الدستور- ابراهيم الصبح
من الطبيعي ان تجد فتاة ما، تبكي لمجرد أنها سمعت كلمة مثلا وجرحتها، او لموقف حدث امامها كحادث مروع او مشكلة ما، او حتى بدون سبب يذكر، فليس من
العادة ان يستهجن الانسان بكاء المرأة، لكنك اذا وجدت رجلا يبكي؛ فهذا امر غريب عند البعض، والأمر عندئذ جلل.
والمواقف التي تستدعي الرجل للبكاء، والتي تمنحه هذه الرخصة لكي يسلم من استهجان الناس له. فقد يعتقد البعض ان البكاء للمرأة فقط ولا يسمحون لأنفسهم
بتقبل ذلك اعتقادا منهم انه لا يجوز للرجل ان يبكي حتى في اصعب الظروف.
طبيعة بشرية
لا يعتبر البكاء مظهرا غريبا. فهو طبيعة بشرية قبل ان يكون مستهجنا لدى البعض كما يصفه «خالد عبد الرحمن» لكن طبيعته وحدته تختلف من شخص لآخر.
فقد يبكي رجل امام اشخاص معينين ولا يبكي امام غيرهم. وقد يبكي بموقف معين ولا يبكي بغيره مع التناقض التام للموقفين. فتأثر الانسان وتفاعله مع المواقف يختلف من انسان لآخر، ويقول خالد بان شخصية الرجل تلعب دورا هاما. فبعضهم يحمل من الصبر كمّا هائلا بغض النظر عن طبيعة الموقف، بالإضافة الى التربية والوضع الاجتماعي.

ضغوط اجتماعية
يقول «كامل الحاج» ان هذه حياة بشرية ومعروفه بتقلبها. فالمشاعر لا يستطيع انسان التحكم بها في بعض الاحيان. فكثرة الضغوط من اعباء العمل الى مشاكل البيت والشارع قد تتطلب عند البعض البكاء، ويمكن ان تتطور الحالة الى -فقدان عزيز على القلب حسب وصفه- الشعور بالعجز الكامل وفقدان للأمل يدفعه الى البكاء والنواح عند بعض الرجال.
ويضيف ان كل هذا يجعلنا نفقد الثقة ونشعر بالاحباط وتأتي رحمة الله في البكاء لنجدد ثقتنا بالله فهو المفرج الوحيد لمشاكلنا ولكي نسعد بحياتنا ونجدد عزيمتنا على المواجهة. كما الحديث الشريف: (اللهم إنا نعوذ بك من الهم والغم ونعوذ بك من العجز والكسل).

البكاء بدون سبب
يرى «سعد هايل» ان البعض يبالغون في ردة فعلهم على موقف معين، فأنا-حسب قوله- لا استهجن بكاء الرجل لكن مبالغة بعضهم ونواحهم في بعض الاحيان هي ما تستفزني، والاعظم من ذلك ان الموقف الذي يستدعيهم للبكاء في بعض الاحيان يتمثل بخسارة فريق لمباراة معينه او موت مطرب معين ومثل هذه الامور.

وما يحزن في الامر -حسب قوله- انه لا يجد احدا يبكي على حصار غزة مثلا في الملأ او قتل وسقوط شهداء في البلدان العربية ويضيف ان الحال في الوقت الحالي هو ما يستدعي البكاء فعلا لصعوبة الحياة وكثرة مشاكلها.

اهمية البكاء للرجل أو المرأة
اذا احسست برغبة في البكاء فلا تحبس دموعك، ولا تكابر على نفسك، فان كثيرا من الآلام والاحزان والغضب تسيل مع هذه الدموع» كما ان العلم والعرف المجتمعي يقول ان دموع المرأة اسرع من دموع الرجل.. البكاء بالنسبة للرجل والمرأة أسلم طريقة لتحسين الحالة الصحية وللتنفيس عن الحالة الصعبة والمشاكل التي يعشونها، وليس دليلا على الضعف أو عدم النضج، وهو أسلوب طبيعي لإزالة المواد الضارة من الجسم التي يفرزها عندما يكون الإنسان تعسا أو قلقا او في حالة نفسية سيئة، والدموع تساعد على التخلص منها. ويقوم المخ بفرز مواد كيميائية للدموع مسكنة للألم

البكاء تمرين للقلب
يقول «الدكتور «فيصل عواد» بأن البكاء يزيد من عدد ضربات القلب،حسب ما اثبته العلم، ويعتبر تمرينا مفيدا للحجاب الحاجز وعضلات الصدر والكتفين، ويتم كل ذلك خلال البكاء، وبعد الانتهاء من البكاء تعود سرعة ضربات القلب إلى معدلها الطبيعي كما كانت وتسترخي العضلات مرة أخرى وتحدث حالة شعور بالراحة، فتكون نظرة الشخص إلى المشاكل التي تؤرقه وتقلقه أكثر وضوحا، ويكون قد افرغ البعض من الشحنات السالبة، بعكس كبت البكاء والدموع الذي يؤدي إلى الإحساس بالضغط والتوتر ؛ما يؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض مثل الصداع والقرحة.

المرأة اطول عمرا من الرجل
يصف «أكرم صافي» أن في المجتمعات الشرقية ربما يعتبر بكاء الرجل شيئا مشينا، او دليلا على الضعف، الا ان الحقيقة ان للرجل الحق فى ان يبكي، فكبت الدموع ربما يعرض الإنسان رجلا أكان ام امرأة للخطر، فقد يصاب بأزمات القلب واضطرابات المعدة والصداع وآلام المفاصل. ويضيف: بأن العلماء يرون من ذلك ان عمر المرأة اطول من عمر الرجل حسب دراسات اجريت مسبقا، لأنها لا تتردد فى ترك العنان لدموعها ولا ترى فى ذلك حرجا، وبالتالي يسهم ذلك فى راحتها النفسية والجسدية، اما الرجل - فى المجتمعات الشرقية بالذات- فمع تعرضه للضغوط والمصائب في بعض الاحيان وفي الوقت نفسه تحفظه بشأن البكاء وبعملية حسابية بسيطة وجد العلماء ان المرأة نظريا تكون اطول عمرا.

دراسة
كشف أطباء وباحثون مغاربة عن ابتكارهم جهازًا جديدًا يساعد على تشخيص الحالة الصحية للمرضى بتحليل دموع كل مريض. وتقوم فكرة الجهاز على تحليل عينة من الدموع بربطها بجهاز حاسوب يوفر نتائج التحليل التي يمكن بها تحديد الحالات المرضية بسهولة وسرعة تفوق الطرق التقليدية الجاري العمل بها

وتعتمد فكرة عمل هذا الجهاز -الذي قام بابتكاره مجموعة من الاطباء المغاربة ـ على تحليل جرعة من الدموع عبر ربطها بجهاز كمبيوتر يوفر نتائج التحليل التي من خلالها يمكن تحديد حالات المرض بكل سهولة ويسر وبسرعة أكثر بكثير من الطرق التقليدية المعتادة ، وأضافت الصحيفة أنه تم عمل تجارب للتأكد من صحة نتائج هذا الجهاز الجديد على بعض الحالات المرضية التي تم تحليلها بالطرق العادية وكانت النتيجة شبه متطابقة بنسبة كبيرة تصل إلى أكثر من 90%.
المصدر:الدستور

JoomShaper