د . ادوارد عبيد -
تقول الكاتبة هندرسون Anne Henderson  مؤلفة كتاب « الادلة لا تزال تنمو « : عندما يهتم الاهل بالمدرسة يكون اداء اطفالهم افضل وبالتالي فانهم يذهبون الى مدارس افضل .
وقد اثبتت ثلاثة عقود من الدراسة والبحث ان دور الاهل ومشاركتهم المدرسة في تعليم اطفالهم تساهم بشكل ملحوظ في مجموعة متنوعة من الطرق لتحسين نتائج اطفالهم في عملية التعلم والنجاح المدرسي . وهذه النتائج بقيت متسقة الى حد ما على الرغم من التغييرات الهامة التي حدثت في الاسرة خلال تلك الفترة حيث ان مشاركة الاسرة للمدرسة تسهم في تعزيز النمو العاطفي والاجتماعي عند الاطفال .
وعلى الرغم من التوصل حاليا الى مستوى جديد ومقبول لدور الاسرة في المدرسة فان هذا الدور يساعد على تحسين نوعية المدارس في عملية التعلم ولكن هنالك الكثير الذي يتعين القيام به فالتعاون بين المدرسة والاسرة والمجتمع المحلي سوف يؤدي الى تحسين تجربة التعلم لدى الاطفال . والتحديات التي تواجه الطلبة حاليا لا يمكن للمدرسة وحدها ان تواجهها كما لا يمكن حل مثل هذه التحديات من قبل اولياء الامور لوحدهم فكثير من المشكلات والتحديات الاجتماعية والبيئية تواجه الطلبة، فمزيد من التعاون بين الاسرة والمدرسة يجب ان يركز على التعامل مع تلك التحديات ومواجهتها . والمدرسة تدرك الطبيعة المترابطة للعلاقة مع الاسرة من خلال معرفة القيمة الاساسية لدور الاسرة كشريك اساسي في العملية التعليمية . ومثل هذا النهج يعترف بدور الاسرة ودور المدرسة باعتباره الاطار الضروري للعمل معا في تكامل الجهود نحو تحقيق الاهداف المشتركة وبالتالي تزيد من فرص نجاح الطلبة في المدرسة:
ويمكن توضيح بعض الامور التي تبرز دور الاسرة في تحقيق نتائج ايجابية في عملية تعلم اطفالهم في المدرسة :
• تشير الدراسات الى اهمية مشاركة الام اولا وبقية الاسرة ثانيا خلال كافة المراحل الدراسية في تحقيق النتائج الايجابية لتعلم الاطفال من خلال فهم المواقف المختلفة وانماط السلوك في كل مرحلة من المراحل الدراسية حيث  يتاْثر الطالب بنوعية العلاقة بين الاسرة والمدرسة .
• مشاركة الاسرة للمدرسة في تحقيق النتائج الايجابية لتعلم الطلبة يتاْثر بثقافة الاسرة والحالة الاجتماعية والاقتصادية خصوصا في القراءة والرياضيات كما اشارت بعض الدراسات ان هنالك ارتباطا وثيقا بين دخل الاسرة ونتائج تحصيل الطلبة .
• اشارت الدراسات ان دور الام في مساعدة الاطفال في حل واجباتهم البيتية يفوق دور الاب .
• أشارت دراسة اعتمدت على مقابلة الطلبة والاهل والمعلمين   الى ان الاطفال في مرحلة المراهقة يحتاجون الى المزيد من الدعم والارشاد خلال تلك الفترة الحرجة .
• تعتبر مشاركة الاسرة في برامج الطفولة المبكرة من اهم العوامل التي تحقق نتائج ايجابية في مساعدة الاطفال للانتقال من مرحلة الروضة الى المدرسة خصوصا عند الاطفال المعرضين للفشل الدراسي .
• وثقت الدراسات اهمية دور الاسرة في مساعدة اطفالهم في اتمام واجباتهم البيتية من خلال تعزيز استقلالية الطلبة في اتمام الواجبات البيتية وعدم التدخل المباشر في واجباتهم وتعليمهم مهارة ادارة الوقت وتعزيز تعلمهم للمهارات الدراسية وهذا يجب ان يتم من خلال برامج خاصة تعد للاسرة حول كيفية مساعدة اطفالهم .
• اهتمام المدرسة باعداد برامج تدريبية للمعلمين حول دورهم في تعزيز فعالية الاسرة للمشاركة في تعلم اطفالهم .
هذه بعض القضايا التي تسهم اسهاما مباشرا في تعزيز دور المدرسة في عملية التعلم فالاسرة جزء هام من العملية التعليمية التي يجب على المدرسة الاهتمام بها فلا يكفي استدعاء اولياء الامور الى المدرسة مرة او مرتين في العام الدرسي لمناقشة نتائج اطفالهم بل يجب اعطاءهم الدور المطلوب حتى تكتمل العملية التعليمية بما يعزز حصول الطلبة على نتائج ايجابية .

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

JoomShaper