الدستور - رنا حداد
بات الرفيق الذي لا غنى عنه، هو المحمول الذي يبقيهم على صلة مع الاصدقاء والعالم عموما، ويساعدهم في اداء مهامهم وواجباتهم. هو الكمبيوتر المحمول او ما يعرف بـ «اللاب توب».
فقد اصبح من البديهي رؤية المواطن والمواطنة الاردنية بصحبة الحقيبة السوداء، الحافظة لهذا الجهاز والذي يعتبره البعض ممن التقيناهم جزءا من ادواته التي لابد ان يصحبها في حله وترحاله.
على اختلاف الاعمار والمهن «اللاب توب» رفيق كثيرين في الشوارع والمقاهي، في الجامعات والمعاهد وفي غرف المنازل. «اللاب توب «هذا المحمول لماذا وكيف استطاع ان يتسلل الى حياة الافراد بحيث بات كالهاتف النقال والمفاتيح لايخرج احد من بيته الا برفقته ؟؟
طلبة يهجرون المكتبات والمنازل لصحبة اللاب توب
لعل من ابرز الامور الملفتة للنظر في موضوع انتشار «اللاب توب « هو اقبال الطلبة على شراء هذا الجهاز بداعي الدراسة والتواصل الاجتماعي ايضا، ولعل نظام اللاسلكي او الـ ( wireless) الذي باتت مقاهي ومطاعم في المملكة تقدمه ضمن خدماتها للزبائن هي واحدة من الاسباب التي دعت الطلبة خصوصا والمواطنين عموما، بفضلون هذا الجهاز على غيره.
فعلى رأي احمد طبيشات «طالب جامعي» « يقول «احمل جهازي واشبك انترنت مجانا واجلس جلسة هادئة، وادرس، واقوم بعمل واجباتي الوظيفية في جو من الهدوء».
وايدته في رأيها ميسون عبود طالبة جامعية ملتحقة بسكن للطالبات حيث قالت « ان اللاب توب وخدمة نظام اللاسلكي سهل عليها امور الدراسة من حيث اختيار اماكن غير مكتظة، وبينت انها تقضي كاثي ما بين 3-4 ساعات يوميا في احد المقاهي للدراسة باستخدام جهاز اللاب توب».
فيما بين معتصم جادالله انه بات لا يستغني عن جهازه المحمول في الجامعة او المنزل او حتى في اثناء خروجه مع رفاقه والسبب على حد قوله « انه يحتاج لهذا الجهاز للقيام بواجباته الدراسية من ناحية، وللتواصل مع الاهل والاصدقاء واخبار العالم السريعة التغيير من ناحية اخرى».
ساعات امام الشاشة
صاحب مقهى انترنت في المنطقة الاكثار انتشارا لهذه المحلات «منطقة الجامعة الاردنية»، ومن خلال مشاهدته اليومية لهذه الظاهرة قال « اجد ان بعض طلاب الجامعات يأتوا هنا للدراسة الجادة ويمكثوا ساعات طويلة في المقهى يتصفحون الانترنت باستخدام الجهاز المحمول او اللاب توب».
ويضيف صاحب المقهى» نعمل على تزويد خدمة النظام اللاسلكي الذي بات بمثابة خدمة لابد من توفرها والا خسرنا هذه الفئة من الزبائن «. وزاد «بعض الطلبة يقضون ساعات طويلة جدا وبشكل شبه يومي حتى ان بعض الطاولات والزوايا في المقهى باتت معروفة باسماء هؤلاء الزبائن من الطلاب والطالبات».
تفضيل
والدة طلبة جامعيين السيدة اخلاص معروف ارجعت سبب عزوف ابنائها عن الدراسة في المنزل، وتفضيلهم الخروج بالمحمول الى مقاهي تزود خدمة الانترنت الى سرعة هذه الخدمة عنها في المنازل».
واضافت السيدة معروف انها باتت تخشى على ابنائها من رفقة هذا الجهاز المحمول معهم اينما ذهبوا لا سيما بعد ان اطلعت على الانترنت وقراءة ان اشعاعات معينة تخرج من هذه الاجهزة قد تؤثر سلبا على صحة ابنائها».
