الدستور - اسراء خليفات
اكتساب القدرة على التفاهم يعمل على تسبب الصداع لصاحبه بالاضافة الى التعب النفسي الذي قد يعانيه من قدرته على فهم من يقابلهم ، كما ان بإستطاعة كل طرف أن يفهم الطرف الآخر وان يفهم أفكاره ومعتقداته وايضا مبادئه وأولوياته ويستوعب مشاعره و أحاسيسه بالاضافة الى طبيعة شخصيته ، وأن يفهم دوافعه و ميوله ومبتغاه منه. لكن طبيعة المجتمع التي تحتم على الشخص التعامل حسب الجو المفروض عليه متغاضيا عن ما فهمه من الاخرين يجلب له التعب واليأس احيانا .
قدرات
أكدت ميسم ظاهر : تختلف قدرات البشر على فهم الآخرين ، كما ان هناك من الناس من لديه القدرة على فهم أغوار النفس وما يدور في خاطرهم ، مبينة» هناك الكثير من الاشخاص الذين لديهم معرفة كبيرة فى فهم الطبائع الإنسانية و فهم دوافعها و مشاعرها» ، بالاضافة الى تفسير سلوكهم ومواقفهم ، ومنهم من لا يملك هذه القدرة نتيجة نوع الذكاء الوجداني والذى ينمو ويتطور بشكل مستمر كلما كان هناك اندماج اكثر مع الاخرين .
ذاكرة انها على قدرة كبيرة من فهم الاشخاص الذين من حولها وتمييز ما يدور في انفسهم ومبتغاهم ولكنها تضطر للسكوت والتظاهر بعدم الفهم مؤكدة ليس بغباء منها او ضعف شخصية ولكن لتمشية الاوضاع الاجتماعية التي تفرض علينا السكوت في كثير من الاحيان .

ومن جهة اخرى، اوضح كمال غازي ان اتباع البعض تلك الطريقة نتيجة عدم التقبل من الطرف الاخر بحقيقة الموقف قائلا : عندما يحاول احد ان يواجه من يقابله بمبتغاه وايضاح حقيقة مطلبه من دون استخدام الاساليب الملتوية بصورة مغلفة فأنه يلقى النقد واللوم حيث اجدها اسلحة فتاكة قد تهدم اكثر مما تبني ويبدأ من يقابلني ايضا بارسال رسالات حسية بأنني غير طبيعي ومختلف كليا عن الاخرين وانه ليس مرحب بي بمحبة الاخرين طالما انني كذلك الامر الذي يجعلني اتعامل على عكس ما ارغبه .

طريقة مختلفة
وعبر يوسف مؤيد عن الموضوع قائلا: ان الحياة في هذا الزمن تحتم عليه ان يتعامل بطريقة تختلف كليا عن فهمه للاخرين وللامور ، مضيفا: انني اصبحت قليلا ما اتعامل مع الاشخاص البعيدين عني حيث اصبحت علاقاتي تتمحور حول الاشخاص المقريبن كثيرا واهلي ايضا. لان قدرة فهمي لمن اتعامل معهم وعدم قدرتي على التحدث بما اريده يجعلني اشعر بالتعب الكبير نفسيا وخسران من حولي بالاضافة الى ضرري في مكان عملي ويعود ذلك لطبيعة النفسيات التي تحب استخدام طرق ملتوية لايصال ما يرغبونه من دون التصريح بشكل مباشر .

وتؤيده الرأي هبة حمدان حيث ترى ان فهم الاخرين ومناقشتهم بما يريدونه قد يجلب لها التعب واليأس والوصول الى الاكتئاب مما يجبرها على اللجوء الى التعامل مع الاخرين بطريقة الجميع فهناك الكثير من الناس من يفضلون استخدام الطرق الخاطئة مبررين ذلك لانفسهم بأنهم يماشون طبيعة الاشخاص الذين يتعاملون معهم ، وتذكر انه تفهم جميع اصدقائها وتعرف مبتغاهم منها وتمييز الاشخاص الذين يتعاملون معها لمصلحة معينة ومن يريدون معرفتها لشخصها هو ، ولكنها لا تستطيع التعامل معهم بوضوح حيث تضطر الى التظاهر بإدعاء الغباء بالاضافة الى المجاملة التي تكون عن ظهر قلب متحاشية عدة مواقف قد تجلب لها التعب وكثرة المشاكل وتكرار الكلام الذي بعضه قد يؤذيها نفسيا .

اما علا زياد تقول : انني اشعر ان فهمي للاخرين يتعبني كثيرا. فعلى سبيل المثال زملائي في العمل اكون على علم بما يكنونه لي وما يريدونه مني ولكنني لا استطيع البوح بما اشعر به من ناحيتهم ولذلك استخدم طريقة الضحك والمجاملة الظهور في الشكل الغبي الذي لا يفهم ما يدور حوله مما يجعلني احيانا كثيرة اخرج من عملي متوجهه الى البيت وانا غاضبة من نفسي لما لم ابوح بحقيقة الموقف وهذا ما يسبب لي التعب والتحاشي من خوض اي نقاش مع الاخرين لعدم احضار الالم لنفسي .


طواعية
أشار الدكتور حسين الخزاعي اختصاص علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية الى ان الوصول لاتفاق قد يكون بتقديم تنازل عن طواعية وحب، على أن يكون هناك تبادلا للتنازلات لا أن تكون دوما من طرف لحساب الاخر . مؤكدا الدكتور خزاعي انه يمكن التفاوض بطريقة محببة لتقريب وجهات النظر وتقديم بعض التنازلات من كلا الطرفين او الاطراف المجتمعة للوصول إلى نقطة اتفاق ، وقد يكون بالبحث عن حلول إبداعية غير تقليدية بعيدة عن اراء الأطراف المختلفة .

وفي النهاية تكون كلها طرق للتعامل مع نقاط الاختلاف وحسب المواقف ، والاختيار بينها يعتمد على موضوع الاختلاف و مدى حساسيته و مدى تقارب أو تباعد وجهات النظر ، فالتفاهم والتقبل و التعاون ثم التوافق كلها مهارات لازمة لنجاح العلاقات الإنسانية على اختلاف أنواعها وأشكالها .