لاريسا معصراني

تعتبر عادة قضم الأظافر لدى الطفل من العادات السيئة الشائعة، وقد تلازمه حتى الكبر إذا لم يتم التعامل معها بطريقة صحيحة. مما يشعر الآباء والأمهات بالقلق بشأن سلوك طفلهم، كونه قد يشير إلى مشاكل نفسية وسلوكية، مثل العصبية والقلق.

أسباب نفسية لقضم الطفل أظافره

وتؤكد اختصاصية علم نفس الأطفال والمراهقين الدكتورة ماريا جبور -في حديثها للجزيرة نت- وجود أسباب نفسية لظاهرة قضم الطفل لأظافره، بسبب معاناته من مشكلة ما، فيتعامل مع الأحداث بطريقة مختلفة بهدف تهدئة نفسه، أو التعبير عن غضبه بأسلوب مختلف، ويجب معرفة السبب الحقيقي قبل بدء العلاج، وتاليا أهم الأسباب:

قضم الاظافر

    التغيير المفاجئ: الشعور بالقلق من أكثر الأسباب الشائعة، لبدء الطفل قضم الأظافر، فمثلا عندما يذهب إلى مدرسة جديدة أو ينتقل إلى منزل آخر، أو عند الانفصال عن الأم، أو عند رفض إحضار لعبة ما له. وهنا من المهم منحه الكثير من الطمأنينة والاهتمام، حتى يعتاد على الوضع الجديد. فحدوث تغيير جذري في حياة الطفل يؤدي إلى هذه الحالة السلوكية.

    الاسترخاء: هنالك من يتجه إلى هذه الحيلة لينام ويشعر بالاسترخاء، فيقضم أظافره ليرتاح ويهدأ.

    السلوك المكتسب: إذا لاحظ الطفل أن أحد الوالدين أو مقدم الرعاية الأساسي أو الأخ يعض أظافره كثيرا، فقد يحاول محاكاة هذا السلوك.

    اضطرابات الصحة العقلية: قد يكون قضم الأظافر مظهرا سلوكيا لبعض الحالات النفسية الأساسية. ومن أمثلة ذلك اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، واضطراب قلق الانفصال، واضطراب التحدي المعارض. وقد يعاني بعض الأطفال الصغار من قضم الأظافر المزمن، بسبب حالة سلوكية تسمى السلوك المتكرر الذي يركز على الجسم.

    وجود خلافات عائلية: مثل طلاق الوالدين، أو كثرة المشاكل المنزلية، مما يسبب أزمة نفسية عند الطفل.

    تعرض الطفل للعنف الأسري أو الإهمال من قبل والديه: وغالبا ما تظهر علامات التوتر والقلق والخوف عند الأطفال المعنّفين أسريا وأبرز هذه العلامات قضم الأظافر، وقد يلجأ الطفل أيضا إلى قرص نفسه أو تقطيع شعره، إضافة إلى التبول اللاإرادي.

    قضم الاظافر

طرق لمنع الظاهرة وعلاجها

وتحذر الاختصاصية جبور من اتباع أساليب التوبيخ اللامتناهي للطفل، والمحاضرات الطويلة والصراخ عليه واللجوء للعقوبات، فهذه الأساليب لن تشجع الطفل على التوقف عن قضم أظافره. وفي الواقع، قد يؤدي الاهتمام السلبي إلى جعل الطفل أكثر تصميما على القيام بهذه العادة، وتدني شعوره باحترام الذات.

وبحسب جبور، يوجد عدة طرق لعلاج ومنع هذه الظاهرة، لكنها تحذر من أنه لا يمكن التعامل مع هذه العادة بالعنف، لأن هذا يسبب مشاكل نفسية عديدة، وهذا يتطلب إستراتيجيات خاصة، مع مستوى عال من ضبط النفس لحل هذه المشكلة، ومنها:

    تقليم وقص الأظافر: من الضروري الحرص على تقليم أظافر الطفل بشكل مستمر، وهذا الأمر يجعله يمل، لأنه لا يجد ما يقضمه. وهذا يضمن عدم وصول الجراثيم والفطريات لجسمه.

    الأمان وتنبيه الطفل: يجب التحدث مع الطفل -من عمر 4 سنوات- أن هذه العادة لها أضرار صحية، ويجب حضنه والتكلم معه بلطف وود، وليتقبل النصيحة يجب أن يشعر الطفل أن أهله إلى جانبه ليحس بالأمان. وفي كل مرة يرى الأهل الطفل يعض أظافره، يجب تذكيره بأفعاله ليتوقف، ويمكن استخدام رمز سري أو إجراء، مثل صافرة، لتنبيهه، مما يجعل الطفل الصغير يدرك أفعاله إذا كان يميل لقضم أظافره.

    تشجيع التواصل: إذا شعر الأهل أن الطفل يعض أظافره بسبب القلق، فيجب التحدث معه وتعليمه كيف يتواصل مع والديه متى شعر بالقلق. كما يمكن الحصول على مساعدة أفراد الأسرة، أو إشراك خبير لتحقيق نتائج أفضل.

    المدح والمكافأة: من المعروف أن الأطفال يحبون المدح والمكافأة، وهذه حيلة يمكن استخدامها، فعندما يتوقف عن قضم أظافره لفترة من اليوم يمكن منحه بعض قطع الحلوى أو اصطحابه إلى مكان يحبه.

    تقديم أنشطة بديلة: يجب كسر حاجز الملل عند الطفل بجعله ينغمس بأنشطة مختلفة وممتعة مثل التلوين والرسم أو المعجون أو المكعبات.

    طلاء الأظافر الرادع لقضم الأظافر: هناك بعض أنواع طلاء الأظافر غير السامة، التي تمنع قضم الأظافر بسبب طعمها غير المستساغ. ويجب التحدث مع الطبيب قبل تجربة طلاء الأظافر، فقد لا تكون جميعها مناسبة للأطفال.

3 إستراتيجيات مهمة

ويشير موقع "هيلث لاين" إلى أن 30-60% من الأطفال والمراهقين يعضون أظافرهم، فطفلك ليس الوحيد، وليس حالة نادرة، وتظهر بعض الأبحاث أن قضم الأظافر قد يكون له عوامل وراثية أيضا، وقد يقضم طفلك أظافره لكسب الانتباه (وإن كان سلبيا) الذي يحصل عليه عندما تصر عليه ليتوقف.

وينصح الخبراء الوالدين باستخدام بعض الإستراتيجيات لتقليل هذه العادة لدى الطفل، وهي:

    تعليم الطفل طرقا للتحكم بالتوتر، مثل الضغط على العضلات ثم إراحتها، أو التنفس العميق، أو القيام بتمارين تعتمد على اليقظة.

    عدم توبيخ الطفل أو معاقبته على قيامه بهذا السلوك، إذ قد يزيد الأمر سوءا كردة فعل.

    ملاحظة استعداد الطفل النفسي لتعديل السلوك، إذ إن تعرضه للمضايقات قد يشكل سببا وجيها لمواصلتها.

JoomShaper