقدم فتقدمه فيما يجيده وإنتاجه سيكون محصورا في مواهبه وما يحسنه وهو جهد الأفراد الذي يجب أن يذوب في جهد المؤسسات والجماعات وهذا ما قاله الأولون المخلصون حين كان يطلب منهم ترشيح من يخلفهم (اختاروا أضعفكم وسيكون بكم أقواكم) وربما يصدم الشاب بنفوس كان يحسبها معاونة متجردة فيصطدم بضعف البشر وينسى أنه لا يؤمن على حي فتنة، هذا إن لم يكتسب من هؤلاء المتصارعين أدبيات التصارع ويستأسد ليحافظ على ما وصل إليه من بين أنيابهم فينحرف عن مهمته وما نأمله من نجاح التجربة .
إننا نريد أن نتابع الخطوة بعد الخطوة متقدمين لا أن نخطو ثم نتوقف أو نتراجع، وقد قال الأستاذ محمد الغزالي رحمه الله "جهد المرسلين لابد أن يبذل في متابعة الترقي لا في مقاومة التدني".
فلنتريث فإنني رأيت رئيس رابطة السويد بين أعمامه وأساتذته وشيوخه لم يتخل أحد عن عمل من الأعمال وإن دنت ولم يختف أحد من الصورة والتكليف وإخوانه الذين يصلحون جميعا لتبادل الأماكن ويبادرون بحسن النصح و جميل الشورى كلهم حوله ولكل عمله ومسئوليته ولا نزكى على الله أحدا.
في مثل هذه الأجواء يكون تصدير الشباب وعند عدم اكتمالها فليكن من الأفضل أن نتجه للتربية وإعداد أنفسنا لهذه الخطوة وإعداد الشباب ليكونوا أهلا لهذه المهمة وليعيدوا للإسلام صورة الأفذاذ والقادة من الشباب والمصلحين والمجددين والقادة على مر الأزمان والذين هم من الشهرة بمكان فلا يحتاجون أن نذكرهم للقارئين الكرام.
الشمول والتنوع
وكذلك من أسباب النجاح والخطوة المباركة التي صدرت هؤلاء الشباب وجود تنوع في العمل الإسلامي وأهدافه وبرامجه بما يتناسب مع شمولية الإسلام للمكان والزمان والأفراد والجماعات فعلى مستوى الأفراد رأيت بنفسي التنوع البشرى والعرقي في الرابطة الإسلامية في استكهولم فرئيسها الشاب تسلم الرياسة من صومالي قبله والصومالي تسلمها من تونسي والتونسي من مغربي والمغربي من سوري والسوري من فلسطيني وكلهم تجمعهم السويد الوطن والجنسية وهكذا العمل للجميع والقيادة للأصلح ولمن اجتمع عليه الناس بغير تربيطات حمقاء ولا عصبيات عمياء إنما هو التجرد للفكرة بل ونكران الذات (ولا تزكوا أنفسكم).
فذات مرة انتخبوا رئيس الرابطة في استكهولم إريتريا وعندما أعلنوا فوزه في الجمعية العمومية بحثوا عنه فوجدوه في المطبخ يعد الطعام لإخوانه الحضور على كثرتهم ولم يقتصر التنوع في مقاعد القيادة وإنما في كل التكليفات وهى هكذا تكليفات مغرم لا مغنم فيها اللهم إلا سعادة المسلم المخلص بين إخوانه وفي تحقيق ذاته المسلمة بالعمل الصالح ثم أجر الآخرة (والآخرة خير وأبقى) ففي الرابطة كل الجنسيات العربي والصيني والهندي والباكستاني كما فيها السوداني والصومالي والإرتري والقوقازي والألباني وطبعا السويدي.
ثم هنالك المرأة فليس العمل حكرا على الرجال بل للمرأة أدوار فعالة في الرابطة من القيادة إلى الإدارة والتدريس فهي حاضرة في الدورات والمخيمات والرحلات والمؤتمرات مشاركة ومنظمة وصانعة قرار.وتجد البرامج تشمل كل الفئات وتتوجه لاحتواء الجميع من الأطفال والأشبال والزهراوات بجانب برامج الشيوخ والكبار.
