سيدتي - لينا الحوراني
في تربية الأطفال، هناك ما يعرضهم دائماً لـ "تجارب الطفولة السلبية"، هي قائمة مختصرة من أربعة أشياء تحدث للأطفال عندما يكونون مع أسرهم، والتي من المحتمل جداً أن تسبب لهم مشاكل في الصحة النفسية والجسدية في وقت لاحق من الحياة، في الواقع، العلاقة بين هذه العوامل والنتائج السيئة قوية جداً لدرجة أن بعض الدراسات، كشفت أن غالبية البالغين الذين يعانون من مشاكل خطيرة في وقت لاحق من حياتهم مروا باثنتين على الأقل من هذه التجارب عندما كانوا أطفالاً.


الاعتداء الجسدي
وهو ما يعني الدفع أو الإمساك أو الضرب، فالضرب تحديداً يعد تصرفاً شرساً يؤدي إلى الغضب، الذي يجعل الطفل يخشى على سلامته، فقد يعتبر ذلك أيضاً عامل خطر لمشاكل لاحقة.
كما يشمل الاعتداء أي حادثة غير لائقة تعرض لها الطفل من قبل شخص بالغ أو لمس من أي نوع، وغني عن القول أن الاعتداء يمكن أن يؤثر بشدة على ثقة الطفل بالآخرين، خاصة إذا شعر بأنه يتم استغلاله لتلبية احتياجات البالغين الذين يتجاهلون حاجته إلى الأمان.
المرض النفسي لأحد الأبوين
قد يكون أحد الوالدين مصاباً بمرض نفسي، وهذا يحمل ما يحمل من آثار مستقبلية سيئة على الطفل، عندما يكون الطفل مثقلاً بالرعاية العاطفية من والديه، فقد يكون لذلك عواقب طويلة المدى، وقد تؤدي إلى مقاطعة روتين الطفل الطبيعي المتمثل في العودة إلى المدرسة أو قضاء الوقت مع أقرانه، وقد لا يكون الوالد الذي يعاني من مرض نفسي متاحاً لطفله عاطفياً خصوصاً إذا كان يعاني من إدمان أو يتلقى علاجاً مكثفاً.
الصراع بين الوالدين
يميل عدم توطيد العلاقة بين الوالدين أيضاً إلى خلق جو خطير للأطفال لينموا فيه، في الواقع، قد يكون الطلاق الجيد أفضل من المنزل المليء بنوبات الغضب والإساءة العاطفية، من قبل البالغين، هذه ليست بداية رائعة لتعليم أطفالنا كيفية تكوين علاقات صحية طويلة الأمد خاصة بهم.
العلاقة السيئة مع الطفل
إن العلاقة السيئة بين الوالدين والطفل هي التهديد الكبير الأخير لنجاح الطفل في الحياة، فعندما يكون أحد الوالدين والطفل في صراع مستمر، أو عندما يكون الوالد منعزلاً ومنسحباً عاطفياً، تكون هناك عواقب طويلة المدى على النمو العاطفي للأطفال، وقد يكون هناك أيضاً ميل لدى هؤلاء الأطفال في وقت لاحق من حياتهم لإظهار سلوكيات سيئة تضر بهم وبالمجتمع من حولهم، أو يقعون في علاقات استغلالية عاطفياً.
وبطبيعة الحال، ليس كل عامل من شأنه أن يدمر حياة الطفل مثل عامل آخر، إن إساءة معاملة الأطفال هي في الواقع أكثر احتمالاً بكثير من المرض النفسي الذي يعاني منه أحد الوالدين، على سبيل المثال، لأنها تضع الطفل في مجموعة كاملة من المخاطر الأخرى المتراكمة، وقد تعيش الطفلة ضعيفة التنشئة الاجتماعية، وسوء المراقبة، وتلبية احتياجاتها العاطفية أقل، في عالم مليء بالخوف.
كيف نجنب الأطفال الوقوع في هذه المشاكل؟
إن أفضل الأشياء التي يمكننا القيام بها لأطفالنا لمنعهم من الفشل في الحياة هو مساعدتهم على تجنب التعرض لهذه التجارب الأربعة السامة، وهذا يعني:
اعتني بنفسك!
أي ابحثي عن ما تحتاجينه كأم للحفاظ على رفاهيتك، ابحثي عن طرق لتخفيف الضغط عندما تصبح التوترات في المنزل أكثر من اللازم وتجدين نفسك على وشك الصراخ على طفلك أو ضربه، كلما كنت أكثر صحة ودعماً وحباً، زادت احتمالية أن يقوم طفلك بعمل جيد، بمعنى آخر، أنت مدينة لطفلك بأخذ بعض الوقت بعيداً عن عائلتك والقيام بشيء يجعلك تشعرين بالارتياح من حين لآخر.
اعتني بعلاقتك مع زوجك!
إن القيام بكل ما في وسعك لتجنب نوبات الغضب أو العنف في منزلك هو هدية تقدمينها لأطفالك، إذا لم تتمكني من ضمان سلامة طفلك أو منزل خالٍ من العنف؛ فمن الأفضل الانفصال عن زوجك بدلاً من البقاء في علاقة عنيفة.
اعتني بطفلك

