الكاتب: عبد الله
إنّ علاقة النساء بعضهن ببعض لها أثر كبير على علاقة الرجال بعضهم ببعض، فكم من العلاقات توطدت بين الرجال نتيجة لعلاقة زوجاتهم أو بناتهم أو أخواتهم أو أمهاتهم مع زوجات  أو بنات أو أخوات الآخرين، إذ يضطر الرجل أن يوصل المرأة إلى صاحبتها، وربما ينتظرها، وقد يجامل الرجال بعضهم بعضاً حتى توثق العلاقة بينهم.
ومن طبيعة النساء أنّهن لا يكتمن سراً، إلا من رحم الله وقليل منهن، لذلك فسينقلن ما يعرفن من معلومات عن صويحباتهن وزميلاتهن لأزواجهن،  فتصبح المعلومات متوفرة عند الرجال، وتوفر المعلومات خطوة رئيسة في بناء العلاقات. إنّها طريقة جيدة في التعرف على الآخرين، ولكن كثيراً من الناس يغفلون عنها.

ومن الملاحظ أنّ هذه القاعدة لا يدرك أهميتها إلا صنفان من الناس:

أمّا الأول: فهم أولئك الدعاة والمصلحون الذين يعينهم التعرف على الآخرين لدعوتهم إلى الله تعالى والسعي لإصلاحاتهم.

أمّا الثاني: فهم أصحاب المصالح الذين همهم التعرف لا لشيء إلا ليحققوا مصالحهم ومطامعهم الدنيوية من خلال هذه الصداقات، فكن الصنف الأول تفز في الدنيا والآخرة، ولا تكن الثاني فتخسر ما عند الله، إذ ما عند الناس ينفذ وما عند الله باق.

وحتى لا يساء فهم هذه القاعدة، ونظراً لحساسيتها، فإنّنا نود الإشارة إلى بعض الضوابط المهمة المتعلقة بهذه القاعدة وهي كما يلي:

1) الإخلاص وتقوى الله هما الأساس الذي ينبغي أن تبنى عليه هذه القاعدة.

2) ينبغي للمتعامل مع هذه القاعدة أن يكون عفيفاً طاهر النفس بعيداً عن الفتنة، "فإنّ أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء".

3) الحذر من الاختلاط بالنساء والتساهل في محادثتهن ومجاملتهن.

4) إنّ للبيوت أسراراً لا يجوز إفشاؤها،  ومَن علم بها يجب عليه سترها، فإنّه مَن ستر مسلماً في الدنيا ستره الله يوم القيامة. لذا ينبغي للرجل أن  يمنع المرأة عن تتبع عورات الآخرين، وأن يأمرها بأن لا تبوح بكل ما تعرف. إنّ التعامل مع هذه القاعدة ينبغي أن يرافقه نقاء لا عكر فيه، وطهارة لا خبث معها.

5) على الإنسان أن يتقن أساليب التعرف على الآخرين، وأن يحرص على اقتناص المواقف أو تصنيعها ليوطد العلاقة معهم، لا سيما عند التعامل مع هذه القاعدة.

JoomShaper