علي حسن آل ثاني
الأسرة النموذجية - التربية والتعليم المنودجي - - الأمن الصارم. = عوامل تساعد على حفظ شبابنا وفتياتنا من التخبط والانحراف.
الأسرة بالنسبة للأمة مصدر التغيير وهو دور المفكرين والتربويين وإذا قصر هؤلاء في بلورة المفاهيم والرؤى والغايات المطلوبة للأسرة ستفشل الأسرة في أداء دورها.
وبالنسبة لعدد من المشكلات الاجتماعية التي تعيق في كثير منها أداء الأسرة وفعاليته مثل مشكلة الطلاق، وانحراف الشباب والفتيات وغياب المسائلة ومفاهيم التربية وغياب دور التربية التعليمية وانحصارها في مناهج التعليم فقط من غير تطوير وإهمال وتعسف بعض المعلمين وعدم التعامل مع هذه الفئة العمرية من الطلبة والطالبات بروح المودة والإخاء والصداقة من اجل استقطابهم وإبعادهم عن أجواء الشارع فلن نحصد على شباب قادر العطاء وخدمة المجتمع.
الأسرة هي الحضن الأول للطفل والذي بدوره سيكون المجتمع، والمجتمع يصلح بصلاح الأسرة وينهار بانهيارها، والأسرة هي ثمرة الميزان لسعادة الأمة أو تعاستها، ولا ينجح مجتمع بما حققه من إنتاج صناعي أو تكنولوجي بقدر ما ينجح في تكوين أسرة متكاملة متعاونة سليمة البنيان عفيفة في أبنائها، قوية في أخلاقها محافظة على قيمها ومبادئها وشبابها.
وكذلك التربية المدرسية، إن من يربي الأولاد بجهده لأحق بالاحترام والإكرام من الذين ينجبنهم، فلا توجد مهنة في الدنيا تستحق التقدير والإكبار والوقوف عندها كمهنة التعليم والتعلم، فأنت ايها المعلم القادر على إعداد الأجيال ورجال المستقبل ليقوموا بوظائف المجتمع وينهضوا بحضارة الأمة في جميع المجالات، فأنت الأساس ومرتكز الأمة في التقدم والعطاء.
ورغم التقدم والحضارة والرقي في عصرنا الحالي ووسائل العصر المختلفة والمتطورة وقنوات الاتصال ولبرامج التي تخص الأسرة والتربية الإعلامية وكذلك وجود وعي ثقافي لدى الأسر او على مستوى الإفراد، لكن ما زال هناك بعض المصاعب والمشاكل ذات الأوزان الثقيلة التي تعترض الإنسان في كل يوم، وهي في انتشار ملحوظ.
مشاكل كثيرة تهدد مجتمعنا بالتفكك والانعزال وكذلك عدم ترابط بعض الأسر يبعضها وربما هناك عوامل أخرى يطول الحديث لسردها وتحتاج إلى مجلدات لكي نتحقق من هذه المشاكل. ومن هذه المشاكل تفشي الجريمة والانحلال الخلقي بين إفراد الشباب والمجتمع.
حيث يعاني الشباب في مجتمعنا العديد من المشكلات والمعوقات التي تعيق تقدمهم ومشاركتهم في البناء والتنمية وعدم الاستفادة من قدراتهم ويصبحون هدف سهل للمخدرات والإمراض النفسية والتخلف في التعليم ومن ثم ينعكس على ثقافتهم وعندها يصبحوا فريسة لتلك الإمراض مما يساعد على تفشي الجريمة.
تفشي الجريمة احد الإمراض التي تصيب مجتمعنا.
قد يكون عنصرا الجريمة هوا لتغذية الراجعة للمخدرات بالإضافة إلى جوانب أخرى كالفقر والبطالة والتخلف الدراسي والإهمال الأسري وقلة الوعي وانعدام الأمن وذلك بعد ان فشلت الحكومة حتى هذه اللحظة في معالجتها والحد منها الى نسبة مقبولة بل بالعكس أخذت بالانتشار اكثر بين أوساط الشباب.
