سيدتي - لينا الحوراني
أفضل طريقة لفهم سلوك أطفالك هي فهم ما يمرون به من خلال النمو، كما يقول الخبراء. فهذه المعرفة ستساعدك في تأديبهم من دون اللجوء إلى الصراخ أو التهديد أو حتى التعرض للانهيار، وفيما يلي بعض استراتيجيات لإبقاء أطفالك مطيعين ومهذبين في كل عمر ومرحلة. يكشفها لك الدكتور محمد بن جرش كاتب أطفال وباحث إماراتي.
معظم الأطفال الصغار يسيئون التصرف؛ لأنهم لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم أو التحكم فيها. فالطفل عندما يدخل في نوبة غضب، يكون ذلك لعدم قدرته على قول أو فعل أو الحصول على ما يريد، فنوبة غضبه وسيلة لإعلامك بما يلي: "أنا بحاجة إلى الماء / وجبة خفيفة / لعبة / قيلولة - الآن!"
نصائح لضبط الأطفال الصغار
اعرضي جميع الخيارات
قد لا يمكن السيطرة على الأطفال الصغار وما عليك هو أن تخيريهم؛ كي يتكلموا على سبيل المثال، قولي لطفلك الصغير: "ماذا تريد أن تفعل أولاً: غسل أسنانك بالفرشاة أو ارتداء البيجاما الخاصة بك؟"، وعلى الرغم من أن هذه المشاركات بسيطة إلا أنها قادرة على تشكيل وجدانه ومن ثم تفعيل دوره وإعداده جيدا لإبداء الرأي واتخاذ القرار.
فالطفل الذي لا يسمح له باتخاذ قرارات صغيرة في المراحل الأولى من حياته، يشعر بأنه لا يستطيع اتخاذ قرارات مهمة في الحياة في ما بعد، كما أن الطفل الذي لا يُقدم على فعل أي شيء إلا بأمر الوالدين، يسهل على الآخرين السيطرة عليه، وربما يشعر في ما بعد بالاستياء أو الغضب من القرارات التي تؤخذ بدلاً عنه.
قد يتعمد الطفل رمي حبوب الإفطار على الأرض، أو الانهيار في متجر البقالة، وإن لم تعالجيه فسيفعلها مرة أخرى، أخبريه بهدوء أننا لا نصب طعامنا على الأرض أو نصرخ من دون سبب، وبجملة قصيرة وبسيطة، ومن دون محاضرات قولي: "من فضلك تصرفك يربكنا". وبعد فترة اختاري لحظة يكون فيها أطفالك في حالة مزاجية جيدة، واطلبي منهم أن يخبروك عن شيء حدث خلال يومهم: استمعي جيدًا وتأكدي من إظهار إشارات تدل على أنك مستمع جيد، مثل إظهار الود والاهتمام بالحديث، والإيماء بالرأس، والجلوس في نفس مستوى الطفل، والنظر لأعينهم مباشرة. تجنبي مقاطعتهم وانتظر حتى ينتهوا من الحديث.
ضعي خططاً لنوبات غضبه
كي لا تنهاري عليك أن تعرفي ما يغضبه، فإذا كان يغضب دائماً عندما يجوع، فاحرصي على أن تكون الوجبات الخفيفة الصحية في متناول يدك. إذا كنت تعرفين أنه سيبكي عند خروجكم من الحديقة، فأعطيه تحذيراً قبل (10 دقائق ، أو خمس دقائق) من حزم الأمتعة. وخففي زياراتك إلى الأماكن التي تزيد من نوبات غضب الطفل، مثل متجر الألعاب. وجربي الأمور الآتية:
فكري قبل أن تتحدثي أثناء نوبة الغضب، لأنه من السهل قول شيء ما قد تندم عليه لاحقًا. ...
لاترتعبي الشيء المهم عمله هو البقاء هادئة ولا تزعجي نفسك. وعندما تهدأين، عبّر عن مخاوفك ...
مارسي بعض التمارين الرياضية، واحصلي على فترة استراحة ...
ذكري نفسك بأنه شئ طبيعى، وهناك أباء كثيرون يتعاملون مع غضب الاطفال بدون أنفعال. ...
حددي الحلول الممكنة ...
التزم بالعبارات التي تحتوي على "أنا" ...
لا تحملي ضغينة لطفلك ...
استخدمي الفكاهة لتنفيس التوتر
احصلي على المساعدة، من الأب أو الجدة
خذي وقتًا مستقطعاً
عندما يبلغ طفلك عامين، يمكن أن تكون المهلة المستقطعة أداة تأديب فعالة، مثلاً. إذا قام بضرب زميله بغضب على رأسه، اصطحبيه إلى منطقة محددة لبعض الوقت حيث يمكنه الهدوء والسيطرة على نفسه. اشرحي له الخطأ الذي فعله باستخدام كلمات بسيطة مثل "ممنوع ضرب الطفل". يجب أن يكون هذا الوقت دقيقة واحدة فقط لعام من العمر، ثم تصل إلى 5 دقائق. في عمر خمس السنوات.
