سيدتي - لينا الحوراني

كلل طفل لديه القدرة على أن يكون قائداً. وقد يتفاوت الأمر بين طفل وآخر،لكن مع الرعاية والصقل قد يتحقق الهدف. فيما يلي بعض الخطوات البسيطة التي يمكن للآباء (والأجداد والمعلمين والمدربين والعمات والأعمام والجيران) القيام بها للمساعدة في تطوير قدرات الأطفال على القيادة: الرسالة هنا موجهة للأمهات اللواتي يبذلن جهدهن ربما أكثر من الآباء لتربية طفل يتم توجيهه حسب إمكانية العائلة ورغبة الطفل نفسه، ومدى تجاوبه. .. الدكتورة أمل بن جرش، باحثة اجتاعية ونفسية، تدل الأمهات على طرق لتربية طفل قيادي.

  1. كوني أنت نفسك قيادية

من أهمّ واجبات القائد أن يمتلك القدرة على إدارة فريقه، وفي حال لم تكوني تستطيعين إدارة ذاتك، فلن تنجح يفي إدارة غيرك! يُقصد بإدارة الذات، القدرة على تحديد أهدافك وترتيبها حسب الأولوية، ومن ثمّ تحمّل المسؤولية كلّها أو جزء كبير منها لتحقيق هذه الأهداف. ومنها التصرف الاستراتيجي، حيث يعدّ التفكير الاستباقي، والذهن المتفتّح من ضروريات نجاح الشخص القيادي. لكن كوني مستعدة على الدوام لتغيير استراتيجياتك من أجل الحصول على فرص جديدة، أو التغلّب على التحديات غير المتوقّعة التي تواجهك

 

وإحدى الطرق الرائعة للسماح للأطفال برؤية قيادتك أثناء العمل هي التطوع للعمل المجتمعي بحيث يرافقك طفلك في ساعات محددة، أظهري له شغفك بمساعدة من حولك، ودعيه يتدخل لإنقاذ موقف أو يقدم مساعدة ما، بهذا يختبر شعوره بعد إحداث تأثير على حياة شخص آخر، فهذا ما يجعل الطفل قيادياً.

  1. اسمحي له بأن يصنع طريقه بنفسه

 

يبدأ ذلك من بعد سن 6 أشهر عندما تمنحين طفلك بعض الألعاب وتتركيه يلعب بها كيفما يشاء، الأمر الذى يجعله يشعر أيضاً بالمسؤولية تجاه ألعابه، تحدثي مع الطفل منذ نعومة أظفاره وكأنه يفهم ما تعنيه من كلمات، سواء عند تغير حفاضاته، أو ملابسه، ما يساعده على تحسين قدرته على التحدث فيما بعد، وكذلك زيادة شعوره بثقته بنفسه، كما يساعد في شعوره بالقيام بأشياء أخرى.

 

واسمحي له باستكشاف العالم حوله، ومنها حرية التنقل داخل المنزل تحت إشرافك، مثل وضع لعبته المفضلة بمكان بعيد عنه والطلب من الطفل الذهاب لالتقاطها ما يساعده على الشعور بالثقة والاعتماد على النفس. .. دعيه أيضاً يأكل بمفرده

 

فعندما يستطيع الطفل مضغ الطعام، عند بلوغ 9 أشهر، يجب على الأم أن تتحلى بالصبر، وتمنحه ملعقة لإطعام نفسه. .. كلها امور تجعل الطفل يختار من دون فرض سيطرتك عليه، أو زعزعة ثقته في هدفه، اسمحي له بأن يكون متفرداً بذاته، بل ادعميه على خياراته، وعليك أن تتخذي موقف النصح فقط، بتسليط الضوء على شغفه ونقاط قوته، وضعفه إذا كان ما اختاره غير مناسب له وليس لك، ساعديه على أن يقود حياته بنفسه.

