محمد هاشم الجيلاني /خاص ينابيع تربوية
الحب فوق الرضا وهو سبيل الحياة الطيبة فالحب سبيل للنجاة من الكثير من الآلام والمتاعب ، فهو سبيل لراحة البال وسكينة الروح والتخلص من القلق والاكتئاب
وهو كذلك مصدر أساسي ومهم لتقوية الروابط العائلية والاجتماعية وتحقيق الرضا عن الذات وعن الآخرين .
بالحب نقبل بعضنا البعض ونقدر ونحترم بعضنا أيضاً فهو مصدرً من مصادر السعادة وبه يعيش الإنسان بعيداً عن الاكتواء بنار الحسد والحقد وحب الانتقام.
لذلك كانت رسالة الأنبياء جميعهم رسالة محبة وتسامح فالقرآن الكريم دعا لكل ما يعمق الألفة والمحبة بين الناس كافة قال تعالى (لو أَنفقتَ ما في الأرض جميعاً ما الفتَ بين قلوبِهم ولكن الَلَهَ ألَّفَ بينَهم) وكذلك السنة النبوية دعت أيضا لكل ما من شانه تعميق الحب بين الناس سواءً الحب العائلي أو المجتمعي بل جعل الحب في الإسلام دليل صدق الإيمان (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ).
كما أن الإسلام حارب بل وحذر من كل ما يؤدي إلى إفساد ذات البين أو يسبب الكراهية كالحرص والطمع والتنافس والتنابز بالألقاب والظلم والتعالي على الناس والحقد والحسد لهذا كان الحب وسيلة للنجاح في جوانب كثيرة نذكر بعضاً منها على سبيل المثال

*الحب والعلاقات الإنسانية.

إن الذي يحمل الحب للآخرين يسهل علية ربط علاقات ناجحة لان الحب سبب للعلاقات الصادقة البعيد كل البعد عن المصالح الرخيصة،ولأن الحب يعني التسامح والعفو عن الزلات فهو داعي لدوام العلاقة وتطورها ،والعلاقة المبنية على الحب لا تَكلُفَ فيها ولا حرج ولا تزلف مما يجعل العلاقة سهلة و وطيدة وبعيدة المدى .

*الحب والانجاز الإداري والمهني.

حب العمل يوجد رغبة جامحة في تحقيقه والنجاح فيه ويتحقق التفاعل بين العامل ومهنته.

فبدون الحب للعمل والمهنة يتولد لدى العامل كم هائل من الشعور بالملل وعدم الرغبة في العمل بحيث يكون العمل ثقيلاً علية وكذلك لا يحاول هو تطوير أدائه أو الاستمرار فيه .

وإذا وجد الحب بين مدير العمل ومن يديرهم يوجد قدر كبير من الانسجام والقدرة على االتفاهم و بالتالي يتحقق التفاعل والايجابية وقبول التوجيهات ويوجد الحب مناخ للحرية فيتحقق الإبداع وتنضج الآراء ويزول الخوف والحرج وتتعزز الثقة وهذه من العوامل الرئيسية التي توجد اكبر قدر من حب الإنتاج وتحقيق النجاح

*الحب وأثره في بناء روح الفريق الواحد.

لن يعمل مجموعة من الناس بروح الفريق الواحد إلا إذا تحقق الحب بينهم بصدق وإخلاص فبه تدوم المودة وبالحب تعفو عن الزلات وتتقوى الروابط الأخوية .

بالحب تنهزم الأنانية وحب الذات ويتوفر مناخ من التسامح والتناصح والمودة

فبالحب يعمل الفريق الواحد بلا حسد ولا بغضاء ولا انتقاص من الآخرين ولا سخرية ولا استهزاء فالحب سيد الموقف .

الكل يحب لأخيه ما يحب لنفسه بل استطيع القول إن الحب هو صمام أمان وضمان للعمل بروح الفريق الواحد .

JoomShaper