لها أون لاين
المخاطر لتي تهدد البلاد الإسلامية في وقتنا الحاضر ليست جديدة، والمؤامرات لم تتوقف ساعة واحدة لهدف الإجهاز على أي شيء يتحرك نحو انعتاق الأمة وخلاصها من واقعها،  لكن المثير للانتباه اليوم هو هذا التراكم الإيجابي للوعي في ذهن الشباب، والرفض البين لاستمرار بيع البلاد وتسليمها للأعداء.
هذا من جوانب النهضة التي أفرزتها وسائل الاتصال وجهود المؤسسات الفكرية الحرة على حداثة نشأتها وضعف إمكاناتها بتوفيق من الله عز وجل وتيسيره.
المعركة اليوم لا تحسمها القوة المسلحة كما شاهدنا من خلال البث المباشر للأحداث في كل مكان، وثبت لنا أن قوة الإرادة ووضوح الأهداف وسلامة المقاصد وبذل الوسع والصبر كفيل بتغيير موازين القوى. لقد أجهض عشرات من الشباب مؤامرة لإفساد المرأة في كينيا قبل سنوات؛ بفضحهم لمخطط إقامة مؤتمر للأمم المتحدة، فنشروا الوعي في أذهان الناس فسقط المشروع.  واليوم يجهض المئات ومن ورائهم الملايين مشروعات إفساد كبرى؛ متسلحين بالوعي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبغي والعدوان.
إن استمرار المناصحة المكتوبة وتوالي البيانات الكاشفة لأوضاع البلاد المختلة مع خارطة طريق لإصلاحها هو من الجهاد في سبيل الله، أخذاً في الاعتبار ظروف كل بلد وثقافته ووضعه الاجتماعي والسياسي. 
فالوسيلة المناسبة لإصلاح بلد قد تكون ذاتها مدمرة ومؤخرة لمشروع الإصلاح في بلد آخر، وهذا من السياسة الشرعية التي يجب أن تراعى وتدرس من قبل العقلاء والحكماء، وألا يترك الأمر للعواطف والأمنيات والنيات الصالحة فحسب.
إن الاستمرار في فضح مخططات الأعداء الصهاينة والروافض والمنافقين وغيرهم وتقريب ذلك لأذهان عامة الناس بكل وسيلة ـ والصبر على ذلك ـ يعد أكبر أسباب الإصلاح مهما استعجل الشباب وضغطوا.
وإن التواصل مع العلماء ومكونات المجتمع من مثقفين صالحين وخبراء وحكماء، والتواصي على نشر البيانات الطيبة التي ترسم لولاة الأمر طريق الرشاد دون خوف وبكل مسؤولية والضغط لإقامة الندوات في أوساط الطلاب هو صمام الأمان والحيلولة دون انفجار الأوضاع وتجليها عن ظروف لا يمكن التنبوء بمآلاتها.
إن الواجب اليوم يحتم أن نقول بالصوت العالي:  إن على الأمة أن تجتمع لحل مشكلاتها، وأن تتكثف اللقاءات لإخراج بلادنا من عنق الزجاجة ودلالتها على الطريق الصحيح وهي في مفترق الطرق. وإن على إعلامنا أن يعيد النظر في سياساته التي ثبت فشلها، وإن كانت المؤشرات تدل على أن قوى الإفساد فيه لا تريد إلا جر الأمة إلى الهاوية، لكنهم سيفشلون بإذن الله، والله حسبنا وهو نعم الوكيل.

JoomShaper