وتتنوع البرامج بحيث تشمل الإسلام بكل أوجه الإصلاح التي يدعو إليها فلا تنحصر نشاطاتها على العبادات والخطب والدروس والمواعظ أو بعض التظاهرات في المناسبات والمصائب بل تنوعت وشملت كل مناحي الحياة فترى الاهتمام بالصوفية الحقة ونهج السلف الصالح وأتباع السنة بلا ابتداع وتجد النشاط الرياضي والفرق الرياضية والجوالة والكشافة والعائلة الواحدة في الاهتمامات الاجتماعية والمناسبات من أفراح وأتراح.
وتجد المدارس والمعاهد العلمية المتطورة المتقدمة فهي رابطة علمية رائدة ولم يفتها الاقتصاد والانشغال به وقد بلغت اهتماماتها السياسية أن شاركت في الحياة السياسية السويدية بكل أمان واعتدال حتى وصل رئيس الرابطة السابق إلى عضوية البرلمان السويدي لدورته الحالية.ولم تنس الرابطة المجتمع المسلم الأوروبي فخرج من أبنائها ورئيس سابق من رؤسائها إلى اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا ليثق فيه رؤساء الروابط والمنظمات فيرشحونه رئيسا للاتحاد لدورتين متتاليتين المنصرمة والحالية.
ويتواصل إنتاج الرابطة في رعاية قضايا أوروبا قاطبة فترسل إمام مركزها العام لعضوية التجمع الأوروبي للأئمة والمرشدين والذي وضع فيه أعضاء جمعيته العمومية من أئمة أوروبا ثقتهم فانتخبوه رئيسا للتجمع لدورته الحالية.
وتتميز الرابطة بأن هموم المسلمين في العالم في بؤرة اهتمامها فهي تدعم قضايا المسلمين العادلة من خلال نظرية الجسد الواحد الإسلامية و(من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) فهي حاضرة وداعمة للمسلمين في العالم كله تعيش مشكلاته وتدعمه بما تكفله لها القنوات الشرعية والإنسانية و القانونية.
اندماج تذوب فيه العصبيات
إن للمسلمين من أصل سويدي تواجدا واسعا وطيبا بين إخوانهم من أصول أخرى بصورة تعكس الاندماج الذي يدعو إليه الإسلام و الذي تذوب فيه العصبيات والتعصب وتعلوه الآية الكريمة (إنما المؤمنون إخوة) والمقولة العمرية التي قالها عمر عن عمير ابن وهب عندما أسلم ونطق الشهادة وقد كان يكره أفعاله: "عندما قالها كان أحب إلى من بعض أبنائي".
وعندما أسلم ثمامة بن أثال قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه :"علموا أخاكم" وهكذا قامت الرابطة بالاهتمام بكل مسلم سويدي والعمل على تعليمه، فشملتهم البرامج والأنشطة والاهتمام التربوي التدريجي على الإسلام الشامل المعتدل بل والمقاعد الأولى في صناعة القرار وإدارة اللجان والأقسام. فتجد نضارة الإيمان تعلو وجوههم وحسن الفهم للدين يطمئنك على مستقبله في بلادهم فهم سفراء الإسلام بلسان قومهم وخلفياته الاجتماعية والتاريخية ووحدة العادات والتقاليد الأوروبية.
احذروا الإسلام العشوائي في أوروبا
وهنا يجدر بي أن أحذر من انتشار ظاهرة الإسلام العشوائي بغير توعية ولا برامج دعوية ولا منهج تدريجي في التربية وأولويات التعلم القائمة على أصول الإسلام الصحيحة وهى ظاهرة انتشرت أخيرا على يد شباب نحسبهم صادقين لكن العاطفة عندهم وفي خطابهم أسبق وأغلب بل ربما تكون هي عدتهم الأولى ثم التمسك بالفروع قبل الأصول وعدم ترتيب أولويات الشاب المسلم حديثا من حيث أهمية العلم الضروري الذي ينبني عليه عمل وصحة اعتقاد وسلامة عبادة من الذي لا ينفعه تعلمه ولا يضره الجهل به ولا ينبني عليه عمل.
فعلى المؤسسات أن تنظر باهتمام شديد إلى هذه الظاهرة محاولة ترشيدها باحتواء هؤلاء المسلمين الجدد والصبر عليهم والتدرج في تعليمهم ببرنامج تدريجي شامل.