وهذا شئ خطير جداً ومهما شكلت اللجان لنشر التوعية للحد من هذه الجرائم وكذلك المجالس الحسينية والمناسبات الدينية فلن تستطيع حل هذه المشاكل الا بردع امني صريح وواقعي ومعقول ووقوف هذه الأجهزة بكل صرامة لمثل هذه الجرائم.
و على اعتبارنا كدولة إسلامية تنطبق القيم والمبادئ الإسلامية بحذافيرها فأين الأمن من هؤلاء هل عجز الجهاز الأمني المسلح عن مثل هذه الجرائم؟ والتي تنتشر بكثرة وبشكل سريع في القطيف فقط " عن باقي المناطق وهو يمتلك أسلحة متنوعة تستطيع ان تقوم بتقويض هؤلاء ومعاقبتهم بالنص القرآني كما يحاكم من قام بعمل المنكر في السابق.
كيف نسعى الى ان نتقدم ونسعى نحو التنمية والتطوير في بيئة يسودها الأمن والأمان، حيث ان هذه المسؤولية ملقاة على عاتق رجال الأمن، وهو توفير الأمن الشامل للمواطن.
فهم الذين يقومون على معالجة مختلف الإشكالات الإجرامية والاجتماعية والأسرية، الأمن يُعد همزة الوصل بين المواطن والمؤسسات الرسمية للدولة، لذا عليه مسؤولية الكشف المبكر للحالات الأكثر عرضة للانحراف واتخاذ الإجراءات الوقائية وبالتنسيق مع أجهزة الضبط الاجتماعي للحد من حدوث الانحراف.
ان نعدام الأمن والأمان في مجتمعنا نابع من عدة عوامل أهمها الوضع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي وجميعها مترابطة يبعضها البعض.
انتشار القتل المتعمد في مجتمعنا من الإمراض الجديد.
ان ما نحن به من ظواهر العنف نابع من تفشي السلاح غير المرخص والمرخص دون حدود وضوابط حيث كان في الماضي يسجن كل من يحمل السلاح لعدة سنوات أما ألان فقد فقد انتشر بين أوساط الشباب واساؤا استخدامه وأصبح حمل السلاح شئ عادي، حتى أصبحت هذه الظاهرة أرضا خصبة للقتل المتعمد وهذه جريمة كبرى انتشرت بين أوساط مجتمعنا، واتساع دائرة العنف بين إفراد هذا المجتمع الذي عرف وشتهر بالأمن والاستقرار، انالامر أصبح مقصودا حسب رأيي الخاص ومستهدف هذا المجتمع بذات، وعلينا ان نكون اكثر يقظة وان يكون لنا دور بالكشف عن الجريمة وبمساعدة بعضنا البعض.
اجهزة الأمن اذا لم تقم بواجباتها ولم تكشف عن الجاني يعني ذلك انها شريكة بهذا الجرم. ونحن لا نلقي ألوم على الأمن فقط.
لا شك أن غياب الوعي لدى فئة كبيرة وشريحة واسعة من أولياء الأمور عن المخاطر الحقيقية والوخيمة التي تعصف بأبنائهم إذا ما جرفهم هذا التيار وركبوا سفينة الهلاك يعد من أهم العوامل المؤدية إلى تفشي هذه الظاهرة إذ أن وجود الوعي لدى أولياء الأمور وخاصة " الأمهات" وذلك نظرا لدور الأم وسرعة انتباهها لأي مؤشر غريب يطرأ على سلوك الأبناء إنما يسهم إسهاما كبيرا في درء الخطر والحد من تفشي هذه الآفة البعيدة عن مجتمعنا وعن عداتنا وتقاليدنا التي كانت تسود أبناء هذه المنطقة وتعمل بروح النفس الواحدة رغم التركيبة السكانية المختلفة التي تسود هذا المجتمع وهذه مشكلة من مشاكل هذا المجتمع.