كيفية تأديب الطفل في سن ما قبل المدرسة
في هذا السن قد يكون قادراً على فهم التفسيرات، لكنه لا يعرف تمامًا كيفية التعامل مع كل شيء، فهو مثلاً لا يستمع، ويتجاهل محاولاتك المتكررة لدعوته لتناول العشاء، إذا كان يراقب التلفاز، هنا قد ترتكبين خطأً بدعوته إلى العشاء ثلاث أو خمس أو عشر مرات بينما هو ينتظر غضبك، ويتعلم الطفل أنه ليس مضطرًا للرد إلا إذا دخلت في حالة هستيرية لهذا نقدم لك هذه النصائح:
لا تسأليه أبدًا أكثر من مرتين، وما عليك فعله!
اسأليه مرة بلطف ("من فضلك ضع ألعابك في الصندوق الخاص").
اسأليه مرة أخرى، لكن حذريه من العواقب السلبية إذا لم يستمع إليك وقولي له: "طلبت منك من فضلك جمع ألعابك في الصندوق، وإذا لم تفعل ذلك بينما أنا أعدّ إلى خمسة، فسوف أمنعك من اللعب حتى مساء الغد.
تجنبي توجيه تهديدات لا يمكنك تنفيذها، مثل: "لن تشاهد التلفزيون مرة أخرى!".
اعلمي أنك إذا لم تنفذي عقابك، فستفقدين المصداقية.
امدحي تصرفه الجيد
تشير الأبحاث إلى أن المديح عمومًا له تأثير إيجابي على الأطفال، حيث ارتبط الثناء بتحسين الأداء الأكاديمي وزيادة الحافز الداخلي للانخراط في سلوك لطيف ومفيد وتعزيز الكفاءة الاجتماعية. يرتبط الثناء والمديح أيضًا بزيادة إفراز مادة في منطقة من مخ الطفل مرتبطة بالتعاطف والضمير والانفتاح. أخيرًا، يعد الثناء عقيدة أساسية للتربية الإيجابية، كما هو محدد في الأبحاث العلمية، وهو جزء أساسي من معظم برامج الأبوة والأمومة القائمة على الأدلة. واعلمي أن الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة يريد حقًا إرضاءك، لذا احرصي على تشجيعه عندما يستجيب لطلبك من المرة الأولى بمشاركته لعبته المفضلة مثلاً.
عامليه كما تحبين أنت أن ترَيْه
يتعلم الأطفال مما نفعله أكثر مما نقوله. فإذا فقدت هدوءك عندما تكونين منزعجة منه، فتوقعي من طفلك في سن ما قبل المدرسة أن يفعل الشيء نفسه. وسيصبح متذمراً، وقد يحاكي صوتك بالرفض عندما تطلبين منه تنظيف غرفته الفوضوية.
لكن لا تقارنيه بطفل بالآخرين، فإنه يعزز الأداء على المدى القصير. ولكن على المدى الطويل، ربما تتعلق هذه الممارسة بالأفراد الذين يحكمون على أدائهم فقط فيما يتعلق بالآخرين بدلاً من تحقيق أهدافهم الخاصة أو الاستمتاع بها بأنفسهم. ومن المهم ملاحظة أن هذه النتائج ربما لا تنطبق على الأفراد من الثقافات الجماعية.
كيفية تأديب ابنك في سن المدرسة
الآن أصبح طفلك أكثر قدرة على التعبير عن مشاعره وضبط تصرفاته، لذلك هذا هو الوقت المناسب لوضع حجر الأساس للسلوك المستقبلي، واعلمي أن كل إرشاداتك بين سن الخامسة والعاشرة سيكون لها تأثيرها على ما سيحدث في سنوات المراهقة. لذلك نقدم لك النصائح الآتية:
1 - علميه الانضباط من دون توتر
كل ما تتأملينه في هذه السن هو دفعه ليقوم بواجباته بنفسه، كترتيب سريره صباحاً وإنجاز الطفل لواجباته المدرسية، في الوقت المحدد، فلا تتفاجئي أن التدريب على الانضباط أكثر صعوبة مع هذه الفئة العمرية حيث لا يمكنك فقط حمله ووضعه في السرير أو حمله للعودة إلى المنزل، وربما عليك اتباع الطرق الآتية:
عاملي الطفل باحترام، وهذا ينطوي على الاستماع وتقدير وقبول مشاعرهم واحتياجاتهم. يجب أن يكون الاحترام متبادلاً – ويتوقع الوالدان أيضًا الاحترام من الطفل.
