ليس حراماً أن تسعى لأداء دور في الحياة، أو أن تناضل من أجل مركز مرموق في عملك.
ألم تجد أن النبي يوسف (عليه السلام) حينما أخرج من السجن، وواجه الملك قَالَ اجْعَلْنيِ عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إنّيِ حَفِيظٌ... .
وكان ذلك بداية صعوده سُلّم القيادة، وتبوئه العرش في مصر.
إن من خلقك أن تكون ذا مكانة في الحياة ودورّ في المجتمع، ولكن لابد من تحديد هذا الدور والسعي من أجله، وإلا فلن يأتيك ذلك على طبق من السكر. فإذا كنت فارغاً من فلسفة شخصية وإدراك قوي لما تمثله، وما ترمز إليه، فستجد نفسك نهباً لكل شخص، أو فكرة، أو حدث تصادفه في طريقك، راكضاً في كل الاتجاهات معاً، بدلاً من أن تركّز على المسائل المفصلية. إن الشخص الذي يبرز بين الجمهور يبرهن أنه يملك مجموعته الخاصة من القيم، وحساً قوياً باحترام الذات. وفيما رياح الأفكار المتصارعة تعصف ببعض الناس، وتيارات مختلف البدع تجرف البعض الآخر، يظل هو راسخ القدم، وهذا هو الجزء الأكبر من مقوّمات الشخصية.
يقول الإمام علي (رضي الله عنه): "المرء حيث اختار لنفسه إن صانها ارتفعت، وإن ابتذلها اتضعت".
وهذا يعني أمرين:
الأول- الترفع عن الدنايا والتوافه، وضرورة تزكية النفس دائماً.
الثاني- أن يطلب الإنسان لنفسه مكانة تليق بها من حيث الموقع، والمكانة والدور اللذين يختارهما لها.
المصدر: كتاب كيف تكسب قوة الشخصية