  1. تحدثي عمن يمتلك قدرات قيادية

تأكدي من أن أطفالك يعرفون الأشخاص الذين يسلكون دروبًا رائعة في حياتهم، ويحققون أشياء تفيد العالم، ويحدثون تأثيرًا ويحدثون فرقًا فيمن حولهم. اسمحي لهم بالتعلم منهم بشكل مباشر، إذا كان أحدهم قريباً منك، كصديق يدير شركة، وعنده 50 موظفاً، دعيهم ليروا بأعينهم ما يلزم؛ ليكونوا قادة وأن يكونوا ناجحين، وإذا كنت تريدين تعريف الطفل بشخصيات عالمية ملهمة، فامنحيه جزءاً من وقتك في قراءة الكتب الكثيرة التي تحكي عن قصص نجاح هذه الشخصيات، أو اجعليه يرافقك إلى المكتبة القريبة لانتقاء هذه الكتب، كما أن مشاركتك متابعة بعض مقاطع الفيديو المختارة، أو الأفلام السينمائية التي تروي قصصاً ناجحاً لملهمين شقوا طرقهم في هذه الحياة، أمراً مفيداً، المهم أن تركزي على الوضع الاجتماعي الذي مرت به كل شخصية سواء كانت امرأة ام رجلاً، حتى وصلت في نهاية المطاف إلى هذه الإنجازات العالمية.

  1. دليه على أفضل طرق النجاح

لمساعدة الأطفال على النجاح يجب تحريك الفضول في نفوسهم، ادفعيهم لاستخدام الألعاب ذات النهايات المفتوحة. امنحيهم الطلاء والغزل وعصي المصاصة وتَرافقيهم لمعرفة عدد الطرق غير المعتادة التي يمكنهم استخدامها.

ولا تقولي لهم: «لن ينجح ذلك»، جربي قول: «فلنر ماذا يحدث!»، بدلاً من إعطاء إجابات، اسأل: «ما رأيك؟»، «كيف علمت بذلك؟»، «كيف تكتشف؟»... واستخدم أسئلة «أتساءل»: «أتساءل إلى أين هي ذاهبة»، «أتساءل لماذا يفعلون ذلك».

واعلمي أنه يمكن للأخطاء أن تعرقل الأطفال من الوصول إلى النهاية والنجاح لذلك لا تدعي ابنك يستسلم، وبدلاً من ذلك ساعديه على التركيز وتحديد عيوبه، تتابع امل جرش: "قسمي المهام إلى أجزاء أصغر  بين  الذين يواجهون صعوبات في التركيز عند الأطفال، على سبيل المثال، قومي بتغطية جميع المسائل الحسابية بقطعة من الورق، باستثناء الصف العلوي، ثم قومي بخفض الورق المغطى لأسفل في الصف التالي والصف التالي عند اكتمال كل صف.  ضعي أمام طفلك أهدافًا ومشاريع صغيرة يمكن أن ينجح فيها. سوف يكتسب صفة احترام الآخرين، حسب قدراته، واحترام ذاته، في الوقت نفسه، ومن خلال ثقته بنفسه سينجز المهمة الموكلة إليه، والتي قد تبدأ بتنفيذ خدمات للبيت.

  1. علميه فن الاستماع

ويكون ذلك من خلال القراءة للطفل، حيث تعتبر قراءة القصص المصورة للأطفال من الطرق المفيدة جداً في تطوير مهارة الاستماع عندهم منذ مرحلة الرضاعة، الى جانب اعطاء الطفل مهارات لغوية إضافية، ويجب أن تكون القراءة بصوت واضح وأن يتم وصف الأشكال والأحداث على شكل محادثة بين الشخصيات الموجودة في القصة. هذا الأسلوب يطور مهارة الاستماع عند الطفل ويساعد على تطوره العقلي بشكل سليم حتى لو كان الطفل مشغولاً أثناء القراءة بلعبة أخرى لكن مع الوقت سيتعلم الاستماع ويتفاعل بشكل تدريجي من القصة حسب مرحلته العمرية.

كما يمكن تغذية حب الاستماع من خلال تطبيق ألعاب الاستماع الجيد، وذلك في المراحل العمرية التي يستطيع فيها الأطفال التحدث، حيث يمكن أن يقرأ أحد الأبوين القصة للطفل، ثم يقوم بسردها مرة أخرى مع تغير بسيط في الأحداث. وإذا كان الطفل يصغي بشكل جيد فإنه سينتبه للتغيرات التي حصلت. ويمكن أيضاً عكس الأدوار وجعل الطفل يقوم بدور راوي القصة لتعزيز المهارات الكلامية والثقة بالنفس لديه.

وعند التحدث مع الطفل يجب الحرص على الانخفاض إلى ارتفاع مناسب له، والقيام بتواصل بصري فعال معه، مع الاستماع له بانتباه كامل دون الانشغال بمشاهدة التلفاز أو عمل أي شيء آخر.

