سمية عبد الكريم بكار
إن تأسيس مكتبة منزلية في منزلك من الوسائل التي تساعد على التنمية، و تشجيع القراءة لدى أبناءك, فالطفل منذ سنواته الأولى يبدأ بحمل الكتاب المخصص لعمرهِ، فيألَف وجودهُ، و يعرفُ كيف يتعامل معه، و يراهُ كل يومٍ في المكتبة، فيصبح الكتاب جزءا من حياته اليومية، و حين يكبر قليلاً تزداد هذه العلاقة، و تكبر من خلال شراءه للكتب المحببه له ذات الألوان، و الرسومات الممتعة، و هكذا يكبر حتى يستطيع اختيار الكتاب المفيد، و المناسب له، وهذه العلاقة بين الطفل و الكتاب تنمو من خلال مكتبة المنزل.
المكتبة ليست فقط لتكمل ديكور المنزل و أناقته، بل هي جزء من تاريخ الأسرة، تبدأ صغيرة مع العائلة الصغيرة المكونة من شخصين، ثم تكبر مع ازدياد عدد أفرادها، و تختلف مواضيع كتبها باختلاف أعمارهم و اختيارتهم.
هذه المكتبة هي التي تربط أبناءكِ بعالم الكتب و المعلومات و اللغات؛ لذلك فإن اختيارك لما تحويه من كتب، و طريقة شرائها، و عرضها، هي سبب نجاح هذه العلاقة، و تطورها، بل هي سبب تكوين أسلوب حياة طفلك حيث تظهر العديد من البحوث، و الإحصائيات نتائج و أرقام تشير إلى علاقة طردية بين حجم المكتبة المنزلية و نجاح الطفل الأكاديمي.
و في إحدى هذه الدراسات أن الطفل المولود لعائلة غنية بالكتب، لديه فرصة عشرين بالمئة أعلى لإكمال الجامعة من طفل يعيش في بيت لا توجد فيه مكتبة!
وفي هذه المكتبة يجب أن تتوفر الكتب الأساسية لأي مكتبة، مثل: عدة نسخ من القرآن الكريم، و تفاسيره، و بعض الموسوعات الفقهية، و العقدية، والسيرة النبوية، و العلمية، والجغرافية، و غيرها.
أما بقية الكتب فيُفضل أن يختار كل فرد من العائلةِ ما يحب من الكتب ليقرأَها , و لذلك فإن زيارة العائلة للمكتبة بين الحين و الآخر تشجع أفراد العائلة على اختيارِ الكتب التي يحبونها، و تكوين مكتبتهم كما يريدون.
شجعي طفلكِ على اختيارِ الكتاب المناسب لعمرهِ، و التنويع في الموضوعات، كأن يختار قصص الأنبياء، و الصحابة، و السيرة النبوية، و الموسوعات العلمية المخصصة للأطفال، بالإضافةِ لما يختار من كتب أخرى.
و لا تشتري عددا كبيرا من الكتب في وقتٍ واحد، حتى يتسنى له قراءتها جميعاً في فترة قصيرة، ثم الذهاب مرة أخرى للمكتبة لشراء الجديد من الكتب.
اكتبي اسم الطفل على الكتاب، ليشعر بملكيتهِ للكتاب, و أشعريهِ بأهميةِ الحفاظ عليه، و لو بعد سنوات.
اطلعي على الكتابِ قبل شراءه، و تأكدي أن محتواه يناسب ابنك، و اعزلي كتب الكبار عن كتبِ الأطفال برفوف خاصة لكل منها، أو مكتبة خاصة.
و حتى تشجعي طفلكِ على الاستفادة منها, و الاستمتاع بتجربة القراءة، حاولي أن تقرأي له الكتب, أو يقرأها عليك, و لتكن هذه اللحظات في أجمل مكان في المنزل, و أهدأه, واجعليها لحظات ممتعة حتى ترتبط القراءة لديه بالأوقات الجميلة، و المميزة، فالقراءة ليست درساً، أو واجباً ، بل هي تجربة مشتركة بين شخصين، أو أكثر ، و من الجميل أن يقرأ الأطفال الأكبر سناً للأصغر و مناقشة ما يقرأون بينهم.
و أخيراً فإن أقصر طريق لترغيب أبناءك بالقراءة و تكوين مكتبتهم الخاصة هو ممارستك لذلك أمامهم و جعله أسلوب حياتك؛ لما لها أثر كبير جداً على الأبناء، لأنهم عادة يحبون تقليد آبائهم وممارسة الحياة على طريقتهم.
المكتبة المنزلية أسلوب حياة
- التفاصيل