الدستور - اسراء خليفات
قد يكون أفراد العائلة الواحدة يختلفون فيما بينهم ، فلا تجد في العالئلة نفسها شخصين متشابهين في إستجابة كل منهما لموقف واحد ، وقد نجد ان هذا الإختلاف ضروريا ليعطي الحياة معناها. كما يكمن في الخطأ الذي يقع فيه الاباء في تربية الابناء والذي يتمثل في المقارنة بين ابنائهم فيما بينهم أو حتى مقارنتهم بغيرهم من الأشخاص دون ادراك القدرات الادراكية حيث لكل شخص قدراته العقلية والجسمية وصفاته التي يتميز بها.
تقول ميرفت محمود ان هناك اختلافا في طباع الابناء حتى في اوصافهم. و اننا نجد الكثير من أفراد العائلة الواحدة مختلفين في التعامل او طريقة الكلام او تناول الطعام. كما يختلفون في لون الشعر ولون العينين والحجم والكثير من الصفات الأخرى . وتجد ان ذلك يرجع لانتقال العوامل الوراثية من الآباء إلى الأبناء التى تتحكم فى ظهور صفات معينة يكون من نتائجها التشابه والاختلاف بين أفراد النوع الواحد حتى وان كانوا اخوان.
اختلاف
وتذكر نادية حازم ان احدى جاراتها لديها طفلان توأمان. ولكن كل منهما يختلف في طباعه عن الاخر مبينة ان احد الطفلين هادئ حيث لا يحرك ساكنا ويبقى الى جانب والدته اينما ذهبت، ولا يثير اي نوع من الازعاج على خلاف اخيه الاخر. حيث انه طفل يتمتع بطباع حادة وصراخ وازعاج لا يحتمل. قائلة: اننا نعلم بأن بطن الام بستان ويختلف طباع الاخوة فيما بينهم، ولكننا لم نتخيل انه حتى التوأم ممكن ان يختلفا ايضا في الطباع .

اما سامية ام لاربعة ابناء فتشير الى ان ابناءها الاربعة يختلفون كليا عن بعضهم البعض. حيث نجد ابنها الكبير يختلف حتى في اوصافه. موضحة ان انطباعات الابناء تختلف في البيت الواحد حسب شخصية واهتمامات كل طفل على حدا. فيمكن ان يكون هناك اهتمامات شخصية لكل فرد تؤثر في بناء شخصيته او يؤدي الاهتمام الزائد مثلا في هذه الامور الى ظهور البعض في اساليب عنيفة التعامل كالعدوانية تجاه من يمس او يقترب مما يعتبره خاصة له وغيرها الكثير على الصعيد الشخصي. وفي فترة الطفولة ايضا .

اما من ناحية فترة النضج والشباب والمراهقة يصبح الفرد يحتك بالعالم الخارجي وتتضح له الرؤى العامة ويصبح يميل الى امور عن غيرها تؤثر بشكل اكبر في شخصيته.

استنباط الافكار من البيئة
ويرى كمال عزيز انه هناك أطفالا يتعلقون بأفكار ابائهم واخرون يختلفون في إتجاهاتهم مستنبطين أفكارهم من البيئة الإجتماعية التي حولهم أو من أقاربهم سواء من جهة الأب أو الأم، مشيرا الى انه على سبيل المثال ليس من الضروري إذا كانت هناك عائلة متدينة أن تكون جميع أفرادها بالكامل لها نفس الإتجاه ، تماما مثل الصفات الوراثية. فليس بالضرورة أن يكون جميع أفراد العائلة متشابهين بصفات مشتركة ويجد ان طريقة التربية في هذا الامر يلعب دورا هاما في زيادتها أونقصانها.
مضيفا اننا نعلم ان لكل واحد بصمة يد تختلف من فرد لاخر حتى أبناء العائلة الواحدة المتشابهين نجد ان بصماتهم مختلفة عن بعضهم وكذلك الطباع والاوصاف ايضا تختلف.

عوامل
ويعتبر احمد وليد ان ذلك الاختلاف يعود الى العوامل الوراثية المختلفة مع عوامل البيئة العضوية أو الغذائية أو النفسية عقلية أو الاجتماعية أو غير ذلك من الألوان . وقال: للبيئة دور فى تحديد صفات الفرد وفى تباين نموه ومسالك حياته ومستويات نضجه ومدى تكيفه مع الامور الاخرى .
ويعتبر ذلك الاختلاف اختلافا بينيا فى مدى تأثر الفرد والطفل بتلك العوامل المختلفة ، ويقول : ان الصفات التى لا تكاد تتأثر بالبيئة تسمى الصفات الوراثية الأصلية وأهمها لون العينين ، ولون او نوع الشعر ، ونوع الدم ، وهيئة الوجه ومعالمه ، وشكل الجسم وكثير من تلك الامور .والصفات التى تعتمد فى جوهرها على البيئة ولا تكاد تتأثر بالمورثات تسمى صفاتا مكتسبة ومن أهمها الخلق والمعايير الاجتماعية والقيم المتواجدة في العائلة .

رأي علم الاجتماع
اشار الدكتور حسين الخزاعي إختصاص علم الاجتماع في جامعة العلوم التطبيقية الى إن سلوك الأطفال ما بعد الولادة مكتسب من البيئة الإجتماعية للطفل ومن المؤثرات التي حوله حيث يتأثر الطفل منذ صغره بالأب أو الأم ومايدور بينهما من تناقضات في سلوكياتهم وطريقتهم المختلفة في التربية من ابن لآخر ،حيث يجب على الآباء التركيز على أطباعهم وسلوكياتهم النفسية مع الإنتباه لها. فإذا كانت متقلبة يجب أن تستقر أو تتحسن كي لاتؤثر سلبا على بقية أفراد العائلة .
ويبين انه في النهاية ومهما كان أثر الأب والأم فى صفات الطفل فإن المجموع النهائي لأثرهما معا يساوي نصف الصفات التى يرثها الطفل عامة ويرث الطفل ربع صفاته الوراثية من أجداده المباشرين بشكل نهائي .

JoomShaper