سيدتي - خيرية هنداوي

تعرض الطفل للعنف على يد زميل مشاكس بالحضانة أو طالب عنيف بالمدرسة الأولية، من الأمور الشائعة؛ نظراً لاختلاف أساليب التربية، وبالتالي الصفات التي يتصف بها كل طفل على حِدَه، ودور الآباء هنا كبير وخطير ومؤثر جداً على شخصية الطفل حالياً ومستقبلاً.

لهذا سيدي الأب وسيدتي الأم، تفهما وادركا جيداً أن تعرض الطفل للعنف، حادثة كبيرة في حياة كل طفل، لهذا على الآباء اكتشاف الأعراض ومحاولة العلاج؛ من كافة النواحي النفسية والجسدية والاجتماعية؛ وإبداء الاهتمام والرغبة الكاملة للطفل لأخذ حقه؛ بالشكوى و توجيه عقاب لهذا الطفل المعتدي، العنيف.

اللقاء واستشاري طب النفس وتعديل السلوك الدكتور محسن العياط للشرح والتفسير.

علامات تؤكد أن طفلك تعرض للعنف

تظهر على الطفل تغيرات في مشاعره كالقلق والتوتر أو الاكتئاب

التغيرات السلوكية:

قد يصبح الطفل عصبياً، يبدي توتراً زائداً، أو يظهر سلوكاً عدوانياً غير معتاد، هنا على الآباء توفير بيئة آمنة وداعمة في المنزل، حيث يشعر الطفل بالراحة والحماية، ومحاولة فهم مصدر التوتر والعصبية التي يعاني منها الطفل؛ والتحدث مع الطفل بلطف لفهم ما يجري في حياته.

التغيرات العاطفية:

قد تظهر على الطفل تغيرات في مشاعره، مثل القلق أو الاكتئاب، وقد يبدو أنه غير مهتم بالأنشطة التي كان يستمتع بها في السابق، على أولياء الأمور تقديم الدعم العاطفي للطفل وإظهار الحب له والاهتمام به، تحدثوا معه بشكل منتظم واستمعوا إلى مشاكله ومخاوفه بوعي وتفهم.

التغيرات الجسدية:

قد يلاحظ الطفل إصابات بدنية مثل كدمات أو جروح، أو قد يشتكي من آلام بجسمه غير مبررة، هنا على الأم فحص جسد الطفل بانتظام؛ للتأكد من عدم وجود إصابات خطيرة، وفي حالة وجود إصابات، اتخذي الإجراءات اللازمة لحماية الطفل، والإبلاغ عن الحادثة للجهات المختصة.

التغيرات الاجتماعية:

قد يتغير سلوك الطفل في المجموعات الاجتماعية، فتأخذ صورة الانعزال أو الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية.

حاولي توفير فرص اجتماعية للطفل في بيئة آمنة وداعمة، مثل اللعب مع أفراد العائلة أو أطفال آخرين في بيئة مراقبة.

قدِّمي الدعم للطفل للتعامل مع التغيرات الاجتماعية وتشجيعه على التواصل والتفاعل مع الآخرين.

في جميع الأحوال، إذا كنت تشتبهين في تعرض طفلك للعنف في الحضانة أو المدرسة، فمن المهم تقديم شكوى رسمية.

تأكدي من الحصول على الدعم اللازم لك وللطفل من الأشخاص الموثوق بهم، مثل أفراد العائلة أو المستشارين المختصين.

مخاطر تعرض الأطفال للعنف

تعرض الأطفال للعنف يمكن أن تكون له آثار كارثية وخطيرة على صحتهم الجسدية والعقلية والعاطفية:

 

    آثار جسدية وصحية: العنف الجسدي يمكن أن يتسبب في إصابات بالغة وحروق وكسور وجروح في الأطفال، قد يعاني الأطفال من آثار صحية طويلة الأجل؛ مثل إعاقات جسدية ومشاكل في النمو والتطور.