أبقِي طلك منخرطاً عاطفياً معك، في مأمن من العنف الجسدي وأي اعتداء، وأحيطيه بشبكة من الداعمين الذين تثقين بهم، وسوف تجنين فوائد من هذا الطفل مستقبلاً.
11 عبارة تبدو بريئة لا ينبغي أن تقوليها للأطفال لأنها تدمر مستقبلهم
هناك عبارات مضرة يجب أن نتجنب قولها للأطفال والتي من غير المرجح أن نقولها لأنها شائعة جداً وتبدو غير ضارة، وكثير منا يكررها بشكل معتاد، يمكن أن تسبب هذه العبارات ارتباكاً للأطفال أو تشوشاً على الرسائل التي نحاول إرسالها، ويوصي الخبراء بتجنبها عند مخاطبة أطفالنا، وإليك هذه العبارات:
1. "هل يمكنك/هل تمانع/هل من فضلك/هل تستطيع؟"
لقد اعتاد الكثير منا على قول عبارات مثل هذه لكي تبدو مهذبة أو محترمة، ولكنها يمكن أن تسبب ارتباكاً للأطفال، إذا كنت تعطين تعليمات، فمن الأفضل أن تفعلي ذلك دون طرح سؤال.
لا تبدئي باستجواب "يتضمن عنصر الاختيار، وترك المجال للطفل ليقول "لا"، بدلاً من ذلك، استخدمي أمراً بسيطاً: "التقط الكتل، من فضلك" أو "أنت بحاجة إلى التقاط الكتل".
هناك خيار آخر وهو "حان الوقت لالتقاط الكتل"، تشير هذه الصياغة إلى أن الأم لا تجعل الطفل يفعل شيئاً لمجرد نزوة، ولكن ببساطة يوضح أن الآن هو الوقت المناسب للتنظيف حسب جدول اليوم.
2. "لن أساعدك"
من الجيد تشجيع الأطفال على الاعتماد على أنفسهم، لكن هذه الصياغة "يمكن أن تكون محبطة وتؤدي إلى عدم عودة الطفل لوالديه لاحقاً"، وبدلاً من ذلك، قولي لطفلك: "حاول أولاً"، وإذا لم ينجح الأمر يمكننا مناقشة الأمر، يتيح ذلك للطفل معرفة أنك تؤمنين به ولكنك موجودة لتقديم الدعم عند الحاجة.
3. "عمل جيد!"
هذا الثناء، الذي ينشأ الكثير من الأطفال عليه، غامض وليس محدداً بما يكفي ليستفيد منه الأطفال لاحقاً، "إن ذلك لا يعطي سوى القليل من المعلومات حول ما يفعلونه بشكل جيد"،
عندما يقوم طفلك بشيء صحيح، كوني محددة حتى يعرف السلوكيات التي سيكررها في المستقبل، يمكنك أن تقولي شيئاً مثل: "أرى أنك تلتقط الكتل وتضعها في الصناديق، شكراً لك على مساعدتنا في الحفاظ على نظافة هذه المساحة من البيت" أو "أحسنت في التخلص من ذلك".
4. "أريدك أن تكون جيداً"
لدى الكثير منا ذكريات عندما قيل لنا بصرامة إنه "من الأفضل أن نلتزم بأفضل سلوك لدينا" قبل دخول منزل شخص ما، أو في مواقف أخرى، ولكن، مرة أخرى، هذه التعليمات ليست محددة بما يكفي لتكون مفيدة للأطفال، إنهم يفتقرون إلى الخبرة ولن يعرفوا دائماً كيف يبدو السلوك "الجيد" في موقف معين.
بدلاً من ذلك، أخبري الطفل بما تريدين أن يفعله بالضبط: "أريدك أن تبقى بجوار العربة وتلمس فقط الطعام الذي سنشتريه".
5. "اهدأ"
قد يبدو الأمر وكأنه التعليمات الأكثر وضوحاً لإعطاء طفل يصرخ، لكنه ببساطة لا ينجح، وحسب رأي الاختصاصيين "لم يهدأ أحد قط عندما طلب منه ذلك".
"يحتاج الأطفال إلى معرفة أنه من المقبول أن تكون لديهم مشاعر كبيرة، وأن يتم تعليمهم طرق التنظيم الذاتي، إن مطالبتهم بالهدوء أو توقف الطفل عن البكاء أو تجاوز الأمر هو افتراض أنهم يستطيعون ذلك أو يعرفون كيفية القيام بذلك.
قد يساعد العناق أو بعض الأنفاس العميقة معاً أو إعادة توجيه الأطفال على التنظيم عندما تكون لديهم مشاعر شديدة، قد تجدين أيضاً أن هدوءك ووجودك المستمر كافٍ لمساعدتهم.
6. "إنها ليست مشكلة كبيرة"
على الرغم من أن المشكلة قد تبدو تافهة بالنسبة لنا، إلا أن هذا لا يعني أنها تبدو تافهة بالنسبة لطفلنا، فهذه العبارة غالباً ما تبطل مشاعر الطفل حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى شعوره بالرفض أو الاعتقاد بأن مشاعره لا تحظى بالتقدير، وقد يؤدي ذلك أيضاً إلى زيادة شكوك الطفل لنفسه وصحة مشاعره، تجربته، ما يزعزع ثقته بنفسه.
بدلًا من ذلك، حاولي طرح سؤال مفتوح مثل: "يبدو هذا مهماً جداً بالنسبة لك - أخبرني عن سبب انزعاجك".
7. "لماذا لم تخبرني من قبل؟"
كما يوصي الاختصاصيون النفسيون بأننا لا نريد أن يشعر الأطفال بالعقاب لأنهم أخبرونا عن مشكلتهم، بل نريد أن نحافظ على التركيز على مشاعرهم، وليس مشاعرنا، من خلال مدحهم لقولهم شيئاً وإعلامهم بأننا موجودون للاستماع.
يمكنك الرد بدلاً من ذلك بقول: "شكراً جزيلاً على مشاركتك معي بخصوص هذا الأمر".
8. إنهاء الاتجاه أو العبارة بـ"موافَقة؟"
كثير من الناس معتادون على الإجابة عن السؤال "حسناً؟" إلى نهاية الطلب من أجل الظهور بمظهر المستجيب، لكن الأطفال قد لا يكونون قادرين على فهم هذا، أعطي توجيهات واضحة لما تريدين أن يفعله الطفل وانتهي عند هذا الحد.
وبالمثل، إذا كنت تدلين ببيان تصريحي مثل "ماما ستغادر الآن"، فأنت لا تريدين أن تنتهي بكلمة "حسناً؟" أنت لا تطلبين من الطفل الإذن أو التعليق، بل ببساطة تخبرينه بما سيحدث،
قد يهمك أيضا ً التعرف على أساسيات تربية الطفل في حالة عدم وجود الأب وطرق لتخفيف التوتر.
9. "قف"
بالتأكيد نحن نحتاج في بعض الأحيان إلى منع أطفالنا من القيام بشيء خطير، عندما يتعلق الأمر بالقضايا السلوكية الأقل إلحاحاً، فإن القاعدة العامة هي استخدام الأوامر الإيجابية بدلاً من الأوامر السلبية، لإخبار الأطفال بما يجب عليهم فعله بدلاً مما لا يجب عليهم فعله.
مرة أخرى، كوني محددة قدر الإمكان: مثل قوْل "امشي بجانبي" أو "أبقِ الكرة على الأرض"، وقد تسمعين المعلمين يستخدمون عبارات؛ مثل "المشي على الأقدام" بدلاً من "لا تركض" أو "الأصوات الداخلية مزعجة" بدلاً من "توقف عن الصراخ"، تساعدك صياغة الطلبات بهذه الطريقة في الحفاظ على نبرة صوتك أكثر إيجابية أيضاً.
10. "هل كان هذا اختياراً جيداً؟"

