سحر فالح سمارة - الطيرة
هل العلم والثقافة سلاح سلمي لولادة أجيال صاعدة على نحو صحيح أم بداية لعالم البطالة؟، مع تغير المفاهيم والايدولاجيات حول هذا الكون ،اخذ مجتمعنا العربي بالطور والوعي أيضا بدا أبناء وبنات مجتمعنا الزاهر بأخذ العلم كسلاح سلمي في شتى العالم ، أصبحنا نلاحظ طلاب عرب الداخل بانتشار في أنحاء العالم باحثين عن فرص اكثر للعلم والتطور وهذا ليس من منطلق الهروب من العقبات الناصبة لقبولهم في جامعات البلاد بل من اجل كسب تجارب ومعرفة اكثتر على الصعيد المهني، النفسي والاجتماعي. عوامل مختلفة أخذت تؤثر عليهم في اختيار مكان الدراسة , رمق مستوى الجامعة والمسار التعليمي . لهذا عدد أفواج الطلبة الخريجين من المملكة الأردنية الهاشمية أصبح لا يعد ، لا بل أصبح من المستحيل منع هذه الظاهرة وذلك لايجابيتها .
أطباء, صيادلة والكثير من المواضيع العليمة والأدبية أصبحوا ينتمون للأردن من حيث الشهادة الجامعية وخاصة اللقب الأول منها وإنني لواحدة منهم.
حسن المعاملة , الطيبة , الاحترام وبالتأكيد العلم من المستوى العالي (علما أن جامعات الأردن تعد من أعلى المستويات في الشرق الأوسط) يقدم لكل طالب من عرب الداخل
وهكذا يودع كل خريج منا عمان بقوله وداعا للجهل ونعم للنور، العلم والمسار الأفضل، ومع عدم نسيان شكر الملك عبد الله الثاني على جهوده الثمينة لمنح فرصة العلم لنا فلتبقى أراضي وديار الأردن عامرة في العلم والصحة والأمان والسلام.
في حين عودة طلابنا لبلادهم لممارسة مهنهم حسب القوانين والقواعد المنصوصة هنا طلاب الصيدلة يصابون في الإحباط التام وذلك بعد بذل أقصى جهودهم لكسب علم الأدوية خلال السنوات الطويلة يفرض على كل طالب باختيار فترة التدريب (الستاج) بأنفسهم في أي صيدلة في أنحاء البلاد ومن هنا أخذت البطالة تعانق كل خريج صيدلية. سوق العمل يقفل أمامهم وبالذات لذالك هؤلاء المواطنين العاديين في عدم وجود فرصة للتدريب.
إنني كخريجة صيدلية اواجه هذه الظاهرة والكثير من الزملاء وذلك عندما بدأت محاولاتنا لإيجاد الستاج للأسف أصبحت الواسطة والفساد يسيطر على هدا المكان الإنساني "الصيدلية" المكان من حيث يتلقى كل إنسان فرصة لمحاربة امراضه وللكسب للحياة أفضل وأطول ، هذا هو الحال في اغلب صيدليات البلاد.
بدأت محاولاتي ومحاولات الآخرين منذ سنوات لإيجاد الستاج وكانت كل حين تنتهي في الفشل وذلك في قولهم لنا "نأسف يوجد لدينا متدرب ويوجد أماكن محجوزة للكثير"، والحقيقة المرة كانت وراء هذه السطور ، من منا يوجد له أقارب في ذلك المكان يقدم لهم الفرصة على طبق من ذهب من دون اخذ في الحسبان تساوي الفرص والمساواة والأولية فانني أخاطب هؤلاء أصحاب الضمير الواعي صيادلة مجتمعنا … لا يحق لنا منع الطفل من جهله في حين يزداد جهل صيادلة مجتمعنا العربي، وانتم يا أبناء وبنات مجتمعي ومدينتي ، فهل نحاول زيادة موضوعيتنا للأمور.


JoomShaper