الدستور - ابراهيم الصبح
يعرف الفضول على أنه علامة من علامات الذكاء الحاد، إلا أنه لا يشير إلى العقل المنتج والفعال فحسب، بل هو دافع من الدوافع الغريزية، التي يتميز بها بعضنا، تماماً؛ كما الجوع والعطش، ولكنه غير مقبول عند الجميع ولايستلطفه الغالبية من الناس، وكغيره من العادات والصفات لايصلح لكل زمان ومكان..
أوضح ما يظهر الفضول، عند الأطفال الذين يجوبون أنحاء الغرفة، الحديقة، باحة الدار، في محاولات للاكتشاف لا تنتهي الا بتجربة كل ماهو جديد، ومحاولة منهم في معرفته.
فضول فطري
يتميز الاطفال بفضول فطري على اختلاف اعمارهم، وفضول الأطفال قد يكون مرهق للمربي وخاصة للأم، كما تقول «اسراء المهدي» فهي تعاني كثيرا مع طفلها والذي يبلغ من العمر ثلاث السنوات، ولاتكاد تستطيع تحمل ذلك،-فحسب قولها- إن الفضول متنوع بعضه يكون فضولا عاليا مرتفع الحدة، ويشكل نوعا من الخطورة في بعض الاحيان، فتعلم ان الطفل الذي امامك مستعد للتجربة والعبث بأي شيء يكون امامه، وبعضه متوسط وآخر عنده الفضول ضعيف لايحتاج للقلق والأطفال ذوو الفضول العالي. وتؤكد» المهدي» ايضا بأن الطفل الفضول الكثير الأسئلة هو طفل يحمل في رأسه دماغ يقظ
ومتمتع بدرجة ممتازة من الذكاء، فهو يتعلم كل جديد من خلال تجربة خاصة منه، واستفسارات متعددة وهو يظهر جليا في كثرة الأسئلة عن كافة الأمور وأيضا يمتلك نمو ا فكريا ممتازا وهو يحاول ان يكتشف العالم ويفهم كافة الأمور المحيطة به.

اهميته
تشير «ياسمين احمد» الى ان للفضول اهمية كبيرة على اختلاف عمر من يتصف بها سواء أكان شابا ام طفلا، فهو يدل على كثير من المميزات التي ترفع وتنمي من نفسية وعقل الشخص، فالفضول يدل على بدء النمو الفكري وتحسين مستوى الادراك على المستوى العام، بالإضافة الى انه يدل على امتلاك قوة عالية من الذكاء ويدفع الشخص للتعلم من كل ما هو حوله، وتدعيم الدماغ بأمور ومعلومات يكتسبها من خلال فضوله المتعالي.

تضيف «ياسمين» ان على المربي ان يحسن التعامل مع من يتميزون بهذه الصفة، فبإمكان المربي اما ان يجعل هذه الصفة منارة يتعلم منها كل شيء ويثري عقل طفله، من خلال اجاباته عن اسئلته والابتعاد عن اسلوب الصد، وان لايتعمق المربي بالاجابة لكي لايتوه من خلال متاهات هو بغنى عنها وتصعب على الاغلب فهمها، او ان يبدأ بتوبيخه وإسكاته ولومه على كثرة اسئلته وفضوله المستمر.

هل فضول المرأة اكبر من فضول الرجل؟
يشير البعض الى ان الفضول مشترك بين الجنسين لكن حسب مايقول «احمد العكور» بأن المرأة اكثر فضولا من الرجل بالاغلب، فهي لاتستطيع ان تترك ملاحظة او مشكلة دون ان تعرف اغلب التفاصيل، لتقوم بعد ذلك بنشره اعلاميا بطريقتها الخاصة حسب ما هو معروف عن المرأة، فهي فضولية الى درجة غير مرغوب فيها في بعض الاحيان.

بينما تصف «الاء رضا» نفسها بأنها فضوليه بأمور معينه او تخص اشخاصا معينين، فهي تهتم لتفاصيل حياتهم ويهمها ان تعرف كل شيء عنهم غير ان ذلك لا يروق للبعض ويبدؤون بتعريف اهتمامي الزائد لمعرفة التفاصيل بأنه تصرف غير لائق لكني اراه عاديا جدا.

بعد التفكير وجدت نفسي»غبيا»
كنت في سيارة على احدى الطرق الرئيسة كما يقول «فراس الرواشدة» وإذ بحادث لباص نقل عام وصهريج نقل للمحروقات، كان الباص لسرعته قد دخل تحت الصهريج لتكون الاصابات بالعشرات، وكنت قد وصلت مع وصول فرق الاسعاف والطوارئ من مديرية الدفاع المدني، لتبدأ الفرق بمحاولة اقناع الناس بأن مثل هذه الحوادث هي من درجات الخطورة الاولى والتي يمكن من اي خطأ او تماس او شرارة ان يؤدي الى انفجار يؤدي الى قتل واصابات بالمئات نظرا لأعداد الفضوليين الهائلة والتي ملأت المكان دون اقتناع اي منهم بأن المأزق في ذروته.

كنت انا من بين الفضوليين والذين لازمو المكان الى ان تمت العملية بتفوق من اجهزة الدفاع المدني والامن العام بنجاح واراد اخراج الصهريج والباص والاصابات الى بر الامان وانقاذ ارواح المئات من الناس الذين كما ذكرت سابقا لازموا المكان.

الفضول القاتل
يقول «احمد ساري»- سائق سيارة اسعاف-، بأن اغرب مايشاهده واكثر ما يتعامل معه هو؛ وعند وجود حادث على سبيل المثال او حالة طارئة او اصابة احد ما اصابة خطرة تستدعي الحاجة العلاج ووصول طاقم الطوارىء الى موقع الحدث، نتفاجأ بعدد كبير من الناس حول المصاب او حول مكان الحادث، ناهيك عن اعداد السيارات التي تتوقف لترى نوع الحادث وتعرف عدد الاصابات بالإضافة الى ان فضول البعض يدفعه الى ترك سيارته بوسط الشارع ليجبر بذلك الجميع على التوقف ومتابعة ما يجري، الامر الذي يصعب علينا الوصول الى المكان بالوقت المناسب في اغلب الاوقات.

يدعو «احمد ساري» الفضوليين او من لا يلاحظون على انفسهم هذه الصفة في مثل هذه الاوقات ان يفتحوا المجال لفرق الطوارىء للوصول للتخفيف من الاصابة.