ولا شك أن هؤلاء سيكون لهم دور كبير في مواجهة الاسلاموفوبيا وغيرها من الهجمات وبتضافرهم مع إخوانهم وأندادهم من الجيل الثاني والثالث من مسلمي أوروبا سيغيرون الصورة السيئة التي خلفها الجزء السيئ من تاريخ المسلمين الذين هاجروا إلى أوروبا بهجرات عشوائية للبحث عن الأمان ولم يكن لهم حظ من علم ولا تدين لظروفهم في بلادهم المغتصبة أو المقهورة فأساءوا وأضروا بالمجتمع الأوروبي وخاصة في زيجاتهم وعدم توافق الطباع بين الزوجات وعدم التزام المسلم المهاجر بواجبات الدين ووصاياه فكان فسادهم واضحا والإسلام بريء من تصرفات هؤلاء فالإسلام يعرف من منهجه (القرآن والسنة)لا في تصرفات أفراده فالبشر يصيبون ويخطئون.
أوروبا والاعتراف بالإسلام
من الدروس المستفادة أيضا من هذه التجربة عقلانية دولة السويد التي فرضت احترامها على أبنائها من المسلمين والمهاجرين إليها المستوطنين بها فهي تتعامل بعدالة مطلقة بين من هو من أصل سويدي وغيره وتعمل سيادة القانون في كل ظروفها بلا استثناءات وتصبر صبرا متعقلا على بعض مخالفات المستهترين والمسيئين لأنفسهم وللإسلام فيها وفي الوقت نفسه سارعت واعترفت بالإسلام كمكون من مكونات الوطنية فيها ودين رئيسي في التعددية الدينية والمذهبية في السويد وأوروبا فمسئولوها يزورون المراكز الإسلامية وينتهجون سياسة التقدير لجهود المعتدلين والنافعين ويدعمون الأنشطة التي تساعد على الاندماج الصحيح مع احترام خصوصيات المعتقدات الدينية وتقديرها بل وتشهد الساحة الأوروبية التزاما ملحوظا في العادات والتقاليد وأدبيات المجتمع السويدي المحافظ الهادئ اللطيف.
وهذه ظاهرة يجدر بالأوروبيين جميعا شعوبا وحكومات أن يقتدوا بها فالاعتراف بالإسلام حق للمسلمين ثم هو حماية لأوروبا من تيارات الانحراف و"الإرهاب" فعلى أوروبا أن تقوم برعاية المراكز الإسلامية وأئمتها ودعم برامجها واحترام مسئوليتها وخصوصية عقيدة المسلمين وشرائعهم الدينية والتي هي حق لكل إنسان ولا تصطدم مع أية قوانين أوروبية وهم بهذا يضمنون استقرار المجتمع الأوروبي كله.
فالتغييرات التي طرأت على أحوال المسلمين وتوبة الضالين منهم وعودة الشاردين إلى تعاليم الدين الصحيح كل ذلك يرجع إلى التواجد الواسع للمراكز الإسلامية والأئمة المعتدلين منهم خاصة وأظن أن الإحصاءات الحديثة لظاهرة انحراف بعض المسلمين ستؤكد انحدار الرسم البياني بشكل كبير في السنوات العشر أو الخمسة عشرة الأخيرة.
ففي الرابطة الإسلامية في السويد مثلا الإمام يحمل درجة الدكتوراه ويتحدث بلسان سويدي فصيح ويعالج قضايا الوطن في خطبه ويتصدى للانحراف والفكر الإسلامي المغلوط بكل جرأة وواقعية وقد استمعت إلى خطبة له عقب الحادثة الأخيرة المؤسفة في ديسمبر 2010 ورأيت هجمته على "الإرهاب" الأعمى والفهم الخاطئ للإسلام ونصوصه.
بل ويعتمد المركز العام للرابطة باستكهولم اللغة السويدية لغة للتخاطب والتعليم والتدريس وهذه صورة اندماج وتعايش جديرة بالاحترام والدراسة والتعميم الواعي في ربوع أوروبا.
كيف نعرف الواقع والواجب ونزاوج بينهما؟
- التفاصيل