إن التصدي لهذه الآفة لا بد وأن تستدرك بطرق حضارية وأساليب علمية ومنهجية سليمة وبذل جهود متنوعة ومتضافرة قبل فوات الأوان وخروج الأمر من نطاق السيطرة لأن الارتفاع المتزايد في معدل الجريمة يبين مدى الإلحاح في معالجة هذا الأمر دون تأخير او تسويف بعد ان بدأ ناقوس الخطر يطرق الأبواب منذرا بالعواقب الوخيمة المنتظرة مما يلح بالطلب على تكاثفا للجهود وعقد ورش العمل بمشاركة المختصين من الجهات الأمنية والتربويين والأطباء النفسيين ونماذج من الفئات الشبابية.
ويجب ايضاً إن تدارك الحكومة بالتعاون والتعاضد من فئات المجتمع المدني للتصدي لهذه الظاهرة وبيان ما تخفيه من مستقبل مشئوم نحو شبابنا ومجتمعنا يعد من أهم ما يمكن عمله نحو مجتمع آمن محافظ تقوده العادات والتقاليد وتحكمه التعليمات السماوية متوجا بعقيدتنا الإسلامية والتي تمثل كتاب الله الكريم وخط أهل البيت ، الذين هم المنار والسراج والقدوة فعلينا التمسك بخطهم.
كثرة الطلاق عند شباب وفتيات اليوم احد الإمراض:
وهناك ايضا من مشاكل اخرى اخدت بالانتشار بين مجتمعنا الا وهي مشكلة الطلاق والذي تفشى وارتفعت النسبة في مجتمعنا لقلة الوعي عند بعض شباب وفتيات هذا الجيل الذي يفتقد للخبرة الزوجية وكيفية التعامل معها نظرا لصغر بعض المتقدمين للزواج من الجنسين ونقصهم للثقافة الزوجية نتيجة تفكك الأسر وعدم الانسجام في الثقل العاطفي بين الاثنين نتيجة علاقة عاطفية هشة ليس بتلك القوة والانسجام والصدق العاطفي نظرا لجهل هؤلاء بمسئلة الحياة الزوجية ومسؤوليتها في حياتهم.
وهذه المشاكل والتي تتطلب من كل فرد أن يقف أمامها ويعير لها اهتماماٌ ويفكر في حلها هي مشكلة الطلاق التي تنتشر مثل الوباء. فالسؤال الذي يطرح نفسه. ما هي الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى الطلاق؟ وما هي وجهة نظر كل من يقدم على مثل هذه الخطوة؟ وهل هي أسباب لا يستطيع المرء تحملها مما يدفعه إلى هدم بيت كامل؟ وهل عدم التوافق الفكري والعلمي هو سبب من احد الأسباب؟ أم صغر الزوجان في العمر يجعلهم غير قادرين علي فهم بعضهم البعض؟
كل هذه الأسباب قد تؤدي إلى الطلاق وقد يكون الفرق الفكري والعلمي وصغر السن في ظل وجود مغريات وقنوات اتصال إعلامية وغيرها لا تخدم هذا الجيل لفهمه للحياة الزوجية إنها حياة عاطفية مادية فقط. وهذه الأسباب قد يكون كل من الزوجين يفكر بطريقة مختلفة عن الآخر بحسب فهمه وإدراكه للأمور، فيرى أن الطرف الآخر ليس على مستوى تفكيره ويكون التفاهم صعبا بينهما مما يجعلهما غير قادرين على استمرارية الحياة بينهما فيفضلان الانفصال.
وبحسب الإحصائيات فإن أعلى نسبة طلاق بين الأزواج هي بين صغار السن، ويرجع ذلك لعدم وجود المعرفة الكافية والخبرة في الحياة الزوجية وغير مهيأين لحياة أسرية وتحمل مسؤولية تربية أبناء وعدم القدرة على مواجهة أي مشاكل تعترضهم لقلة خبراتهم في الحياة، فهم بحاجة إلى الرعاية والنصح حتى يصبحوا أزواجا وزوجات مدركين ومقدرين معنى الحياة الزوجية، لأن الزواج ليس كلمة وإنما مسؤولية صعبة سيبنى عليها مستقبل عائلة كاملة، لا بد أن يحتويه الحنان والطمأنينة والدفء الأسري، فلا بد من وجود تسامح ومودة وانسجام ومحبة لتكون الحياة الزوجية ناجحة. عندما يتم الطلاق بين الزوجين ويكون بينهم أطفال هل يشعرون برضى؟ البعض يقول ان هذا الحل الأفضل له، لأن الطلاق هو الطريق المختصر لإنهاء الخلافات والحفاظ على كرامة كلا الزوجين هذه وجهة نظر.