    آثار عقلية ونفسية: يمكن للعنف أن يسبب آثاراً عقلية ونفسية خطيرة على الأطفال، وقد يعانون من القلق والاكتئاب واضطرابات النوم والصدمة النفسية، كما قد يؤدي العنف المستمر إلى تطور اضطرابات ما بعد الصدمة في المستقبل.

    تأثيرات على التطور الاجتماعي: قد يعاني الأطفال المعنفون من صعوبة في التفاعل الاجتماعي، وبناء العلاقات الصحية مع الآخرين، وقد يعانون من مشاكل في التكيف مع المدرسة والمجتمع، وقد يتأثرون سلباً في مهارات التواصل وحل المشكلات.

    دور النموذج: يتأثر تطور الأطفال بشكل كبير بنماذج الذين يشاهدونهم ويتعاملون معهم، إذا تعرض الأطفال للعنف في بيئتهم المنزلية، فقد يعتبرون العنف طبيعياً، ويقلدون هذا السلوك في حياتهم اليومية.    دور التعلم: يمكن أن يؤثر العنف على أداء الأطفال في المدرسة وفرص التعلم، يمكن أن يشعروا بالتوتر وعدم القدرة على التركيز والتعلم بشكل فعال؛ بسبب الضغوط النفسية والعاطفية التي يعانون منها.

طرق الآباء في كيفية علاج صدمات العنف

ضرورة العلاج بالمنزل مع إعلام الحضانة بالشكوى

 

    قم بجمع جميع المعلومات المتعلقة بالحادثة، وتوثيق التواريخ، والأماكن، والشهود المحتملين، وأي دليل قد يدعم شكواك، قبل تقديم الشكوى لأي مسئول.

    قم بإعلام إدارة الحضانة بالحادثة وشاركها المخاوف والشكوك التي لديك، وقد يكون من المفيد تقديم خطاب رسمي يشرح ما جرى ويطلب التحقيق في الأمر.

    قد تكون هناك جهات مختصة محددة للتبليغ عن حالات العنف في الحضانة أو المدرسة، ابحث عن هذه الجهات في منطقتك وتواصل معها للحصول على المشورة وتقديم الشكوى.

    قم بكتابة الشكوى بشكل واضح ومفصل، واذكر جميع التفاصيل المتعلقة بالحادثة والأدلة المتاحة، وقد تحتاج أيضاً إلى تقديم الشهادات الطبية أو التقارير المتعلقة بالحادثة.

 

همسة في أذن الأمهات

ابذلي جهدك ليسترد طفلك الشعور بالأمان والثقة بالنفس

 

لا تتركي ولدك أو ابنتك وحدهما أسيرين لأفكارهما وما حدث لهما؛ ولدك أو ابنتك يحتاجان للإحساس بالأمان في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى.

اطلبي أجازة من عملك، واجلسي طفلك من المدرسة، واقتربي منه، حاوريه وتحدثي معه، وكوني المنصتة لكل ما يدور بقلبه وعقله.

ألّفي حكايات عن العنف أو سوء السلوك، واحكي لطفلك عما قرأت بالصحف أو المجلات، أو كنت شاهدته على النت –اليوتيوب-، ليشعر طفلك بأنه ليس وحده الذي تعرض للعنف.

اعملي جهدك على استبعاد فكرة أن طفلك هو المسئول عما حدث له؛ بسبب ضعفه أو تخاذله في المواجهة، أو أي نقطة ضعف بشخصيته.

تدرّجي بالكلام معه، وانتقلي من مرحلة الحكايات والمشاهدات، إلى مرحلة بث الثقة بالنفس واسترجاع الإحساس بالأمان.

لا تتركي طفلك إلا بعد أن تشعري بتغير حاله إلى الأفضل، وقد استرد بعضاً من ثقته، وشعر بالأمان وسط عائلته.

سيدتي الأم. تعرض طفلك لعنف من زميل أو قريب، فرصة لتنبيهه على صفات جديدة تدخل عالمه؛ بأن هناك الطيب والشرير، حسن السلوك وسيىء السلوك.

JoomShaper