افهمي أنت معنى الانضباط الإيجابي، فهذا يساعدك على معرفة سبب رد فعل الطفل بطريقة معينة وما هي الاحتياجات التي توجه سلوكهم.
لا تفرضي العقاب، وركزي الانضباط الإيجابي على العواقب الطبيعية والمنطقية. يتعلم الأطفال من خلال التجربة ما هي عواقب أفعالهم، مما يساعدهم على تطوير مهارة اتخاذ القرارات المسؤولة.
قومي بتدريس طفلك المهارات الاجتماعية، مثل حل النزاعات وإدارة العواطف والتعاون. ومن الجدير دعم الأطفال في تطوير هذه المهارات من خلال المحادثات والتمارين المشتركة، بما في ذلك الذكاء العاطفي.
2 - اتبعي أسلوب المدرب
المعلمون يستخدمون أسئلة تبدأ بماذا وكيف تساعد أعضاء الفريق على تحقيق أهدافهم؟ فإذا تشاجر ابنك مع صديق له اسأليه: "هل سيكون تصرفك مختلفاً في المرة القادمة؟" بهذا ستساعدينه على التعلم من الأخطاء التي ارتكبها هذه المرة؛ حتى يتمكن من القيام بعمل أفضل لاحقاً.
3 - اضغطي على زر الترجيع
أي ببساطة عندما يكون ذلك ممكنًا، امنحي طفلك فرصة ثانية. اشرحي له الخطأ الذي ارتكبه وذكريه بالسلوك الذي ترغبين في رؤيته. ثم اشكريه على تفهمه للأمر بشكل صحيح. وبهذا تدركين طرق توجيه طفلك للأفعال الصحيحة والأفعال الخاطئة، ومن ثم اتركيه يجرب ويرى عواقب الخطأ والنواتج التي سوف تحدث من افعاله وهذا ما يجعله لا يقع في الخطأ مرة أخرى.
4 - استخدمي العقاب المنطقي
فإذا تأخرت ابنتك البالغة من العمر ثماني سنوات عن المدرسة مثلاً؛ لأنها واجهت صعوبة استيقاظ الطفل في الصباح، فخصصي وقتًا للنوم مبكرًا في الليالي القليلة التالية بدلاً من إلغاء امتيازاتها التلفزيونية. أفضل النتائج هي تلك التي يتعلم فيها طفلك شيئًا ما.
وعلى سبيل المثال، إذا كان طفلك لا يتناول عشاءه، فلا تسمحي له بتناول وجبة خفيفة قبل النوم. أو إذا رفض تجميع ألعابه فلا تسمحي له باللعب لبقية اليوم. إن ربط النتيجة مباشرة بمشكلة السلوك يساعد الأطفال على رؤية أن اختياراتهم لها عواقب مباشرة.
كيفية ضبط الطفل في بداية المراهقة
في هذا السن يبدأ الأطفال في فرد أجنحتهم، ليتحولوا إلى مراهقين وهم يريدون الذهاب إلى أبعد مكان، والبقاء خارج المنزل لفترة أطول والقيام بالمزيد من اللعب مع أقرانهم، وقد يكون ذلك مخيفًا للآباء (خاصة مع الطفل الأول) الذين لا يريدون التخلي عن السيطرة عليه.
1 - تحدثي معه بمرونة
في سنوات المراهقة التي تعتبر سنوات الذروة سينتظر المراهق ردة فعلك عندما ترغبين في السيطرة عليه وعلى أساسها سيتصرف فإذا أخذت بعين الاعتبار كيف أنه يعتبرك تقفين أمام حريته وأنه يريد الانطلاق ليصبح أفضل من أقرانه هنا عليك رسم خطة للتعامل معه.
2 – لا تملي
اشرحي له موقفك، واستمعي إلى موقفه، ثم تنازلي عندما يمكن ذلك. فإذا أراد طفلك البالغ من العمر 11 عامًا زيادة ألا ينام قبل العاشرة مساء بينما اعتدت أنت طوال سنوات أن يذهب إلى الفراش في الساعة 9 ، على سبيل المثال، أخبريه أنك ستجربين الساعة 9:30 ، بشرط ألا يغفو في صباحاً، ويستيقظ للدراسة.
3 - تفاوضي معه لاحقًا
غالبًا ما يحاول الآباء التفاوض مع أبنائهم، عندما يكون الابن غاضباً، فيرتفع صوتاهما معاً، كوني مرنة وحازمة في الوقت نفسه، ثم تفاوضي معه لاحقًا عندما يهدأ الجميع.
وقتها لتكن لديك البدائل، مثلاً قولي له إذا كان النقاش حول موعد الدراسة: "عند الانتهاء من واجبك المنزلي، يمكنك حينئذٍ لعب ألعاب الكمبيوتر"
هذه عبارة مناسبة لهذه الفئة العمرية، فسيفهم أنك لا تزالين تسمحين له بالحرية.