الدستور-اسراء خليفات
تعتبر الحفلات احد اهم وسائل النقل التي يستخدمها المواطنون للتنقل بين مناطق مختلفة ومتعددة يقصدونها ذهابا وايابا، وهذا ما يجعل من وسائل النقل منطقة تعج بالحياة، والالتقاء بين بني البشر، واغلبهم غرباء عن بعضهم البعض.
والاحتكاك اليومي بين المواطنين في الحفلات، سهل من مهمة البعض في التطاول والتعدي على حرية الطرف الاخر، خاصة بين بني الجنسين، من حيث التلفظ بكلام يخدش الذوق العام، وهو ما اتفق على تسميته اصطلاحا بـ"المعاكسة" التي تطورت من تلفظ لغوي يخرج من شاب تجاه فتاة، الى تلفظات لغوية تخرج من الطرفين تجاه بعضهم البعض. عيون
أما منال «طالبة جامعية « فتبين ان هناك الكثير من السائقين عيونهم تراقبها دون انقطاع الامر الذي جعلها احيانا تقف في المجمع منتظرة حافلة معينة للركوب لا تحرش بها بطريقة وقحة مثل سائقي الحافلات الاخرى ، ولو أعطيتهم المجال سيذهب إلى مقصد آخر ناهيك عن ركاب الحافلة وما يصدر عنهم من معاكسات. ولان الفتاة تتعرض باستمرار الى المعاكسات و خوفا من الناس تضطر مرغمة إلى السكوت ولكن عندما يزيد الامر عن حده، فانها تسمع ممن يعاكسها كلمات قاسية قد تضطرها إلى ضربه.

كل خمس دقائق
تقول نور «طالبة مدرسة» أتعرض للمعاكسات كل خمس دقائق في اليوم حيث انها اصبحت معتادة على ذلك الامر واصبح كشرب الماء وان لم يحصل في ذلك اليوم اي معاكسة تستغرب من ذلك اليوم مؤكدة ان ما يحصل في الحافلات لا يقتصر على الشباب فقط وانما للفتيات البعض منه فلباسهن المغري واصواتهن العالية اثناء التحدث او الضحك يجعل الشاب ايضا ضحية لتلك الأمور .

وتذكر سوزان بأنه ذات مرة تعرضت هي وصديقاتها للمعاكسات من الشباب و بعض كبار السن على حد سواء في وسائط النقل وباماكن اخرى ، حيث تعاملت مع الكبار في السن معاملة ابوية ، إلا انه فهم هذا الاحترام على أنه إعجاب من نوع آخر ، وفي نفس الموضوع جلست ذات مرة بجانب رجل كبير في الحافلة ما لبثت حتى وضع الرجل يده عليها قائلا لها بصوت خافت أنه معجب بها طالبا ان يصبحا حبيبين ، ومن صدمة الموقف صرخت به وقالت له ‹›هذا تصرف غير مقبول فأنا من جيل بناتك›.› مضيفة بانه بات الامر منافسة بين جميع الفئات حتى الصغار في السن .

للفضائيات دور
يقول حسين جبر « مرشد تربوي « السبب هو انتشار الفضائيات والقنوات التي تبث البرامج الا اخلاقيه ولا اسلاميه و تقدم وسائل التكنولوجيا الحديثة وسهولة انفتاح المجتمع الأردني مع العالم ومشاركة المرأة الرجل في جميع مناحي الحياة أحدث علاقات وتصرفات لم تكن في السابق ولأسباب عديدة ، كما ان القيم في المجتمع الأردني تأثرت بالمجتمعات الاخرى ولكن مجتمعنا لم يتأقلم بعد على التوسع الهائل والذي يشهده العالم وفرص التواصل مع الآخر ازدادت ، وهو ما أحدث تغييرا وربما خللا في بعض الأحيان . ونوه جبر الى ان بعض الفتيات هن من يدفعن الشباب إلى المعاكسة ، فاللباس أو النظرات و»التلطيش» كله يدفع الشباب إلى معاكستها فالغمز والنظرات غير الطبيعية ، لم تقتصر على تعرض الفتيات لها إنما الشبان أيضا.

بطالة
اما الناطق الإعلامي في هيئة تنظيم قطاع النقل البري إخلاص يوسف فتقول: أعتقد أن بعض الشباب و الرجال يفعلون ذلك لأنهم عاطلون عن العمل، وأنفس بعض الناس مريضة، والكبت الجنسي في المجتمع يخلق أناسا شرهين ، وبالتالي أي حركة ليست في مقصدها ستحدث علاقة مع الآخر.

ونوهت يوسف الى عدم ربط هذه الظاهرة بوسائط النقل العام فقط كونها غير محصورة في وسائط النقل العام و إنما موجودة في المجتمع بعمومه فهي منتشرة بالاسواق التجارية والشوارع العامة، فيما المطلوب من المجتمع التصدى لكل هذه المظاهر وعدم مناصرة الشباب او الرجال على الاستمرار بها.

وعن الوضع القانوني تقول يوسف ان قانون الهيئة لا يتضمن اي عقوبات تتعلق بالمعاكسات وانما في الامور التشغيلية فقط منها عدم الوصول الى نهاية الخط او تغيير الاتجاة وامور اخرى، فيما قانون العقوبات الاردني الساري المفعول يجرم ويعاقب كل شخص يقدم على اي فعل يخدش الحياء العام ومن ترغب من الفتيات اللجوء الى القانون بإمكانها تسجيل شكوى ضد اي شاب اقدم على معاكستها .

JoomShaper