أ. محمود عبد المجيد أبو العلا .
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:-
قد يظن البعض للوهلة الأولى أني قد أخطأت في العنوان وقد يستغرب البعض الآخر هذا العنوان ولكنني قد تعمدت ذلك لكي ألفت النظر إلى قضية هامة جداً جداً نسيها البعض وتناسها البعض الآخر مركزين على القضية الأخرى وهي بر الوالدين وأهميته في الإسلام وأهمية محافظة الأبناء على ذلك متناسين بذلك أن هناك أيضا براً مقابلاً لبر الوالدين ا وحقوقاً لابد من القيام بها تجاه الأبناء وحتى لايظن أحد أنني أكتب عن أمر جديد ليس له سابق سأسرد لكم تلك القصتين واللتين تنطقان بمعاني البر المطلوبة من الأباء لأبناءهم.

القصة الأولى:-
"جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو إليه عقوق إبنه فأحضر عمر الولد وأنبه على عقوقه لأبيه ونسيانه لحقوقه فقال الولد ياأمير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه قال بلى قال فما هي يا أمير المؤمنين قال عمر أن ينتقي أمه ويحسن أسمه ويعلمه الكتاب أي القرآن قال الولد ياأمير المؤمنين إن أبي لم يفعل شيء من ذلك أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي وقد سماني "جُعلا" أي خنفساء ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً فإلتفت عمر إلى الرجل وقال له:- "جئت إلي تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك"

القصة الثانية:-
"أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه غضب على يزيد مرة فأرسل إلى الأحنف بن قيس ليسأل عن رأيه في البنين فقال:"هم ثمار قلوبنا وعماد ظهورنا ونحن لهم أرض ذليلة وسماء ظليلة فإن طلبوا فأعطهم وإن غضبوا فأرضهم فإنهم يمنحوك ودهم ويحبونك جهدهم ولاتكن عليهم ثقيلا فيملوا حيات ويتمنوا وفاتك.

وأخيرا فحتى يطيب العطاء لله فلابد من أن يطيب الغرس لله ومن أدب ابنه صغيرا قرت عينه كبيرا وكما يريد الآباء من أبناءهم أن يبروهم فليكونوا هم على مستوى ذلك البر والله الموفق إلى كل خير وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه .

المستشار

JoomShaper