مخاوف السيدة معروف يخففها الابناء بالتذرع بشاشات الحماية واتباع اسلوب تريح النظر في التعامل مع هذا الجهاز.
وانهت معروف حديثها بقولها « ان الشباب باتوا يسعون إلى مجاراة وتقليد بعضهم البعض في هذا السياق بحيث اصبحت ظاهرة حمل اللاب توب غير غريبة ولا بعيدة عن حتى عن طلبة المدارس».
اللاب توب يولد انعزالية
وان كان الطلبة خصوصا هم الاكثر استخداما لهذا الجهاز الا ان «اللاب توب» اصبح يتواجد كذلك في المتنزهات والأسواق والمطاعم، وان كان هذا الامر بحسب البعض يعتبر تقدما تكنولوجيا وحتى اعلاميا، وصورة حضارية ومشرقة، الا ان البعض اتهمه بانه سبب انعزالية البعض وعدم تواصلهم مع من حولهم.
وبهذا الخصوص قال الاربعيني سعيد عويس، انه ورغم أهمية هذا المشهد بما يعكسه من انفتاح تكنولوجي ومعلوماتي، وكذلك دور هذه الادوات في تعزيز مجالات التواصل، الا ان غالبية مستخدميه من الشباب باتوا يميلون باتجاه العزلة،والتقليل من شأن التقارب الأسري وحتى ما يخص التواصل المباشر مع الأهل والأصدقاء والأقرباء.
ومن خلال مشاهداته قال عويس «الشباب واللاب توب اصبحوا بمثابة حالة متلازمة، شغلتهم عن أقرب المقربين لهم، بل حتى مع من يعيشون معهم في بيت واحد».
وختم عويس رأيه بضرروة ان نقف وقفة جادة للنظر في هذه الظاهرة والتعمق في سلبياتها وايجابياتها على حد سواء».
في حين قالت ريهام نصار «ربة منزل «، انها تعمل على برمجة استخدام ابنائها وبناتها لهذا الجهاز بحيث يكون هذا الاستخدام بمواعيد محددة وظروف مناسبة وألا يأتي استخدامه على حساب الأرتباط الأسري والاجتماعي والمسؤوليات والواجبات بشكل عام «.
اللاب توب صحيا
أفادت دراسة بريطانية حديثة بأن أجهزة الكمبيوتر المحمولة «اللاب توب» قد تشكل خطرا على أجسام الأطفال الصغار.وأشار الباحثون إلى أن الأطفال هم الأكثر تأثراً بالذبذبات الملوثة وبالأشعة فوق البنفسجية التي تشبه إلى حد كبير الأشعة الصادرة عن الهواتف المحمولة التي سبق التحذير منها.
كما وحذر أطباء من استعمال الكمبيوتر المحمول لساعات طويلة لتجنب مضاعفات صحية تؤثر على العمود الفقري والعيون واليدين، كما قد تؤثر على القدرة الإنجابية.
وتزايد الحديث عن المضاعفات الصحية للكمبيوتر المحمول مع اتساع شعبيته وتزايد الحاجة إليه، وحذر أطباء من أن الحرارة المنبعثة من البطارية تؤثر سلبا على عملية إنتاج الحيوانات المنوية وقدرتها على الحركة، بما يعني انخفاض الخصوبة والإصابة بنوع من العقم، خصوصا للأشخاص الذين يضعون الجهاز على أرجلهم لساعات طويلة.
وينصح الدكتور جهاد سمور استشاري واخصائي الامراض النسائية والولادة والعقم، تفادي التأثيرات السلبية لاستعمال الكمبيوتر المحمول وذلك بوضعه على طاولة خاصة، وليس على الأرجل وان يكون الظهر مستقيما ومسنودا مع ضبط ارتفاع الكرسي، بحيث تكون قمة رأس المستخدم موازية لقمة الشاشة، حتى لا يضطر للانحناء خلال العمل إضافة إلى استخدام اليدين في الطباعة، وليس يدا واحدة وإراحة العينين والجسم كل نصف ساعة.
(اللاب توب) في كل مكان .. ظاهرة تنتشر بشكل متسارع
- التفاصيل