سارة محمد عيسى - ماجستير علم نفس تربوي تعلم ونمو
يتفق العلماء والباحثون بأن التربية عملية مستمرة مدى الحياة ، وهي بالتالي عملية تكيف المتعلم مع بيئته الطبيعية والإجتماعية ، وهذه العملية مكتسبة ، يتعلمها الفرد ممن يعيشون حوله عن طريق وسائط إجتماعية تسهل إنتقاله من جيل إلى اخر.. ويطلق على هذه العملية التي تقوم بعملية نقل التراث ، وتربية الناشئين بما يناسب المجتمع وثقافته إسم (وسائط التربية ) .
وتعرف هذه الوسائط بأنها : الأطر التي تتما فيها العملية التعليمية التعلمية، كما تعرف أنها : المصادر والمؤسسات الإجتماعية المختلفة التي يستقي منها الفرد تربيته وهذه الوسائط قد تتخذ صورة أسرة ، مدرسة وهي بذلك تكون مسؤولة عن عملية التربية .
الأسرة
تعتبر التنشئة الإجتماعية للطفل الإنساني وظيفة أساسية من وظائف للمجتمع بإمداده بأعضاء جدد عن طريق التناسل ، وبهذا تحفظ كيانه العضوي ، فإنها تتولى أيضا الإستمرار المعنوي لهذا المجتمع وذلك بتأصيل قيمة ومعايير سلوكه وإتجاهاته وعوائده وطرائقه عند أطفال هذا المجتمع ، بهذا تحفظ كيانه الثقافي .
ورغم التغيرات الحديثة التي طرات على الأسرة الحديثة ، من حيث حجمها ووظائفها ، فإن دورها في عملية التنشئة الإجتماعية ما زال له أهميته وقيمته . ومن التغيرات التي طرأت على الأسرة الحديثة ميلها إلى الصغر في الحجم ، وإلى الضيق في علاقات القرابة ، مما يؤثر في طبيعة الحال على وظائفها الإجتماعية ومن التغيرات أيضا أن الأسرة لم تعد المؤسسة الوحيدة التي تتولى جميع مسؤوليات التنشئة الإجتماعية للطفل ، بل الان هناك مؤسسات أخرى تساندها وتساعدها في هذه المسؤولية . ولكن الأسرة تحتفظ بدورها المميز في هذه العملية .
ويرجع إحتفاظ الأسرة بدورها الرئيسي في التنشئة الإجتماعية إلى ما للأسرة الإنسانية من خصائص أساسية مميزة لها من سائر المؤسسات الإجتماعية تجعل منها أنسب المؤسسات للقيام بعملية التنشئة الإجتماعية .
وتتمثل هذه الخصائص في :
- الأسرة هي النواة الإجتماعية الأساسية في المجتمع والتي ينشأ فيها الفرد ويلتقي بها .
- الأسرة تعتبر النموذج الأمثل للجماعة الأولية ، ومنها جماعات اللعب وجماعات الجيرة .الأسرة بهذه الصفات ، تعتبر الحضن الإجتماعي الذي تنموفيه بذور الشخصية الإنسانية وتوضع فيه أصول التنشئة الإجتماعية .
الأسرة تساهم بشكل فعال في عملية التنشئة الإجماعية ، فالطفل من خلال الأسرة ومن خلال التفاعل والتعامل مع أفرادها يرى ويجرب ، ويشارك ، ويتمثل ويتغير ، فيتعلم قيما ، ومشاعر ، وتوقعات مرتبطة بمكانات وأوضاع إجتماعية ، ويتعلم هذا من خلال تعامله مع كل عضو من أعضاء أسرته .
وبالتالي يجب أن يكون دور الأسرة إيجابيا يقوم على إكساب الطفل العادات والأخلاق الحسنة .
المدرسة
تعتبر المدرسة جماعة ثانوية من ناحية الإهتمام بالتنشئة الإجتماعية للطفل ، والعلاقات في المرسة لا تكون على نفس درجة عمق العلاقات في الأسرة ، ففي صميم بنية المدرسة ما لا يشجع على نشأة هذا النوع من العلاقات وذلك بإختصار لكبر الأعداد في المدرسة إذا ما قورنت بالأسرة .
العلاقات الإجتماعية في المدرسة تتميز بأنها علاقات رسمية تخضع في الغالب لقواعد محددة ومعايير متفق عليها يلتزم بها الجميع أو هم على الأقل مطالبون بالإلتزام بها ، أما من ناحية تقدير قيمة الطفل فإنها في المدرسة تققوم على أساس تحصيله ، ومسايرته لنظم المدرسة ومدى إسهامه في ألوان النشاطات المختلفة .
ولا يعني الإختلاف بين الأسرة والمدرسة في العلاقات والتفاعلات أن هناك إنقطاعا وظيفيا بين المؤسستين ، فالواقع إن هناك جوانب متعددة يتضح فيها الإستمرار الوظيفي بينهما ، إذ إن المدرسة منالناحية السيكولوجية تدفع العمليات العقلية والعاطفية والإجتماعية التي بدأتها الأسرة بل وتبنى عليها .
جماعة الرفاق
أطلق عليها الباحثون إسم جماعة الرفاق ، الشلة ، الحبة ، الأصدقاء ، كما ويسميها بعضهم ( جماعة الأصدقاء ) . أما جماعة الأقران يمكن تعريفها بأنها مجموعة تتكون من أفراد متساويين تقوم بينهم روابط طبيعية على قدم المساواة ، ووفقا لميولهم ، ويعبرون عن أنفسهم تعبيرا ذاتيا ، إذ يشعر العضو بنوع من الإستقلالية ، وتعتبر هذه الجماعة أداة ضبط ، إذ أنها تؤثر على سلوك أفرادها .
وسائل الإعلام
يقوم الإعلام بشكل عام على عملية الإتصال ، والتي تعرف أنها العملية التي يتم من خلالها نقل الأفكار ، والمعلومات ، والمعتقدات ، والاراء والمواقف ، والإتجاهات ، من وإلى الاخرين .من الأبعاد التربوية التي تقوم وسائل الإعلام بتغطيتها الإعلام عما يجري في كل المجالات الأمر الذي يساعد على إستجابة الفرد لها بالإضافة إلى التجديد المستمر للمعرفة والخبرات مما يساعد على التعلم وتساعد وسائل الإعلام أيضا على نشر الثقافة بين الناس ، والتوجيه أي إكتساب وتعديل الإتجاهات وتوي الحكومات لهذه الوظيفة أهمية كبيرة جدا . بالإضافة إلى التعارف الإجتماعي والترفيه والتسلية والإعلان والدعاية والتنشئة الإجتماعية وهي النقطة التي تهمنا في بحثنا هذا فالمجتمع يستخدم نظامه الإعلامي لنقل التراث الإجتماعي من جيل إلى اخر ، وتعمل وسائل الإعلام على مساندة مؤسسات التنشئة الإجتماعية المختلفة كالمدرسة والأسرة . لمساعدتها على القيام بعملية التنشئة الإجتماعية .

سارة محمد عيسى - ماجستير علم نفس تربوي تعلم ونمو
الرأي

JoomShaper