ديما الرجبي*
عمان – بعد قرار الحكومة بعودة معظم الأنشطة التجارية الى العمل ضمن شروط السلامة العامة، بدأت المراكز الرياضية الإعلان عن جاهزيتها لاستقبال المشتركين بما يراعي شروط الحكومة، وتباعاً سيتم السماح للمراكز المهنية التدريبية -النوادي الصيفية- باستئناف أعمالها. ومع حرصنا على الحفاظ على هذا الجانب المهم من حياة أبنائنا خاصة بعد الإغلاق الذي قيد تواصلهم مع محيطهم الخارجي، لذلك نرى من الضرورة خلال فترة العطلة الصيفية استغلال ما أمكن من هذه الأنشطة وإشراك أبنائنا بها وإلحاقهم بالنوادي الصيفية كل حسب رغبته بدون فرض من الأهالي لاختيار نشاط معين، النوادي الصيفية وجدت مكملة للنشاط الدراسي، وتعمل على تنمية شخصية الطالب وقدرته الذاتية والخروج من رتابة المقعد الدراسي إلى مساحة أكبر يخرج من خلالها طاقاته ويتعرف على موهبته.


إن أهمية المراكز الصيفية لا تقتصر على المتعة التي تمنحها لأبنائنا، بل تتمثل غايتها في توظيف الوقت الضائع لديهم، وذلك لتفريغ طاقاتهم البدنية والفكرية في محيط يحتضنها ويوظفها بما يعود عليهم بالمنفعة.
ونظراً لاختلاف قدرات الأهالي المالية، يجب أن تعلم الأمهات بأن إشغال فترة العطلة الصيفية لا تقتصر على إشراك الأبناء في هذه النوادي مدفوعة الأجر، بل تستطيع الأسر أن تبحث عن مراكز تقدم الخدمات الاجتماعية التطوعية لإشراكهم واستغلال الوقت بالطريقة المثلى.
كما وأبرز “كورونا” خلال فترة الحظر أنشطة ممتعة جداً سادت بين الأسر وهي (الطائرة الورقية) التي تعد من الأنشطة الرياضية والذهنية الممتعة، وذلك لكونها ذات تكلفة منخفضة ومتوافرة بين أيدي الجميع يجب على الأسر تحفيزها والحفاظ عليها ليتسنى لأبنائنا ممارستها في الحدائق العامة وعلى أسطح البنايات.
ولأن العطلة الصيفية تشكل عبئاً على الأمهات الموظفات وتشكل المساحة التي ينطلق من خلالها أبناؤنا لممارسة هواياتهم، لذلك يجب خلق توازن بين القدرة المالية للأهالي ورغبات الأبناء حتى لا يجبر أحد الطرفين على مواجهة ضغوطات من أي نوع.
الخيارات المجانية متاحة وبكثرة، خاصة بعد استحداث الأنشطة الالكترونية من المنزل من قبل وزارة الثقافة وكذلك الأنشطة الترفيهية ذات السعر الرمزي متوافرة أيضاً في أغلب المراكز التابعة لأمانة عمان الكبرى.
ترتكز هذه المراكز الصيفية على جانب مهم يحتاجه الطلبة لتفريغ الطاقات السلبية ويعتمد على نظرية التعلم عن طريق اللعب، وهي منهجية تعليمية يستخدمها مدربو الأنشطة الصيفية كافة وتساعد على اكتشاف المواهب، وتبرز أنشطة القدرات وتنميها وترتكز على أنشطة التعاون الجماعي التي تعد من أهم الأنشطة التي تجسر الهوة بين الطالب ومجتمعه وتعمل على بناء ثقته بمحيطه وتعزز مفهوم التعاون، تلك الجوانب يعتمد عليها في توجيه شخصيات أطفالنا نحو النجاح والإيجابية وينبغي أن تتسم بالتخطيط الجيد، والتنفيذ المناسب.
ونظراً للظروف التي تعرض لها أبناؤنا بسبب “كورونا”، نجد أنه من المهم منح الأبناء القدرة على المشاركة في كل ما سبق من تخطيط وإنجاز، وذلك تعزيزا لشخصية الطلبة وتقديرا لذاتهم، ويجب استغلال ما أمكن من فترات سماح للدمج الاجتماعي وخلق اتزان بين العودة بحذر والعودة الكلية، فلا نعلم متى ينشط فيروس “كورونا” مرة أخرى ويقيد حركة أبنائنا من جديد لا قدر الله، لذلك يجب تفريغ هذه الطاقات ما أمكن ما دام الوضع يسمح بذلك.

*كاتبة متخصصة في مجال قصص الأطفال ومدربة صعوبات تعلم

JoomShaper