نحن نريد من الأطفال أن يفكروا في سلوكهم، لكن هذه العبارة بالذات ترسل رسالة غير مباشرة إلى الطفل بأنه يختار أن يكون "سيئاً"،" وبدلاً من ذلك، اطرحي أسئلة من شأنها أن تساعد الطفل على التوصل إلى الحلول الممكنة بنفسه، وأكدي له أنه دائماً جيد حتى لو ارتكب أخطاء في سلوكه أحياناً.
11. "استخدم كلماتك للتعبير عن نفسك"

بهذه العبارة أنت تنكرين قدرة الطفل المحدودة على إيصال ما يشعر به، تحتاج إلى دعم، لأنه إذا عرف الطفل الكلمات التي تعبر عن مشاعره، فمن المرجح أن يفعل ذلك، وبدلاً من ذلك، اطرحي عليه أسئلة مفتوحة وبسيطة، بطريقة هادئة ومنضبطة مثل: "ماذا تحتاج"؟ "كيف يمكنني أن أقدم المساعدة؟' "أخبرني ماذا حدث" "هل تشعر بـ...؟"
ساعدي طفلك على معرفة ما يمكنه فعله عندما يكون لديه مشاعر أو غضب أو حزن أو إحباط، وتدربي على لعب الأدوار، وتحدثي بصراحة عما يمكنه فعله بشكل مختلف في المرة القادمة.
وتذكري عند التحدث مع طفلك أن الأمر لا يقتصر على الكلمات التي تستخدمينها فحسب، بل أيضاً على الطريقة التي تقولينها بها بالإضافة إلى الإشارات الأخرى التي قد ترسلينها، إذا كنت كأم تشعرين بالتوتر، فسوف يتأثر به الأطفال، لذلك ابتعدي لدقيقة كي تهدئي إذا رأيت طفلك في موقف آمن، يمنحك هذا فرصة للتفكير فيما ستقولينه، كما أنه نموذج لأطفالك حول كيفية تنظيم عواطفهم.

JoomShaper