الدستور - جعفر الدقس
العلاقة الطبيعية والمثالية بين الزوجين هي العلاقة المبنية على التكامل والتعاون في تكوين الاسرة، وهذا يؤدي إلى ان تسود مشاعر المودة والرحمة فيما بينهم، ولكن في بعض الاحيان يحدث خلل في طبيعة العلاقة ما بين الازواج وتحديدا فيما يتعلق بقيادة سفينة الاسرة ، فالوضع الطبيعي ان يتولى الرجل هذه المهمة ولكن بشكل يعتمد على احترام كل واحد منهم للآخر، وهذا الوضع فقط هو الذي يمكن تقبله في المجتمعات الشرقية المحافظة كالمجتمع الاردني، اما الحالات التي نرى فيها الزوجة تتولى دفة القيادة لسفينة الاسرة بينما يكون الزوج تابعا متلقيا للتعليمات، فهي حالات ينبذها المجتمع الاردني ولا يتقبلها، فالزوج المحكوم- كما يحلو للكثيرين وصفه- رجل غلبان وذو شخصية ضعيفة، اما الزوجة (الربانة) فتثبت مقولة شعبية بأن وراء كل امرأة قوية (رجل ضعيف).
الزوجة المتنمرة
عمر اسماعيل موظف في القطاع العام قال بان العلاقه الزوجيه يجب ان تقوم على التفاهم بحيث يعرف كل زوج طبائع زوجته منذ بداية الحياة بينهما ، وبالتأكيد اذا اعتمد الطرفان على الصراحة والوضوح فيما بينهما فهما قادران على وضع اسس سليمة لحياتهما ، اما بالنسبة للزوج الضعيف فهذا لا يحدث مصادفة وانما يكون سببه ان الرجل منذ الصغر يكتسب شخصية باهتة ، ويكون منقادا لأحد ما وربما يكون هذا الأحد على الاغلب امه ، وبالتالي عندما يتزوج وتكون الزوجة تتميز بشخصية قوية فهي ستجد نفسها مضطرة لملء الفراغ الذي شكله ابتعاد الام او الاب ، ولكن في كثير من الاحيان تبالغ بعض الزوجات في التسلط على الزوج وإلى درجة حد التباهي بهيمنتها امام شقيقاتها او زميلاتها في العمل .

ويضيف اسماعيل ان البعض يقول بأن السبب وراء ظاهرة الرجل الضعيف والزوجة المتنمرة هو حالة العشق الجنوني من الزوج الضعيف لزوجته ، ويقول البعض الآخر انه بسبب تفوق المرأة اجتماعيا او علميا على الرجل الضعيف، ولربما يقول آخرون إن السبب طيبة الزوج وخوفه على مستقبل الأبناء فيترك زوجته تفعل به ما تشاء ويسلم امره لله ، ويقول آخرون ايضا إن هذا الزوج ضعيف ومريض نفسيا ويستمتع بسيطرة الزوجة عليه، ولكن الذي يجب ان تفهمه كل زوجة تتلذذ باضطهاد زوجها بأن النتيجة مروعة على الاطفال .

الاطفال يدفعون الثمن
محمود جاد الله موظف في القطاع الخاص قال ان هيمنة الزوجة على زوجها امر لا يحظى بأي سمعة طيبة في المجتمع الاردني ، والزوج ( المحكوم ) يكون عرضة للسخرية من الجميع حتى اقاربه ، والناس تعرفه من بعض الصفات الملازمة له فمثلا تراقبه زوجته بصورة مستمرة في البيت وأيضاً خارجه ، وهي تقوم بالاتصال معه هاتفيا بشكل دائم واذا اراد الذهاب الى اي مكان لا بد ان يستأذن منها ولا يستطيع شراء اي شيء الا بعض ان يأخذ موافقتها على الهاتف ، كما انه لا يتحكم براتبه وانما يأخذ مصروفه كابنائه تماما ، اما الاسوأ فهو انها لا تظهر له اي نوع من الاحترام امام اهله وتتعمد دائما احراجه وتكسير كلامه ، وبعض هؤلاء الزوجات متنمرات الى درجة انها تقوم بضرب زوجها ، وهذا بطبيعة الحال له تأثير مدمر على تربية الابناء .

يكفي ان تكون مستشارة.

حسام عمران معلم في القطاع العام قال ان بعض الازواج يُسوقون خضوعهم لزوجاتهم بحجج واهية ، واولى هذه الحجج ان المرأة في هذا الزمن اصبحت تشارك الرجل بالعمل والانتاج ، وايضا هي تلعب دورا مهما في الانفاق على الأسرة ، لذا يجب ان يشاركها الزوج في اعمال البيت كافة ، كما يجب ان يساعد في تربية الاولاد ، فالمرأة يكفيها انها تقوم وحدها بمهام الأمومة التي لا يستطيع الرجل مساعدة زوجته بها كالحمل والرضاعة ، لذا هي تتحمل مسؤولية اكبر منه ، وفي الحقيقة نقر بمنطقية هذه الحجج ، ولكن هذا لا يعني ابدا ان تتنمر المرأة على زوجها ، فتصبح هي قائد السفينة ، وحتى على فرض ان الرجل كان مسالما وطيبا لدرجة كبيرة فالمفروض ان تقوم هي بمساندته وتدعيم شخصيته ، وان تكتفي فقط بدور المستشار له ، واي زوجة تساعد في اضعاف زوجها وكسره عليها ان تعلم ان ابناءها في المستقبل سوف يطبقون ما تعلموه منهم فبناتها سوف يتنمرن على ازواجهن ، واولادها على الاغلب سيكونون اصحاب شخصية ضعيفة امام زوجاتهم .

وصف ظالم.

الدكتور حسين الخزاعي عميد كلية الاميرة رحمة الجامعية قال: ان وصف الرجل بأنه خاضع لزوجته هو وصف ظالم وخاطىء ، وهو يطلق على الرجل الذي يتعامل مع زوجته بنعومة ويقوم بمساعدتها في مختلف شؤون حياتهم ، في حين يجب العلم بأنه لا يوجد رجل يخاف من زوجته أو رجل محكوم لها ، ولكن التنشئة الاجتماعية في المجتمع العربي المحافظ تنظر الى الرجل على أنه يجب أن يكون خشنا في تعامله مع زوجته ، كما يجب ان يكون رأيه هو الرأي الصحيح الذي لا بديل عنه ، وبالتالي لا يمكن ان يقبل الرجل اي مناقشة من زوجته في مدى صحة رأيه ، ويضيف الخزاعي ان بعض الازواج لا يتفقون مع هذه الرؤية ولا يجدون انفسهم مضطرين لتطبيقها على حياتهم ، وبدلا من ذلك نراهم يتعاملون مع زوجاتهم برقة ويشاركوهن الرأي في كل شؤون الحياة ، والذي يحدث ان بقية الرجال من اصحاب الرأي المخالف عندما يشاهدون هذا النموذج امامهم فإنهم يرفضونه ، وعلى الفور يطلقون وصف الزوج المحكوم على كل من يطبقه .

JoomShaper