مكارم المختار
لنتجول في اهم وسائل نشر الوعي الثقافي الديمقراطي للمجتمع،حيث تعتبر الديمقراطية الاختيارية المنظمة خير وسيلة للنشاطات في بيئة طيبة للتنشئة الاجتماعية، بما تقيمه من الوزن في تفاعل الفرد مع البيئة بين الثبات والاستقرار وبين التغيير .
فالديمقراطية ترتكز على فلسفة اساسية لخدمة النشاط المتنوع والنشاط الترويحي للفرد داخل الجماعات، وان طريقة خدمة الجماعة، في الحرص على القيام بنشاطات تتطلبها الطبيعة الاصلية البشرية للفرد ( الانسان ) ، والتي يجري عليها التطبع،لآن الديمقراطية نتاج مكتسب عن البيئة الاجتماعية التي تتولى خدمة الجماعة والشخصية الانسانية .
وعن الوعي الثقافي للديمقراطية، بين الحريات والعرف الاجتماعي، فللديمقراطية وظيفة هامة في القيم، بربط العناصر الثقافية وبتحديد اهداف الناس، حتى تعطي شيئا من المعنى للحياة ونيل المدارك واشباع الحاجات، وحسب طبيعة الثقافة،حيث بعض الثقافات تشجع التغيير وبعضها يخشاه ولا يرغب فيه، مع ان الثقافة دائمة التغيير والتحول والتطور، بزيادة العلم والتعليم، او بنقل عناصر ثقافية اخرى جديدة .
وربما يحدث تغيير اخر قبل استقرار المجتمع على الجديد، نتيجة سرعة التغيير الثقافي كما في الثقافات الغربية، وبذا تكون نسبة التخلخل والاضطراب اعلى .
في الديمقراطية، ما يتعارض بين التغيير في بعض القيم وبين ما يتطلبه تغييرا في قيم اخرى .
التعليم الجامعي ( للاناث .... مثلا ) تغير في القيم التي تعارض الاختلاط، اي ان تكون الفتاة متعلمة جامعية مستقلة، يقود الى منحها حرية واتخاذ قرارات، شخصية بالنسبة لها .
والتدخين، هناك من يعتبره منافيا للاعراف والتقاليد، حتى من لدن الشباب، لاسيما الطلبة منهم، باعتباره صورة من صور الانحراف، كما يراها البعض .
ومن الاكيد وغير المقبول، مشاهدة فتاة تعاطي التدخين وسط الناس، اضافة الى بعض الممارسات غير المقبولة اجتماعيا، العلاقات والصداقات واللقاءات ( الغرامية ) لكلا الجنسين، وفي الاماكن العامة وعلى مراى من اعين الناس، حتى في او قات الصباح والدرام الرسمي والفترة المدرسية، وهناك ايضا التردد على المطاعم والفنادق او في السيارات الخاصة وما الى ذلك، ناهيك عن قيام بعض الشباب بالتحرش كممارسة غير مقبولة في الشوارع العامة والتجمع عند مدارس الاناث، ولا سيما المسائية .
وبعد هذا الاقتضاب، نصل الى ان الديمقراطية مسلمة الحياة الاجتماعية، الديمقراطية من مسلمات الحياة المتعلقة بكل زواياها، والحاجة اليها اضحت عامة وشاملة ويمكن وصفها قضية "علم وسياسة " ، فالكل يحاول السير في مسالكها طالما انها تحقق التقدم، اذ توصل لوضع تصور فكري ديقيق لهذا المصطلح، لآنها عملية تغيير بين الامكانات البشرية، وبهذا تكون لصيقة تخطيط مرسوم يسحب على ميادينها، حيث اختلفت المعالجات في علاقة النتائج بين الديمقراطية والتراث الاجتماعي والثقافي، وحيث اعتبر البعض الديمقراطية الوجه البارز للمجتمع، وعلى حياة افضل مع التكييف في البيئة .
الديمقراطية .....، سياسة، وديمقراطية السياسة في وعي وثقافة المجتمع . الديمقراطية تعني الوصول الى ما لا ينبغي النزول عنه، الاحتياجات، وليست مجرد خدمة عادية هي يقتضي تقديمها لبناء اجتماعي ثقافي تنبثق عنه العلاقات الاجتماعية والقيم، وهذه هي صلة وطيدة تكمل كل منها الاخر .
للديمقراطية اوجه لحقيقة واحدة، عناصرها تمتزج في مسيرة المجتمع باتجاه واحد، الاجتماعية ، الثقافية ، البيئية ، الانسانية ، الاقتصادية .
ومن هنا يستحيل احداثها باي نشاط الا اذا امتزجت الاوجه، مع ضرورة الموازنة في الوجه الاجتماعي، لآن تخلف اي منها يحدث فجوة ثقافية تترتب عليها المشاكل الكثير .
فالوعي الاجتماعي الثقافي سياسة في الديمقراطية ( دمقرطة ) لسياستها .
الديمقراطية والحريات الاجتماعية ...... مابين التنشئة والعرف !
- التفاصيل