فلماذا لا نبدأ حياتنا على أساس من التفاهم والرحمة وأن نكون مدركين وواعين لقيمة الخطوة التي سوف نقدم عليها لأنها حياة عمر بأكمله وأسرة تريد أن تعيش في جو من الحب والسعادة والأمان لان أبناءنا هم جيل المستقبل وعماد البلاد وهم غرسنا فعلينا أن نحسن غرسنا وان نثقف شبابنا وفتياتنا بدروس عن الحياة الزوجية وهذا من واجب الأسر عندما توفر الجو المناسب لاابنائها وإبعادهم عن المشاكل التي تقع بين الزوجين والجلوس معهم في سرد واقع الحياة الزوجية وإنها تتعرض لوجهات نظر بين الزوجين تنتج عنها هذه المشادات الكلامية والتي تنتهي بأسلوب راقي متجانس وتعود المياه لمجاريها.
فلماذا لا نبدأ حياتنا على أساس من التفاهم والرحمة وأن نكون مدركين وواعين لقيمة الخطوة التي سوف نقدم عليها لأنها حياة عمر بأكمله وأسرة تريد أن تعيش في جو من الحب والسعادة والأمان لان أبناءنا هم جيل المستقبل وعماد البلاد وهم غرسنا فعلينا أن نحسن غرسنا.
ومن لا يدرك خطورة هذا الواقع الذي نعيشه، قلة الوعي هذه التي حلت بالشباب ليست بالمشكلة البسيطة، فشبابنا هم قادة المجتمع في المستقبل، واذا فسد الشباب، فسد المجتمع.
لست وحدي في هذا الرأي، فأنا اعرف العديد من الشباب ولفتيات الواعين والمثقفين الذين ما زالوا يتمسكون بالقيم والأخلاق ويشعرون بما اشعر تماما، فعلينا يا شباب ويا فتيات ان لا نقف مكتوفي الأيدي ونحن نشاهد مجتمعنا يهوي الى الحضيض، بل علينا ان نعمل على توعية هذا الشباب لكي نبني مستقبلا واعدا مشرفا ونحافظ على مجتمع راق حضاري نستطيع العيش فيه بمحبة واحترام.
نحن لا ننكر ان هناك ورش عمل وهناك جمعيات ترعى وتقوم بتقديم البرامج لهؤلاء الشباب والفتيات حديثي الزواج او غير ذلك ولكن يجب ان تفعل هذه البرامج وان يكون هناك تعاون بين الأسرة وهذه الجمعيات وتكثيف الزيارات الميدانية للآسر لما لا؟
ويجب ان تكون هناك أياما مخصصة للشباب تقوم عليه الجمعيات ويشرف عليها أساتذة اكادمين وتربويين ونفسين فلدينا.
جمعيات خيرية وجمعيات متطوعة مهمتها توعية المجتمع وعرض برامج ثقافية وإرشادية تقدم على شكل مسرحيات وندوات وتفعيلها على صفحات الفيس بوك ولتوتير وغيرها من وسائل الاتصالات القريبة من هؤلاء الشباب كذلك تكثيف الأفلام الصغيرة حيث على هذه الجمعيات التعاون مؤسسات إنتاجية فنية تنتج لنا أفلاما ثقافية لمثل هذه المشاكل ولدينا والحمد لله مؤسسات مهيأة ويديرها شباب يحب ويخدم ثقافة المجتمع بكل ‘طاقاته حيث ينتج أفلام صغيرة تنشر في جميع الوسائل.
وبهذه الحملة استطعنا ان نقدم لمجتمعنا شباب واعي وحاضر بفكره وعلمه وروحه حتى نواكب ركب الحضارة التي عرفت بها هذه المنطقة.
أمراض تفتك بمجتمعنا: قلة الوعي في الأسرة + انعدام الأمن
- التفاصيل