روعة معاز/الجماهير
أضحت ظاهرة أطفال الشوارع في دول العالم الثالث من الظواهر التي تثير قلق المجتمعات خصوصاً أمام تناميها وازدياد عدد أطفال الشوارع يوما بعد يوم .
في الغالب لا تخلو أي مدينة عربية من أطفال في حالة يرثى لها تجدهم في مواقف السيارات وقرب المطاعم ... على الأرصفة وفي الحدائق ... لا ملجأ لهم ولا مسكن فهم معظمهم للأسف ينحرفون فيتعاطون التدخين والمخدرات بل الكحول أيضاً وقد تطور الأمر ليصل إلى حد الإجرام في عدد من الحالات ولا أحد يستطيع أن يلومهم لوما مباشرا فهم ضحايا قبل أن يكونوا أي شيء آخر .. ضحايا عوامل مجتمعية واقتصادية لم ترحمهم ولم تترك لهم فرصة للخيار أمام صعوبة الظروف التي يعيشونها .‏ أسباب الظاهرة‏
1- الطلاق: نستطيع اعتبار الطلاق من الأسباب الرئيسية لاستفحال هذه الظاهرة ذلك أن افتراق الوالدين يعرض الأبناء للتشرد بالضرورة ويكفي أن نعلم أن 90% من أطفال الشوارع لديهم آباء وأمهات إما أب أو أم فهم ليسوا لقطاء هؤلاء الأطفال نستطيع تقسيمهم إلى ثلاثة أنواع:‏

أطفال يعيشون بين الشارع والبيت .‏

أطفال يشتغلون بالشوارع وأغلبهم يحققون دخلا لا بأٍس به .‏

أطفال يتعرضون للاستغلال البشع من طرف الشارع إما عن طريق تشغيلهم في ظروف صعبة أو عن طريق الاستغلال الجسدي‏

2- الفقر: بسبب عدم كفاية أجرة الأب مثلا مما يؤدي لدفع أبنائه للعمل بالشارع .‏

3- المشاكل الأسرية: فالأطفال حساسون بطبعهم وكل توتر يحدث داخل البيت ينعكس سلباً على نفسية الطفل الهشة فيجد بالشارع ملاذا لا بأس به بالنسبة لما يعانيه .‏

4- الانقطاع عن الدراسة: ذلك إن كل أطفال الشوارع هم أطفال لم يكملوا تعليمهم لسبب أو لآخر حيث يصبح وقت الفراغ أطول والآفاق المستقبلية أضيق فينضمون بالتالي إلى قافلة التشرد .‏

النتائج:‏

لعله من العدل أن نقول دون حذر إن نتائج هذه الظاهرة هي نتائج خطيرة وخطيرة بالفعل ولها تأثير كبير على المجتمع ككل وخصوصاً هذه الشريحة التي يفترض إنها تمثل أجيال المستقبل ويمكن أن نلخص النتائج فيما يلي:‏

الانحراف:‏

إن خروج طفل في العاشرة من عمره مثلا إلى الشارع سيؤدي به حتما إلى الانحراف خصوصا عدم وجود رادع فهو لن ينجو بالتالي من إدمان السجائر والكحول والمخدرات رغم سنه الصغيرة .‏

الأمراض:‏

إن وضعية هؤلاء الأطفال متشابهة فكلهم يبيتون في الشوارع حيث يكونون عرضة لكل التقلبات المناخية من برد شديد أو حر شديد أو حتى ريح عاصفة مما ينتج عنه أمراض مختلفة ليس السل والسرطان بأولها ولا آخرها .‏

الإجرام:‏

فنحن لا ننتظر طبعاً من طفل أن يدرك الصواب من الخطأ وهو محروم من التربية ومحروم من المأكل والملبس هكذا يتعاطى طفل الشارع للسرقة وقطع الطريق على المارة بوسائل مختلفة .‏

التسول:‏

وهو أيضاً وسيلة أخرى من وسائل تحصيل الرزق بالنسبة لهم فتجدهم عند إشارات المرور ومواقف السيارات وقرب المطاعم يستجدون المارة علهم يحظون بلقمة تسد رمقهم .‏

الاستغلال الجسدي والجنسي:‏

وهذا جانب خطير جداً حيث توجد بعض المافيات سواء أجنبية أو عربية تقوم باستغلال هؤلاء الأطفال عن طريق تشغيلهم بأثمان بخسة أو استغلالهم جنسياً .‏

الحلول والعلاج:‏

إن الحلول تتمثل في القضاء على الأسباب التي ذكرناها سابقاً لكن تجدر الإشارة إلى أن جمعيات رعاية الأطفال في وضعية صعبة تلعب دوراً هاماً وقيماً في استئصال جذور هذه الظاهرة من المجتمع وذلك في استغلال مواهبهم وقدراتهم العقلية والجسمية والفنية في خدمة الوطن والعمل على تنميتها .‏

JoomShaper