افتحي باب الحوار مع طفلك واسأليه عن يومه، وأفكاره، وأحلامه، ومخاوفه وهي أحد أهم أساليب التربية، لأنها تشعر الطفل باستقلاليتُه وأهميته الذاتية، كما أنها تعزز طريقة التفكير لديه، وجودة الكلام، والقدرة على الربط والتحليل، وأخبريه انت عما يحدث في يومهم وجعل العملية متبادلة يربي طفلا مستمع يحترم الطرف الآخر.

  1. علميه حب الانتصار

إن عملية تشجيع الطفل تبدأ منذ السنة الأولى من عمره، فهو بحاجه له بشكل مستمر للمشاركة والتفاعل كي يحقق الإنجازات المختلفة في حياته، ويتدرج في التعليم ويطور قدراته ومهاراته، لأنه من الصعب مشاهدة طفلك يبدأ بتحد ما ثم ينسحب منه من دون مبرر كأن ينوي مثلاً تعلم لغة غير متداولة في بلده، وبعد أن يشتري الكتب ويبدأ بالدورات يتراجع ببساطة هنا اغتنمي الفرصة لتعلميه المثابرة وأنه ليس من حقه أن يفعل ما يحلو له، من دون أي اعتبار لمن حوله. .. جميع الأمور التي تصقل شخصيته وتطوره ومهارات أخرى حركية كالجلوس والوقوف والمشي والمسك وغيرها، ومهارات اجتماعية كتكوين العلاقات الاجتماعية والتفاعل والاختلاط بالآخرين وتكوين الصداقات والحوار، ومهارات عقلية إدراكية كالتفكير والتخطيط وحل المشكلات والإبداع، وغيرها من المهارات والسلوكيات التي تساعده على تحقيق ذاته وتعزيز ثقته بنفسه.

وتعليم الطفل حب الانتصار والتحدي يبدأ عندما يقوم الطفل بتحمل المسؤولية، مثل ترتيب أغراضه وألعابه وكتبه، على الأهل مكافأته وتعزيز هذا السلوك الإيجابي حتى يستمر، يتعلم الأطفال عادة من خلال القدوة والنموذج، فعلى الأهل أن يكونوا قدوة جيدة لأبنائهم.، لكن الأمر يحتاج منك إلى الصبر وبعض الوقت.

  1. علميه مهارة التواصل مع الآخرين

يعد اللعب أكثر الطرق فاعلية حيث يساعد في تعليم الطفل مهارات التواصل مع الآخرين، فاللعب مع الآخرين يساعد الطفل على معرفة أن ضرب الآخرين يعد عملا مشينًا، ومشاركة اللعب تسبب المرح، ولو كان الطفل خجولًا فيفضل أن يتشارك اللعب مع طفل واحد فقط. وعندما يواجه الطفل مشكلة تتعلق مشكلة الطفل بالتواصل الاجتماعي مع الآخرين فيجب التحدث معه لكي يلاحظ أخطاءه، فالطفل سوف يمر بالعديد من المواقف الاجتماعية خلال حياته والتي تحتاج منه التحضير، لذلك عليك وضع أساسيات التعامل وزيادة ثقته بنفسه والتي ستساعده لاحقًا في حياته، وكما كان الأساس قويًا استطاع أن يبني نفسه ويطور من مهاراته وذلك لكي يحظى بعلاقات أنجح مع الآخرين، لكن اعلمي أنه يجب إعطاء الطفل الحرية من أجل أن يقوم بالتعبير عن نفسه.

 

 فالتواصل وبناء العلاقات هو حجر الزاوية لبلوغ صفة القيادة. هنا ساهمي في بناء صداقاتهم، من خلال التواصل مع عائلة الصديق، ودعوته لتناول وجبة غذاء معكم مثلاً. أو لقضاء وقت اللعب.

وفي هذه الحيثية بالتحديد علمي أطفالك أن يقولوا ما يقصدونه ويعنوا ما يقولونه. تماماً.

