منال عبد العزيز السالم
الاجتماعات العائلية من أجمل و أروع نشاطاتنا في الإجازات، و اللقاءات الاجتماعية هي صلة رحم و تواصل أمرنا به شرعاً، و نتفق على أهميته عرفاً.
اجتماعاتنا العائلية فرصة للتلاقي و التواصي, فرصة لتجديد المحبة و تأكيد المودة, فرصة للتعارف و مزيد من التآلف.
فهل فعلاً تحقق اجتماعاتنا العائلية أهدافها؟
أم أن التكلفة المقيتة دخلتها حتى أذهبت جمالها و بريقها, و ذبلت زهرتها؟
التكلفة القاتلة التي أعنيها هي التكلفة في اللباس, و التكلفة في المطاعم و المشارب, و التكلفة في الأثاث و الأواني, بل و حتى التكلف في الطبع و التصرف و العادات.
هذه التكلفة جعلت اللقاء عبئاً ثقيلاً على الأسر, و واجباً غير محبب على العائلات.
و حوّلت اللقاء إلى مجال تنافس, و ميدان مقارنة.
حتى أضحى الشباب يأنسون باجتماعات الأصحاب و الأصدقاء أكثر من أنسهم بمجالس الأقارب.
و لو أننا اكتفينا في هذه الاجتماعات بما لا يثقل، لارتسمت ابتسامة اللقاء على شفاه الحضور, و لعمّ القلوب فرحٌ و حبور.
يفسد اجتماعاتنا العائلية أيضاً خلو بعضها من المضمون و الهدف, فلا كلمة خير تطرح, و لا فائدة تهدى, و لا يتحقق فيها حتى التعارف بين الأفراد.
بل نجد على النقيض من ذلك لقاءات تتخللها منكرات كاللباس و الموسيقى، فتنزع منها البركة و تقضي على روحها.
لكي تكون لقاءاتنا رائقة شفافة, نقية زكية, علينا أن نقترب فيها من الله, و نبتعد فيها عن ما لا يرضيه, و نخلع عنها ثوب التكلفة المقيتة.
و نغسل قلوبنا بماء سلامة الصدر, لتتصافح قلوبنا قبل أيادينا, و تتحقق في اجتماعاتنا أهدافنا و أمانينا.
روابط ذات صلة
إدارة الوقت..
مفسدات اللقاء في الإجازات
- التفاصيل