الإسلام اليوم
(كلمتي لن تنزل الأرض أبدا). عبارة يرددها كثير من الرجال عند كل خلاف يقع بينه وبين زوجته.
وفي كل مرة الزوجة دائمًا هي الفائزة, ربما يرفع الزوج الراية البيضاء، وهو مشهد يلخص الصراع المستمر داخل عش الزوجية، ويطرح في الوقت نفسه سؤالًا مهمًا: من صاحب الكلمة في البيت.. الرجل أم المرأة؟! ولنستمع إلى الآراء المختلفة.
السيدة سهام تقول: قبل زواجي اشترط زوجي علي أن يكون له كل القرارات، وأن أطيعه في كل شيء, ولأنني لا أريد المشاكل, تزوجت ووافقت، لكن بعد الإنجاب بدأت أصطدم معه في كل قراراته، لأنه يريد أن تنفذ أوامره دون أن يكون مشاركًا لنا في أي شيء, ولهذا بدأت أتركه يقول ما يريد وأفعل العكس, وعندما اكتشف الأمر حدثت مشكلة كبيرة.
وقررنا بعدها أن يكون لنا أسلوب جديد، يستمع هو لرأيي ثم يتخذ ما يراه من قرارات، وأصبحت أنا مصدر كل القرارات، لكن أمام أولادي أبوهم (سي السيد)، والآمر الناهي.
ويعترف المهندس حلمي بأنه ناطق بقرارات كلها من صنع زوجته.. ويقول: أخرج من البيت في التاسعة صباحًا، ولا أعود إلا عند منتصف الليل تقريبًا, وخلال تناولي العشاء مع زوجتي أستمع لكل شيء يخص الأولاد, ورأيها الشخصي في كل سلوك.. وقبل نومي أصدر قرارات جميعها هي مصدرها، ولكنها تقوم بإبلاغها للأولاد، على لساني، ومن يرد مراجعتي ينتظر يوم الإجازة.
فإصرار أي رجل على أن يكون مصدرًا للقرارات وحده شيء غير منطقي، والأفضل أن يكون لنا رأي نتخذه معًا.
صياغة العلاقات الزوجية
وعن كيفية إقامة أسرة سعيدة بعيدة تمامًا عن تصلب الرأي، وتختفي منها عبارة "أنا صاحب الكلمة الأولى والأخيرة", يقول د. محمود عبد الرحمن حمودة، أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي والأعصاب بكلية الطب جامعة الأزهر: إنه لابد من إعادة صياغة العلاقات الزوجية من خلال لغة الحوار والحب والعشرة، والابتعاد نهائيًا عن العناد.. وإذا تمسك أيٌّ من الطرفين بفرض كلمته ستكون نهاية الأسرة مفزعة, ولذلك لابد لكل طرف أن يجلس مع الآخر، ويتبادلا الأدوار والمواقع، ويتفهم كل طرف كيف يفكر الآخر وما هي وجهة نظره.. لأن التفاهم القائم على التفكير السليم والصحيح سوف يلغي تمامًا كلمة "أنا صاحب الكلمة الأولى".
مستشارة الرجل
وللدكتورة زينب شاهين، أستاذة علم الاجتماع والتنمية البشرية، رأي في هذا الموضوع تقول فيه: إن العلاقة الزوجية هي علاقة اجتماعية إنسانية لها طبيعة خاصة جدًا, وهذه الطبيعة تحكم سلوكيات الأفراد داخل العلاقة, والهدف الأساسي استقامة العلاقة واستمرارها بنجاح, ومن هنا كانت خصوصية العلاقة الزوجية.
فالشكل الذي يناسب أسرة قد لا يناسب أسرة أخرى.
ويجب تأكيد أن المرأة لم تكن يومًا كائنًا سلبيًّا كما أراد لها البعض في بعض الفترات التاريخية, حتى عندما كانت لا تخرج من البيت كان لها رأيها، حيث كان يجلس معها زوجها ليتحدث معها عند زواج الأبناء..
ومن خلال موقعها كمستشار لزوجها كانت دائمًا تقوم بدورها في توجيهه إلى القرار السليم. وقد أتقنت النساء في الصعيد القيام بهذا الدور، لأنه بحكم العادات والتقاليد ليس من حق المرأة أن تعبر عن رأيها أمام أحد, ومن هنا كانت تقدم رأيها لزوجها الذي يعلنه أمام الناس على لسانه, وفي كل بيت سنجد أن للمرأة رأيًا مؤثرًا, لكن الناطق الرسمي بهذا الرأي هو الزوج.. أو الأب.. أو الابن, وختمت حديثها قائلة: إنه على المرأة كما تقوم بإعطاء النصيحة بالقرار المناسب لزوجها كي يعلنه, فعليها أن تطلب منه القيام بإعلان القرار المشترك أمام الأبناء، حتى لا يظنوا أن أمهم كائن سلبي, بل شخص مشارك لوالدهم في اتخاذ جميع القرارات.
حكومة الزوجة!
- التفاصيل