  1. أكدي على أهمية العمل الجماعي

 

فالعمل الجماعي يساعد الأطفال على تعلم الانسجام مع الآخرين والعمل والتعاون رغم أياختلافات عرقية أو دينية. فالعمل معالفريق من أهم المهارات التي يمتلكها القائد، لذلك ابتكري فرصاً للتعاون. بدلاً من تعيين أعمال أو مهام فردية لأطفالك، شجعيهم على العمل معًا لتحقيق هدف مشترك. على سبيل المثال، يمكنك أن تطلبي منهم تنظيف غرفتهم، أو طهي وجبة، أو التخطيط لنزهة عائلية معًا. سيساعدهم ذلك على تعلم كيفية التواصل والتعاون والتسوية مع بعضهم البعض، يمكنك أيضًا إشراك أطفالك في بعض أنشطة العمل الجماعي للأطفال، مثل العمل التطوعي أو البستنة أو ممارسة الألعاب. وفي هذه الأثناء قدمي تعليقات بناءة وامتدحي أطفالك بينما هم يعملون وراقبي تقدمهم وقدمي لهم التعليقات والثناء. يجب أن تكون التعليقات محددة وفي الوقت المناسب ومتوازنة. على سبيل المثال، يمكنك الإشارة إلى ما فعلوه بشكل جيد، وما يمكنهم تحسينه، وكيف يمكنهم القيام بذلك بشكل أفضل. يجب أن يكون الثناء صادقًا وهادفًا ومركّزًا على العملية بدلاً من النتيجة. على سبيل المثال، يمكنك أن تقولي: "أنا فخورة بالطريقة التي عملت بها مع اصدقائك لحل هذه المشكلة. لقد أظهرت قدرًا كبيرًا من الإبداع والمثابرة."

 

ثم احتفلي بنجاح طفلك وكافئ يه على جهوده، سيساعدهم ذلك على الشعور بالتقدير والتحفيز والثقة. يمكن أن تكون المكافآت ملموسة أو غير ملموسة، مثل الملصقات أو الشهادات أو الهدايا أو العناق أو كلمات التقدير. يمكنك أيضًا عرض منتجات العمل الجماعي أو نتائجه، مثل الرسومات أو الحرف اليدوية أو الصور، في مكان بارز في المنزل.

  1. ساهمي في بناء شخصيته

من بين جميع الدروس التي يمكنك مساعدة طفلك لتعلمها،هي إثبات وجود شخصيته، الشخصية. ومن أساسياتها الثقة بالنفس والصدق والاحترام والنزاهة إذا اجتمعت هذه الصفات سيكون جاهزًا مستقبلاً لقيادة الشركات وبناء العلاقات الناجحة، ويكون ذلك من خلال تعليم الطفل حل النزاعات، بحيث يتعاملون مع فض بعض النزاعات بأنفسهم، من دون تدخل الوالدين. خاصة عند تعاملهم مع الآخرين من الفئة العمرية نفسها، أو مع الأشقاء، ولتحقيق ذلك يجب أن يتعلم الأطفال أن يتحدثوا مع بعضهم بعضا وأن يتوصلوا إلى حلول وسط، لأن ذلك يعطيهم ثقة بالنفس عند مواجهة المواقف الصعبة.

 

وكلما صار الأطفال أكبر سنا، زادت الضرورة لتشجيعهم على اتخاذ قراراتهم الخاصة وتحمل مسؤولية أفعالهم، وعندما يجرب الأبناء الأمور بأنفسهم ويتعلمون من أخطائهم، فإنهم يتعرفون على أنفسهم أيضا بشكل أفضل، ومن ثمّ تنمو شجاعتهم وثقتهم بأنفسهم.

 

بدءاً من المرحلة الابتدائية يحتاج الأطفال إلى هواية لتعزيز شخصيتهم، وتكون في أفضل الأحوال هواية خارج المدرسة، وفي حال لم يعبر عن أي رغبة، يجب تشجيع الطفل على اكتشاف اهتماماته ومواهبه، إذ إن إدراك الطفل أنه يجيد القيام بشيء ما، يعزز وعيه بنفسه. وفي الوقت نفسه، يمكن للهوايات أن تقوم بموازنة الحياة المدرسية اليومية، وأن تساعد في تقليل التوتر، وهو الطريق الصحيح لبناء شخصية قوية. 

  1. غذي عقله وعاطفته معاً

 

أي يجب ألا يفكر بواحد من الاثنين: فقط عقله أو قلبه، اشرحي له أن الجمع بين العقل والقلب، سيجعله محبوباً ممن حوله، وأعطيه مثالاً عن شخصية قيادية يراها في الإعلام مثلاً، أظهري له قيمة وجهات النظر المتعددة وأهمية المساواة. حافظي أنت على عقلك وقلبك منفتحين وبهذا سيحذو أطفالك حذوك.

JoomShaper